اسلامياتالقران الكريم

آية أفضل من الف آية

{سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم (1) له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير (2) هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم (3)} [سورة الحديد: 1-3] جاءت الآية الثالثة لجمع بين صفات الله التي تشير إلى معرفته وإلمامه بكل ما يدور في الكون، فلا يخفى عليه شيء، لذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية بأنها أفضل من ألف آية.

فضل سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

عن عرباض بن سارية أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ المسبحات قبل النوم، ويقول: «إن فيهن آية أفضل من ألف آية»، والآية التي يشير إليها في هذا الحديث هي: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3].

عن أبو زميل قال: سألت ابن عباس: “ما هو الشيء الذي أجده في صدري؟” فقال: “ما هو؟” قلت: “والله لا أتحدث به.” فقال لي: “هل هو شيء من الشك؟” ثم ضحك وقال: “لم ينج من ذلك أحد، حتى نزل الله قوله: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك ۚ لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين} [سورة يونس: 94]”. ثم قال لي: “إذا وجدت في نفسك شيئا، فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن ۖ وهو بكل شيء عليم}” [الحديد: 3].

يروي أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو عندما ينام بالقول: `اللهم رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، منزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحب والنوى، لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول، فليس قبلك شيء، وأنت الآخر، فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيء، وأنت الباطن، فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر`.

تفسير سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: يخبر الله تعالى أن كل ما في السماوات وما في الأرض، بما فيها من الحيوانات والنباتات، يسبح له. ويأتي ذلك في قوله تعالى: `تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم. إنه كان حليما غفورا` [سورة الإسراء: 44]. وهو الله العزيز، أي الذي يسود على كل شيء. وهو الحكيم في خلقه وأمره وشرعه. له ملك السماوات والأرض، يحيي ويميت، أي هو المالك الذي يدير خلقه، فيحيي ويميت، ويعطي من يشاء ما يشاء. وهو على كل شيء قادر، أي كل ما يريده الله يكون، وما لم يرد لا يكون. هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهذه هي الآية المشار إليها في الحديث، أي الظاهر على كل شيء علما، والباطن على كل شيء علما. وهو عالم بكل شيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى