اسلاميات

آخر المخلوقات موتًا

 قال الله تعالى: يدرك الموت الإنسان في أي مكان يكون، حتى لو كان في بروج مشيدة، وقد ذكر في التفاسير والأحاديث الكثير عن الموت وحقيقته وطبيعته، وعن اللحظات الأخيرة في يوم القيامة وآخر المخلوقات التي ستموت.

جدول المحتويات

 آخر المخلوقات موتًا

تم ذكره أن آخر شخص يموت من الكائنات هو ملك الموت، وذلك في تفسيره لقول الله تعالى “ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله”. وقد ذكر في كتاب الدرر المنثور للسيوطي أن أنس بن مالك رضي الله عنه رفع قوله في البعث “ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله”، قال: فمن الذي استثناه الله؟ فقال بقي وجهك الكريم، وعبدك جبريل، وميكائيل، وملك الموت، فيقول: توف نفس ميكائيل، ثم يقول: يا ملك الموت من بقي؟ فيقول بقي وجهك الكريم، وعبدك جبريل، وملك الموت، فيقول: توف نفس جبريل، ثم يقول: يا ملك الموت من بقي؟ فيقول: بقي وجهك الباقي الكريم، وعبدك ملك الموت وهو ميت. فيقول: مت. ثم ينادي أنا بدأت الخلق، وأنا أعيده فأين الجبارون المتكبرون؟ فلا يجيبه أحد، ثم ينادي لمن الملك اليوم، فلا يجيبه أحد، فيقول هو لله الواحد القهار: ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرو.

وأخرج ابن المنذر عن جابر: فنفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله”… قال: استثنى موسى عليه السلام لأنه تأثر بالصعق في السابق. واستثنى عكرمة رضي الله عنه حملة العرش بقوله: “{إلا من شاء الله}”، وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر هذا القول عن عكرمة. وفي تفسير ابن كثير: هذه النفخة هي الثانية وهي نفخة الصعق وهي التي يموت بها الأحياء من أهل السموات والأرض إلا من شاء الله كما جاء مفسرا في حديث الصور المشهور، ثم يقبض أرواح الباقين حتى يكون آخر من يموت ملك الموت وينفرد الحي القيوم الذي كان أولا، وهو الباقي آخرا بالديمومة والبقاء، ويقول “لمن الملك اليوم” ثلاث مرات ثم يجيب نفسه بنفسه فيقول: “لله الواحد القهار.

عظة الموت

الفائدة هنا ليست في البحث عن أول وأخر من يموت، ولكن في العبرة من الموت نفسه. فقد شاهدت القبور يحتوي على جثث ملوك وأثرياء وفقراء ومتسلطين وجاهلين، وحتى الملائكة والجن لا يميزون بينهم. فإنما الباقي الواحد القهار هو الله، ونتعلم من رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو حبيب الرحمن، الذي قال الله عنه: “إنك ميت وإنهم ميتون” (سورة الزمر: 30). وأيضا نتعلم من عظات الصحابة والتابعين في الموت. فقد دخل يزيد الرقاشي على عمر بن عبد العزيز وطلب منه العظة، فقال له يزيد الرقاشي: “لست أول خليفة يموت يا أمير المؤمنين”. فقال عمر: “زدني”. فقال الرقاشي: “لم يبق أحد من آبائك من آدم حتى بلغت النوبة إليك إلا وقد ذاق الموت”. وقال الرقاشي: “لا يوجد منزل بين الجنة والنار، والأبرار سيكونون في النعيم والفجار سيكونون في الجحيم” (سورة الانفطار: 13-14). وعندما سمع عمر هذا، بكى حتى سقط عن سريره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى