أبولو و دافني قصة حب مؤلمة (Apollo and Daphne)
الميثولوجيا الإغريقية تحتوي على العديد من الأساطير الرائعة والقصص الخيالية المدهشة التي استوحى منها أكبر كتاب العالم روايات حققت نجاحا هائلا. إذا كنت تبحث عن قصص حب خيالية تهز القلوب، فلن تجد أفضل من القصص الرومانسية المتداخلة مع الخيال المذكورة في الميثولوجيا الإغريقية. هذه القصص لا تحصى ولا تعد، والحديث عنها لا ينتهي أبدا. ولكن اليوم، سنقدم لكم قصة واحدة من أكثر أساطير الحب المؤلمة، حيث يكمن أصعب ألم في الحب عندما يصاب الشخص بلعنة الحب تجاه شخص يكرهه ولا يرغب فيه، ويزداد حبه له أكثر فأكثر، فيصبح مثل مجنون يطارده من أجل المحبوب في كل مكان. ومهما فعلت، لن تكون قادرا على مقاومة القدر، حتى لو كانت لديك قدرات خاصة. وهذا ما حدث مع أبولو، الذي أصاب بسهام الحب، ولكنها تحولت إلى لعنة عليه وجعلته يجن جنونه. ولكن ما هي تفاصيل هذه الأسطورة؟ سنتناولها اليوم، فتابع معنا .
كيوبيد اله الحب : كيوبيد هو واحد من أهم الشخصيات في الأساطير الإغريقية القديمة، ومن الواضح أنك رأيت العديد من تماثيل هذا الطفل الجميل ذو الجناحين وصاحب سهام الحب التي تصيب العاشقين بها. إنه ابن الإلهة فينوس، ولديه أسطورة غريبة تقول أنه أيضا لم يسلم من سهامه التي جرحته بدون قصد وجعلته يقع في الحب. لديه العديد من الأساطير والحكايات، ولكن بالنسبة لأسطورة اليوم، تقول أن أبولو كان يستهزئ دائما بكيوبيد عندما يراه، حيث يرون قدرته تافهة وغير مهمة مقارنة بقدرته، إذ كان أبولو إله الشعر والرسم والنبوءة والوباء والشفاء ورعاية الحيوانات والتألق والحراثة. إنه يتمتع بجمال ورجولة خالدة .
انتقام كيوبيد من أبولو : تأثر كيوبيد بشدة بإهانة أبولو له، فغضب وقرر الانتقام منه وجعله يشعر بقوته، فاستخدم كيوبيد سهامه الملونة، فكان لديه سهم ذهبي يجعل الشخص يقع في حب شديد لشخص آخر، ولديه سهم رصاصي يجعل الشخص يكره شخصا آخر بشدة، واستخدم كيوبيد هذه السهام في الانتقام من أبولو، وعندما تقابل أبولو الحورية دافني الجميلة، أصابه بالسهم الذهبي فيقع في حبها بشدة، وفي نفس الوقت أصاب دافني بالسهم الرصاصي فيكرهها أبولو بشدة .
دافني شجرة الغار المقدسة : ظل أبولو يطارد دافني في كل مكان تذهب إليه، وحاول بكل الطرق جعلها تحبه بالإكراه، ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل، وعلى الرغم من قدرته الهائلة في التنجيم، لم يتمكن من التنبؤ بمصيره. وفشلت محاولته لأن دافني تكرهه بشدة، لذلك قررت الهرب منه بأي ثمن، وذهبت لوالدها بينيس إله النهر وطلبت منه برجاء أن يفعل كل ما بوسعه لإخفائها عن أنظار أبولو، حتى لو كان الثمن تغير شكلها إلى أي شيء، وذلك من أجل أن تبتعد عنه. وبالفعل، حول والدها دافني إلى شجرة الغار .
كره دافني يستمر إلى أبولو حتى بعد ما أصبحت شجرة : عندما علم أبولو بهذا الأمر، شعر بالحزن الشديد وظل جالسا بجانب شجرة الغار التي جعلها مقدسة، وتقول الأسطورة أنه عندما يلمس الشجرة، ترتعد وتحول أغصانها لتبتعد عنه، وعلى الرغم من ذلك، استخدم أبولو كل قوته لمنع أوراق الشجرة من التحلل .
أبولو يعتذر إلى كيوبيد : قال كيوبيد لأبولو: إن قوتي لا يمكنك السخرية منها بعد اليوم. فاعتذر أبولو بشدة لكيوبيد وتوسل إليه ليشفيه من حب دافني. وقبل كيوبيد الاعتذار ، شفى أبولو من حب دافني .
دروس مستفادة من الأسطورة : على الرغم من أن هذه الأساطير مليئة بالأوثان والشرك بالله، إلا أن الناس في ذلك الوقت كانوا يجهلون الله ولا يعرفونه، ولكن كانوا يعرفون الحكمة والتهذيب. ولذلك، فإن هذه الحكايات الخيالية تحوي رسائل موجهة بطريقة مباشرة لتعليم الإنسان بعض الأشياء الهامة. وفي هذه الأسطورة، هناك رسالة هامة تقول إنه مهما كنت تمتلك من قدرة، فلا يجوز لك أن تتملك الغرور والتكبر، ولا يجوز لك أن تستهين بشخص يبدو أنه أقل منك، فربما يكون أعظم منك بكثير. ولا تقلل من شأن عمل يفعله شخص ما، فربما يراه البعض تافها وصغيرا، ولكنك لا تعرف قيمته الحقيقية. كما أنه لا يمكنك أن تجبر شخصا على حبك، فمحاولاتك قد تجعله يكرهك ويبتعد عنك أكثر. ويجب عليك أن تتذكر أن لا يجوز لك أن تأخذ شيئا ليس من حقك، وأن تتسرع في اتخاذ القرار، كما فعلت دافني عندما شفاها أبولو من حبها، ولكنها بقيت شجرة وحرمت من متعة الحياة .