نشأة حزب التحرير في الكويت
حزب التحرير هو حزب سياسي ذو توجه إسلامي في دولة الكويت، وتأسس في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، ومنذ بدايته اعتمد الحزب دعوات صريحة لتطبيق الإسلام وتحقيق الشريعة من خلال الخلافة، ويعمل على توعية الجماهير من خلال نشر الوعي السياسي الشرعي وتوضيح الواجبات الشرعية والعمل على تحقيقها.
في هذا التقرير، سنتعرف معًا على نشأة حزب التحرير والدور الذي يلعبه في العمل السياسي، وذلك من خلال السطور التالية فقط
نشأة حزب التحرير في الكويت :
بدأ تأسيس هذا الحزب في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وكان المجتمع الكويتي في ذلك الوقت مكانا مفتوحا لكل التيارات السياسية مثل الناصرية والقومية العربية، بالإضافة إلى وجود الأحزاب الدينية مثل الإخوان المسلمين والحركة السلفية. كان هدف هذا الحزب منذ بداية تأسيسه هو الدعوة المكشوفة لإقامة الدولة الإسلامية، وحاول نشر أفكاره داخل المجتمع الكويتي مع الاعتبار أن الإسلام هو أيديولوجية وليس مجرد دين.
وبسبب التصلب الفكري والإيديولوجي الذي اعتنقه هذا الحزب منذ بدايته، لم يقبل قادته فكرة التعامل مع الواقع السياسي والاجتماعي داخل المجتمع الكويتي، لأن ذلك يتعارض مع هدفه الرئيسي المتمثل في إقامة الدولة الإسلامية. وبناء على ذلك، رفض أعضاء الحزب الكويتيون فكرة الدولة الدستورية وأعلنوا هجومهم عليها بشكل علني. أما الجماعات الدينية داخل دولة الكويت، فأعلنت هي الأخرى رفضها للتعاون مع حزب التحرير، مما أدى إلى انعدام نشاط هذا الحزب السياسي خلال الفترة التي سبقت الغزو العراقي في الثاني من أغسطس عام 1990. وبعد تحرير الكويت، دعت السلطة السياسية إلى إجراء الانتخابات العامة في عام 1992، وخلال هذه الفترة، أصبح صوت حزب التحرير أكثر وضوحا، على الرغم من أن الحزب استمر في رفضه العقائدي للدولة الدستورية والديمقراطية بشكل عام. وظل الحزب يدعو إلى إقامة الدولة الإسلامية بشكل علني، محاولا إقناع الشعب الكويتي بعدم شرعية الدستورية والديمقراطية. وخلال الانتخابات في عام 1996، لم يظهر حزب التحرير بشكل علني
حزب التحرير ودوره في العمل السياسي :
في عام 1995 وقع هذا الحزب ضحية التعصب الفكري لمؤسس هذا الحزب وهو الشيخ تقي الدين النبهاني وتم تجميد نشاطه بداخل دولة الكويت، والجدير بالذكر أنه قد قام بتأسيس هذا الحزب في عام 1953 بعد الاحتلال الصهيوني بخمس سنوات تقريبا، وعرف عن الشيخ تقي الدين النبهاني بأنه شخصية قيادية قوية استطاع أن يجمع العديد من الاتباع والطلاب الذين لا يعصون الشيخ أمرا ما، ومن أهم الأخطاء التي وقع بها هذا الحزب هو تصوره بأن الحل لجميع مشاكل الأمة الإسلامية يتمثل في إعادة الخلافة الإسلامية إليها ولا صلاح للأمة من غيرها ولن تستطيع الأمة الإسلامية أن تقوم بتحرير أراضي المسلمين من الاحتلال، ولا تحرير العقيدة من الشرك أو تحرير العبادة من البدع ولا الأخلاق من الرذيلة، ولا تحرير المجتمعات من الجهل ولا تحرير الأمة كلها من رواسب عصور التخلف إلا بعد أن تختار الأمة رجلا وتسميه خليفة المسلمين، وأضاف مؤسسه أن هذا الحزب لن يقوم بواجب الدعوة إلى الله ولا بواجب إصلاح المجتمع لأن ذلك لن ينفع أبدا لأن الخلافة ليست قائمة، فالحزب لن يمارس الإصلاح الدعوي ولا الاقتصادي ولا الإعلامي إلا بعد أن تقوم الخلافة، وحتى يحدث ذلك، فالعمل داخل الحزب هو عمل سياسي بحت، والجدير بالذكر أن لهذا الحزب قناعة راسخة أنه بعد أن تقوم الخلافة سينصلح كل الفساد ويعود الرخاء والتقدم للمسلمين