نهاية قارون ” قصة قارون “
الظلم في يوم القيامة هو ظلمة، فإذا علم الظالم ماذا أعد الله للمظلوم بسبب بخل الظالم على المظلوم، فإن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل. في هذه المقالة سنروي قصة قارون ونهاية الظلم. قارون هو ابن عم موسى عليه السلام، واسمه هو “يصهر بن قاهث بن يعقوب.” لقد تكاثرت ثروة قارون حتى بنى قصرا كانت أبوابه مصنوعة من الذهب الخالص، وكان يتباهى ويتفاخر بثروته ورفض أن يدين بالزكاة التي أمر بها الله موسى، وصنع الحيل له. حتى حدث له زلزال أودى بحياته، وهذه كانت نهاية الظلم .
من هو قارون : قارون هو ابن عم موسى عليه السلام، يعرف بـ `يصهر بن قاهث بن يعقوب`. كان قارون من قوم موسى وأكثرهم علما بعد موسى وهارون، وقد جمع معلومات عن التوراة وكان يقرأها كثيرا. وكان يعمل قارون كرجل من رجال فرعون، كان أحد العلماء الذين يعملون لدى فرعون. ويوصف قارون بأنه كان يطيل ثيابه حتى يزيد طولها عن طول قامته بشبر .
قصة قارون : قارون هو رجل حظي بأموال لا تحصى من الله؛ حيث كان مفاتيح خزائنه مصنوعة من جلود تحمل على أربعين بغلا. وكانت ثروته تزداد يوما بعد يوم، ومع زيادة أمواله يتزايد هيبته. ومع مرور الوقت، أصبح لديه أتباع مثل أتباع موسى عليه السلام. أما قصره فكان أبوابه مصنوعة من الذهب الخالص، وكان يجمع فيه أتباعه من بني إسرائيل، وكانوا يمضون وقتهم في الترف واللهو حتى أن الله تعالى قال: `إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم`. قارون كان أغنى رجل على وجه الأرض، وثروته كانت لا تحصى. وصفه الله سبحانه وتعالى بأن مفاتيح خزائنه لا يمكن حملها إلا بالعصبة القوية من الرجال، وبالعصبة يقصد هنا 70 رجلا، وبكلمة خزائنه يقصد الكنوز ..
كثرت الاقوال حول ثروة قارون فقيل انه اكتشف كنز من كنوز يوسف عليه السلام على الارض والبعض قال ان كنوزه التي كان يحمل مفاتيحها على 40 بغلا هي اموال جمعها وكان لا يخرج زكاتها التي امر بها الله .. وعرف عن قارون التعالي حيث انه كان يمشي بين الناس ب 40 بغلا من اجل التفاخر والتباهي .. وقال الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة اولى القوة ” صدق الله العظيم
عندما أمر الله موسى بأداء الزكاة ونزل بها، أخبر قارون بهذا الأمر، ولكنه لم يؤديها بالشكل الذي أمر الله به، فقد وضع على كل ألف درهم درهم واحد فقط، واتبع هذا الأسلوب فيما يتعلق بالأنعام والأموال والذهب التي يملكها. وعندما نظر إلى ثروته، وجد أنها كثيرة، وقرر عدم إعطاء موسى عليه السلام الزكاة، ولم يكتف بذلك، بل جمع بني إسرائيل وقال لهم: “أمركم موسى بكل شيء فأطعتموه، والآن يريد أخذ أموالنا منا”. ولكن رد بني إسرائيل كان: “أنت أمير علينا، سوف نفعل ما تأمرنا به”. وفي هذه النقطة، قرر قارون صنع مكائد لموسى، ودبر خطة لتكذيب دعوة موسى عليه السلام، فقال لبني إسرائيل: “إن موسى يقول من زنى رجم، فتعالوا نجعل امرأة باغية تقول أن موسى فعل بها هذا فيرجم، ونستريح منه”، وفعلوا ذلك بالفعل
جلب قارون امرأة فاسقة وطلب منها أن تدعي أمام الناس أن موسى عليه السلام ارتكب زنا معها وفعليا خرج من بيته لتنفيذ خطته. خرج كالمعتاد وحوله كنوزه والحراس والخدم. وعندما رأى الناس ثروات قارون والياقوت والمرجان، أصابتهم حالة من الدهشة. وكما هو معتاد، خرج موسى عليه السلام لينفذ ما أمر به الله، وكان يدعوهم إلى البر وإلى الله سبحانه وتعالى. وفي ذلك الوقت جاء قارون ونفذ مكيدته وقال لموسى عليه السلام: `كيف تنصحنا وأنت تفعل منكرا`. وبعث قارون بالمرأة الفاسقة لتشهد، وطلب من الناس أن يسألوا المرأة عن ما حدث بينها وبين موسى. وعندما وقفت المرأة أمام موسى عليه السلام، ارتجفت أمام الرسول الكريم، وحينئذ وجه موسى عليه السلام سؤالا إليها
” بالذي فلق البحر لبني إسرائيل إلا صدقت؟ ” .. ولكن المأة اجابة بالحق .. فسجد موسى عليه السلام لله سبحانه وتعالى .. وعندئذ اوحى اليه الله سبحانه وتعالى ” إني أمرت الأرض أن تطيعك فأمرها بما شئت ” .. فأمرها موسى عليه السلام ان تخسف قارون ومن معه ..فخسفت بقارون ومن معه الى الارض السابعة كما قال بن كثير .
هذه نهاية الظلم، يا الله اعاقب الظالمين بالظالمين واحفظنا منهم