نصائح هامة جداً عند تسرب الغاز

الإنسان عرف الغاز منذ الأزل، فقد كان يتصاعد في الهواء عبر ثقوب صغيرة في سطح الأرض. ولكنه لم يدرك أن هذا الغاز الذي يتصاعد من باطن الأرض يمكن أن يشتعل ويمكن الاستفادة منه. وكما نعلم أن الصينيين كانوا أول من استخدموا الوقود، وذلك في عام 940 م، حيث قاموا بنقل الغاز عبر أنابيب من باطن الأرض إلى البحر. وكان الهدف من ذلك الاستفادة من قابليته للاشتعال في تسخين مياه البحر والحصول على الملح.

في العصر الحديث ، كانت الولايات المتحدة الأمريكية أول من استخدم الغاز الطبيعي كوقود في عام 1820 ، ولكنه لم يصبح منافسا للفحم والوقود إلا في القرن العشرين. ويطلق عليه الآن اسم “الوقود النظيف” ويستخدم في العديد من الأغراض بشكل خاص في حياتنا اليومية، ولم يعد بإمكاننا الاستغناء عنه بسبب فوائده العديدة.

يمكن القول حاليا بأنه لا يوجد منزل يخلو من وجود الغاز، حيث أصبح هذا الأخير ضرورة هامة من ضروريات الحياة. فنحن لم نعد نستطيع الاستغناء عن موقد الغاز، أو البوتاجاز، الذي يحتاج إلى توصيله بأنبوبة أو اسطوانة الغاز ويعتبر أساسيا في طهي الطعام، وكذلك الأجهزة الأخرى في المنزل التي تعتمد على الغاز مثل السخانات وأجهزة التدفئة والأفران ومجففات الملابس.

عند استخدام الأجهزة التي تعمل بالغاز المضغوط، يجب أن نكون حذرين للغاية رغم الفوائد والاستخدامات المتعددة. إذا تم تجاهل الاحتياطات أو تعاطيها بشكل سيء، فقد نواجه عواقب وخيمة من النواحي المادية والمعنوية. لذا قمنا بإعداد هذا المقال لتقديم نصائح وحلول هامة يجب اتباعها في حالة تسرب الغاز في المنزل.

النصيحة الأولى
عند تركيب أنبوبة الغاز، أو حتى تركيب الأنابيب الموصولة، بشكل مباشر من شركة الغاز، يجب تجنب استخدام أعواد الكبريت، لإجراء عملية التأكد من عدم تسرب الغاز، لأنّ هذه الطريقة خاطئة وتحمل خطورة شديدة، فلو فرضنا جدلاً أنّ هناك تسريب فعلي للغاز، واستخدمنا هذه الطريقة، سيحدث بالفعل اشتعال الغاز، وينجم عنه حريق. لذا ننصح لإجراء عملية التأكد هذه، القيام بإحضار بعض من الماء والصابون، وفي حالة وجود تسريب للغاز، سنجد ظهور فقاعات الصابون المتطايرة، وبعدها نستطيع القيام بإجراء اللازم وقفل التسريب الناتج.

النصيحة الثانية
إذا نسينا قفل مفتاح تشغيل البوتاجاز ودخلنا المنزل وشمنا رائحة الغاز، يجب عدم الإسراع وتشغيل الأنوار في المطبخ أو الحمام التي تنبعث منها الرائحة، بل يجب الانتظار لفترة قصيرة. هذا لأنه إذا تم تشغيل الإضاءة، فسيحدث انفجار كبير بسبب الضغط العالي للغاز في المنزل. وأفضل إجراء في هذه الحالة هو تهوية المكان، أي فتح الأبواب والنوافذ لبضع دقائق، وبعد ذلك يمكننا تشغيل الإنارة. بهذه الطريقة، سنتجنب وقوع مشكلة كبيرة.

أريد في هذا الصدد التركيز على مشكلة حدثت لنا فعلا في المملكة، وخاصة في مدينة الرياض، وذلك في شهر يناير الماضي، حيث انهار منزل في حي الربوة في الساعة الثالثة عصرا بسبب تسرب غاز في المنزل واشتعال لحظي للغاز، مما تسبب في قوة دفع هائلة وتحطم أجزاء كبيرة من المنزل وإصابة المتواجدين بجروح خطيرة. لذلك، يجب توخي الحذر عند استخدام الغاز والتأكد دائما من إغلاق الأنابيب بعد الاستخدام.

النصيحة الثالثة
عند حدوث تسرب للغاز، يجب إبعاد جميع الأدوات القابلة للاشتعال، مثل: الزيوت والكبريت والولاعات، بالإضافة إلى جميع الأجهزة الكهربائية. وفي حالة حدوث التسمم بالغاز لأحد الأشخاص المتواجدين في المنزل، فيجب في هذه الحالة، الإسراع بتهوية المكان، وفتح جميع أبواب الشرفات، وذلك من أجل ضمان دخول الأوكسجين، ومن ثمّ إيقاف مصدر انبعاث الغاز السام، وإخراج المصاب وإخلاء المكان تماماً، وبعد ذلك يجب نقل المصاب فوراً إلى المستشفى، وعرضه على طبيب، تفادياً لحصول أي مضاعفات أو تأثيرات جانبية ناتجة عن التسمم.

النصيحة الرابعة
في حالة الدخول للمنزل، والقيام بعملية التهوية، والرائحة لا زالت منبعثة، أي لم نستطع السيطرة عليها، فيجب في هذه الحالة، الاتصال فوراً بالدفاع المدني، وإخلاء المنزل لحين وصولهم. وكذلك الحال، إذا كان مصدر التسرب غير معروف، ولم نستطع معرفة هل التسريب من السخان الموجود في الحمام، أم من مجففة الملابس، فأفضل حل هو إخلاء المكان، وإحضار الطوارئ لحل المشكلة. ويجب الانتباه دائماً للأعطال في جميع الأجهزة المنزلية، وعند حدوث أي عطل، يجب إصلاحه فوراً تفادياً لحدوث أي عواقب.

النصيحة الخامسة
بعد استخدام الأجهزة المعتمدة على الغاز في المنزل، يجب التأكد من إغلاق صمامات الغاز. وفي حالة وجود أطفال، يجب التأكد دائما من عدم فتح أي صمام بواسطتهم. كما يجب التحقق من توصيلات المدفأة وفحص الترموستات ومؤشر الحرارة، وإجراء فحوصات دورية للمدفأة، وتغيير أنابيب الغاز وخرطوم الغاز بانتظام لتجنب حدوث تسرب. بالإضافة إلى ذلك، يجب الحفاظ على بعض فتحات التهوية في المنزل وتجنب التدخين بالقرب من المدفأة، والتأكد أيضا من عدم انقطاع مياه الخزان عن المدفأة.