هل نزيف الدم من الانف ينقض الوضوء ؟
الوضوء هو الركن الرئيس لصحة الصلاة في اللغة بمعنى الجمال والبهاء. أما في العقيدة الإسلامية والشرع فهو أفعال محددة تقوم على النية، وأركانه تشمل غسل الوجه واليدين حتى المرفقين، ومسح الرأس وغسل القدمين. لا يعتبر الوضوء صحيحا إلا بهذه الأعمال المحددة. هناك أعمال أخرى مستحبة أثناء الوضوء، مثل الترتيب والتسلسل. في كتب الفقه، الهدف الأساسي للوضوء هو التطهير، وهو شرط أساسي لصحة الصلاة. الله لا يقبل صلاة أحدكم إذا كان غير متطهر، ويشمل الوضوء النية وغسل الوجه بما فيه منابت الشعر، وغسل اليدين حتى المرفقين، ومسح الرأس بأكمله أو جزء منه، وغسل الرجلين حتى الكعبين، والترتيب والتسلسل. أما سنن الوضوء، فهي الأعمال المستحبة والمؤكدة، مثل غسل الكفين، والمضمضة، والاستياك، والاستنشاق، والاستنثار (إخراج الماء من الأنف)، ومسح الأذنين، والتثليث (تكرار الأعمال السابقة ثلاث مرات)، والاقتصاد في الماء .
نواقض الوضوء :
- يخرج من فتحة الشرج أو الفم أي سائل كالريح أو البول أو البراز أو المني أو المذي أو الودي
- الاستغراق في النوم يبطل الوضوء.
- أكل لحم الإبل لأن النبي توضأ، ولكن الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: عليه وسلم إذا أكلنا من لحم الإبل، فقال رسول الله نعم، فقال الرجل: عليه وسلم إذا أكلنا من لحم الغنم، فقال رسول الله: إذا شئت.
- إذا لمس شخص فرجه بغرض الشهوة، فعليه أن يتوضأ.
- الجنون والإغماء والشك في الوضوء .
هل يُبطل الوضوء بسبب نزيف الأنف؟
في فتوى بشأن الإفراط في الاستشارة، يعتبر خروج الدم من الأنف والإصابة بالرعاف لا يبطلان الوضوء، ومع ذلك، يستحب الوضوء بعد هذه الحالات لتجنب الخلاف القائم بين العلماء. وفي الاجتهاد الأكثر تأييدا في مذهب الإمام مالك والإمام الشافعي، لا ينقض الوضوء بسبب ذلك، أما في مذهب الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد، فإنه ينقض الوضوء. ومع ذلك، يشترط الحنابلة أن يكون خروج الدم بكمية كبيرة وتقدير ذلك يكون على الشخص نفسه ،
ما رواه أبو داود (198) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلا ، فَقَالَ : مَنْ رَجُلٌ يَكْلَؤُنَا ؟ (أي يحرسنا) . فَانْتَدَبَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَرَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ : كُونَا بِفَمِ الشِّعْبِ . قَالَ : فَلَمَّا خَرَجَ الرَّجُلانِ إِلَى فَمِ الشِّعْبِ اضْطَجَعَ الْمُهَاجِرِيُّ وَقَامَ الأَنْصَارِيُّ يُصَلِّي ، وَأَتَى رَجُل من المشركين ، فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَوَضَعَهُ فِيهِ ، فَنَزَعَهُ ، حَتَّى رَمَاهُ بِثَلاثَةِ أَسْهُمٍ ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ ، ثُمَّ انْتَبَهَ صَاحِبُهُ ، وَلَمَّا رَأَى الْمُهَاجِرِيُّ مَا بِالأَنْصَارِيِّ مِنْ الدَّمِ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! أَلا أَنْبَهْتَنِي أَوَّلَ مَا رَمَى ؟ قَالَ : كُنْتَ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا. والحديث حسنه الألباني في صحيح أبي داود ، وهو واضح الدلالة على أن الدم لا ينقض الوضوء ولو كان كثيرا ، لأنه لو كان ينقض لخرج من الصلاة ، وقال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحة : “وقال الحسن : ما زال المسلمون يصلون في جراحاتهم لذلك فخروج الدم غير إحدى السبيلين لا ينقض الوضوء ..