هل تعلم عن ” الثدييات الكيسية “

الثدييات الكيسية هي نوع من الثدييات التي تتميز بفترة حمل قصيرة، في حين يستمر نمو الجنين داخل كيس يحمله الأم تحت بطنها، ويتكون هذا الكيس أو “المارسيبيوم” من غطاء من الجلد يغطي حلمات الأم، وفي بعض الأنواع تكون حلمات الأم مكشوفة بالكامل، ويستمر الرضيع في الحصول على حليب الأم لفترة تعادل تقريبا فترة بقاء أي حيوان مشيمي آخر في رحم الأم .

الأنواع والتوزيع

يتواجد أكبر تجمع للثدييات الكيسية في أستراليا وغينيا الجديدة وجزر قريبة منها، وتشكل هذه الثدييات جزءا كبيرا من الثدييات الموجودة في تلك المناطق، وتشمل بعض الأنواع الموجودة هناك الكنغر، والقباب، والكوالا، والومبات، بالإضافة إلى العديد من الأنواع الأخرى الصغيرة التي تتغذى على اللحوم .

يوجد حوالي 70 نوعًا من الثدييات الكيسية التي تعيش في الأمريكتين، تحديدًا في أمريكا الجنوبية والوسطى، ولكن هناك نوع وحيد يسمى حيوان أبسوم فيرجينيا ينتشر بكثافة في الولايات المتحدة وكندا .

الحجم

أكبر حيوان جرابي حي يعيش على الأرض هو حيوان الكنغر الأحمر ويمكن أن يصل طول ذكره إلى حوالي مترين وثلاثة أمتار عند قياس ذيله، ويبلغ وزنه حوالي 90 كجم. وأصغر الجرابيات المعروفة هو حيوان يسمى بلانجيل Planigale الذي يأتي في عدة أنواع، وأصغر هذه الأنواع هو بلانجيل طويل الذيل الذي لا يتجاوز طوله 12 سم. وعموما، تكون الجرابيات صغيرة الحجم، حيث يتراوح حجم معظم الأنواع بين حجم السنجاب وحجم كلب متوسط الحجم .

سلوك الجرابيات

يتميز تشابه الفصيلة المذكورة بالبنية الجسدية والسلوك بينها وبين الحيوانات المشيمية، حيث يمكن تغيير موائلها بسهولة، ومن أمثلة ذلك مجموعة من الكيسيات التي تشبه الفئران والسناجب والكلاب والضباع .

هناك أنواع أخرى من الجرابيات تتشابه في السلوك مع بعض الحيوانات الثديية مثل القطط والدببة الصغيرة والأرانب، ويطلق عليهم أنهم نظراء إيكولوجيين لتلك الحيوانات. كما يتشابه حيوان الكنغر الأحمر بشكل كبير في نمط حياته مع الغزلان والظباء، ويلعب نفس الدور البيئي الذي تلعبه تلك الحيوانات في موائلها .

ويرتبط الدور البيئي لكل مجموعة من الحيوانات الكيسية ارتباط وثيق بتكوينها الجسدي ، فالجرابيات الحفارة مثل حيوان الومبت لديها أقدام أمامية قوية تستخدمها في حفر الأنفاق  لتوفر لنفسها المأوى والغذاء ، أما الحيوانات الأرضية مثل الكنغر فإنها تمتلك أطراف خلفية قوية ومتطورة تستخدمها لعبور السهول والحركة بوجه عام وتستخدمها للثبات على الأرض .

النظام الغذائي للجرابيات

تختلف نظم غذاء الكائنات الكيسية تبعا لبيئتها، وهناك العديد من هذه الكائنات التي تتغذى بشكل أساسي على الحشرات والكائنات الصغيرة الأخرى، على سبيل المثال، يحتاج حيوان دونارتس إلى كميات عالية من الطاقة، ولذلك يجب أن يتناول كمية من الطعام تعادل وزنه كل يوم، ولذلك فهو نشط للحصول على الكمية التي يحتاجها من الحشرات وبالأخص الذباب، بينما يستخدم حيوان النمبات أو آكل النمل لسانه الطويل لتناول النمل والنمل الأبيض .

وهناك عدد من الجرابيات مثل الأبسوم الأسترالي وحيوان الأوبسوم الأمريكي لديها نظام غذائي مختلط يتكون من النباتات والحشرات معًا ، وهناك أنواع أخرى من الجرابيات تتغذى على النباتات فقط مثل حيوان أبسوم العسل الصغير ، فهو يعتمد في غذائه فقط على امتصاص الرحيق من الأزهار وهو يعتبر أحد الملقحات الهامة للأزهار .

يوجد عدد قليل من الجرابيات التي تعيش في أستراليا وتتغذى على اللحوم، منها الشيطان التسماني والذئب التسماني .

يكون الجرابيات أقل ذكاء من الثدييات المشيمية، وذلك لأن تركيب أدمغتها أكثر بساطة بالمقارنة مع المشيميات. وأحد أبرز الاختلافات في تركيب أدمغتها عن الحيوانات المشيمية هو عدم وجود الجسم الثفني الذي يربط بين نصفي الدماغ الأيمن والأيسر. كما أن حجم دماغ الثدييات الكيسية يكون صغيرا جدا بالمقارنة بحجم أجسامها الكلي. على سبيل المثال، فإن حجم دماغ حيوان الكوالا يساوي تقريبا نصف حجم دماغ الحيوانات المشيمية من نفس الحجم .

إحدى السمات التي تدل على ضعف القدرة الدماغية للجرابيات هي القدرات الصوتية الضعيفة لديها، فعلى الرغم من أن هذه الحيوانات ليست خرساء تمامًا، إلا أنها تصدر أصواتًا محدودة ومنخفضة، والقليل منها قادر على إصدار أصوات عالية عند التحفيز أو الشعور بالجوع .

وعادة ما تتنقل الجرابيات في مجموعات صغيرة بحثًا عن الطعام يطلق عليها اسم “الغوغاء” ، ولكن هذه المجموعات لا تعتبر تجمعات اجتماعية حقيقية مثل التي تكونها الثدييات الأخرى ، فهي لا تملك أي قائد للمجموعة ، وهي تقيم علاقات قصيرة مع بعضها فقط في مواسم التزواج ولكنها لا ترتبط بزيجات طويلة الأمد مثل بعض الفصائل الأخرى .