هل الألمان يفتخرون بهتلر
هل يفتخر الألمان بهتلر
ربما كان الشعب الألماني في الماضي يفخر بهتلر ويدعمه بسبب قدرته على الخطابة وجذب انتباه الناس من مختلف الأعمار والجنسيات، فقد كان ماهراً في الخطابة وتقديم الوعود، بالإضافة إلى إنجاز أفعاله التي أظهرت للألمان أنه يعمل لمصلحتهم.
رغم أن نواياه كانت خبيثة، إلا أنها لم تكن لها أي صلة بمصلحة الشعب الألماني، ولا حتى بنجاح ألمانيا، فقد كان يريد الوصول إلى السلطة والحكم لفرض نظرياته وأفكاره ومعتقداته التي لا علاقة لها بالإنسانية أو البشرية.
هناك عدد قليل من النازيين في العصر الحديث يرون في هتلر مثلاً لهم، ولكن غالبية الشعب الألماني يعتبرونه إهانة لهم ولتاريخهم لعدة أسباب، كما يلي:
- أدى هتلر إلى محرقة الهولوكوست باسم ألمانيا وشعبها، والتي كانت أكبر محرقة يهودية وممثلة لأبشع طرق التعذيب الإنساني، بسبب أفكاره المريضة.
- قام هتلر بتقسيم الأفراد حسب الشكل والطول ولون العين والشعر بما سماه العرق الآري، ورغم أن المانيا كانت إحدى الدول الرائدة في جميع المجالات العلمية والفيزيائية والأدبية، فقد فتقرت إلى العقول النابغة التي تم تهجيرها بسبب اعتقادات هتلر المريضة.
- تسبب قيام هتلر باجتياح المانيا وشعبها في حرب عدائية ضد الدول المجاورة لها، بمقتل أعداد هائلة من العسكريين والمدنيين الألمان.
- تعرّضت ألمانيا لتدهور بعد الحروب التي خاضتها وخسارتها ربع أراضيها وتقسيمها سياسيًا، وذلك بعد مرور حوالي خمسة وأربعين عامًا
تأييد الألمان لهتلر
حقق هتلر السلطة بعد انضمامه للحزب النازي الذي كان له جاذبية جغرافية واجتماعية كبيرة. كما كان هناك أسباب أخرى لتأييد الشعب الألماني لهتلر، وتتلخص هذه الأسباب في النقاط التالية:
- قام رجال الأعمال الأثرياء، الذين خشوا من دعم الشيوعيين، بتمويل الحزب النازي وهتلر.
- دعمت الطبقة الوسطى لـ هتلر بسبب قلقهم من فشل الديمقراطية، وقرروا أن البلد بحاجة إلى حكومة قوية.
- قام القوميون الذين رفضوا معاهدة فرساي بإلحاق الضرر بالآثار وتسببوا في الكساد، ودعموا حزب النازي وهتلر.
- حظى هتلر بدعم كبير من القرى الريفية، وخاصة التجار والحرفيين والمزارعين.
- الدعاية الصحافية تركزت على ثلاثة مواضيع رئيسية لفهم كيف ينظر الألمان إلى هتلر، وتسليط الضوء على دور هتلر كمنقذ لألمانيا وشعبها.
هتلر والحياة السياسية
بعد الحرب العالمية الأولى، كانت ألمانيا تعاني من حالة فوضى، حيث اندلعت التمردات بعد رحيل الإمبراطور الألماني، وفي ظل هذه الفوضى والتمردات المستمرة، حاولت الجماعات اليسارية السيطرة على السلطة في عدة مناطق مختلفة في ألمانيا.
بداية الحياة السياسية لهتلر
ومن آثار المحاولات التي قامت بها الجماعات اليسارية للاستيلاء على السلطة ، أنه تم إعلان جمهورية بافاريا الشعبية ، في ميونيخ ، مما أدى إلى إثارة رد فعل يميني تسبب في إراقة الكثير من الدماء ، وتأثر هتلر بهذه الأحداث ، وكان ما زال في الجيش ، حيث أطلق العنان لمواهبه الخطابية.
في الجيش، قام بإلقاء الخطب التحذيرية للجنود حول خطر الشيوعية، وكان الهدف من هذه الخطب هو تحفيز المشاعر القومية لدى الجنود، وتعرف هتلر على حزب العمال الألماني من خلالها، وهذا كان بداية حياته السياسية.
كره هتلر لليهود
بعد الثورة والعنف الذي وقع في ألمانيا في ذلك الوقت، تزايد كراهية هتلر وعدائه لليهود بشكل متزايد، وقام بالدفاع عن معاداة اليهودية للعقل، مما أدى إلى إبادة اليهود.
في عام 1920 ميلادي، أشار هتلر إلى الساميين أو اليهود باعتبارهم جراثيم، وأكد أن تأثير اليهود المؤذي على المانيا والشعب الألماني لن ينتهي ما لم يتم إزالة اليهود من بين الشعب الألماني، وأدت أفكاره إلى القتل الجماعي لليهود في أربعينيات القرن العشرين.
كان هتلر يحمل المسؤولية عن كل الأمور السيئة في العالم على اليهود، وكان يدّعي أن اليهود يسعون إلى السيطرة على العالم، وكان يعتقد أنهم سيستخدمون كل الوسائل الممكنة لتحقيق أهدافهم، بما في ذلك الرأسمالية.
استغل هتلر التحيز الذي يربط بين اليهود والسلطة المالية، واستخدمه ضد اليهود، ولكنه لم يتأثر بتناقضات العقائد والأفكار التي كان يؤمن بها.
على الرغم من اعتبار الشيوعية من مؤامرات اليهود، إلا أن عددًا قليلاً من اليهود كانوا ينتمون إلى الشيوعية، حيث كان العديد من القادة الشيوعيين من اليهود.
عنصرية هتلر
كان من الواضح أن هتلر لم يكن شخصًا عاديًا من خلال أفعاله وتصرفاته وأفكاره، فلم تتوقف أفكاره عند اليهود فحسب، بل وصلت به إلى النظر إلى العالم كونٍ يتداخل فيه الصراع المستمر بين الشعوب.
وصلته أفكاره المريضة إلى تصنيف البشر إلى أعراق عالية ومنخفضة، ووضع الألمان في الصدارة، واليهود في الجزء السفلي من هذا التصنيف، بالإضافة إلى بعض الشعوب الأخرى.
اعتقد هتلر أن قوة ألمانيا لن تتحقق إلا بوجود شعب نقي، وهذا لن يتحقق إلا بالتخلص من الجنسيات السفلى مثل اليهود والمرضى والسود، واعتبر أيضا أن المواطنين الذين يعانون من أمراض نفسية أو أمراض وراثية أو الذين يعانون من إعاقات يشكلون ضررا على الشعب الألماني النقي، وهذا هو سبب قتل البشر وتنفيذ عمليات التعقيم القسري.
قام هتلر بنشر أفكاره ومعتقداته السقيمة في الصحافة والإذاعة وحتى في المدارس، حيث كان يتم تعليم الأطفال الألمان عقيدة العنصرية وتفوق الجنس الآري، وذلك في عام 1925.
ولم يكتف هتلر بكل هذا، بل قام بعمل محرقة الهولوكوست، التي تم فيها إحراق عدد كبير من اليهود، وذلك من أجل تطهير الجنس الألماني النقي. قام النازيون بأعمال القتل الجماعي تجاه اليهود، وفقاً لتأثرهم بأفكار هتلر، حيث تم قتل أكثر من ستة ملايين يهودي في هذه الأحداث البشعة.