نبذة عن الشاعر ابو العتاهية
أبو العتاهية كان أحد أشهر الشعراء في عصره وحتى الآن. اشتهر بمرافقة هارون الرشيد بعد أن رفض في البداية قراءة شعره أمامه. وقبل ذلك، زار قصر المهدي عن طريق صديق له وأعجب المهدي بجميع أشعار أبو العتاهية، مما جعله يجعله يقول الشعر باستمرار في القصر الخاص به. وأشهر ما في حياة أبو العتاهية هو حبه لجارية تسمى عتبة، ولكنها رفضته بسبب أن شكله لم يعجبها. واشتهر بأسلوبه البسيط في الشعر ومحاولته تهذيب الأخلاق وتذكير الناس بالموت من خلال شعره، كما أن لشعره إيقاعا موسيقيا يختلف عن أي شعر آخر في ذلك الوقت .
معلومات عن حياة الشاعر أبو العتاهية
اسمه الحقيقي هو اسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، و كان يعمل بائع للجرار و كانت ولادته في عين التمر، كانت شهرته بهذا اللقب الشهير ترجع إلى، تعلقه الشديد بواحدة من جواري الخليفة المهدي، و التي لم تقبل به لأن شكله لم يكن جميلاً بالنسبة لها، و أيضاً بسبب حياة المجون و اللهو التي اشتهر بها في شبابه و لكنه توقف عنها، و في شبابه كان يميل أبو العتاهية لدراسة الادب و نظم الشعر، و تفوق في هذه المجالات و بعدها انتقل الى بغداد، و قد ذهب أبو العتاهية لقصر المهدي بسبب صديق له أخذه لهذا القصر و عرفه عليه، و منذ هذا اليوم بدأ بقول أشعاره و عرضها في قصر المهدي.
وكان المهدي يعجب بها وكان أبو العتاهية يتلقى استحسانا من كل من يسمعها، وعندما جاء هارون الرشيد ليستمع إلى شعر أبو العتاهية، كان في ذلك الوقت يتجنب الشعر. وعندما طلب منه هارون الرشيد أن يقول بعض قصائده، رفض ذلك مما جعل هارون الرشيد يأمر بسجن أبو العتاهية في المنزل حتى يعود إلى الشعر. بعد ذلك، عاد إلى الشعر وأثنى على هارون الرشيد في قصائده. توفي أبو العتاهية في عام ٢١١، أثناء خلافة المأمون. كان يمتلك الكثير من المال، لكنه كان يتمسك بالزهد الشديد في الحياة ويكن البخل والحرص الشديد عند إنفاق المال .
اشعار ابو العتاهية
كانت قصائده مشهورة بزهدها وغزلها، واشتهر بأنه ينطق بقصائد تتعلق بالثناء واللوم والانتقاد في المناسبات المختلفة، كان أبو العتاهية ينمو عاطفيا وعقليا خلال حياته كأي إنسان، وكان هذا النمو واضحا في قصائده المتنوعة التي تعبر عن جميع مراحل حياته العاطفية والعقلية، فقصائده تتطور مع تطور هذه الجوانب، وتتميز بالضعف والمرونة وبأن جميع التعبيرات التي يستخدمها في قصائده تكون بسيطة وخالية من أي تعقيد وتميل إلى البساطة ليستطيع الناس فهمها بسهولة، ولها إيقاع موسيقي قوي يميزها عن بقية القصائد الأخرى، وكان لهذا الإيقاع تأثير على كل من يستمع إليه، مما جعل الناس يحبون سماع قصائد أبو العتاهية.
و يذكر أنه قد أحب جارية نائحة على القبور، فقام بعمل شعر لها لتتمكن من النوح به، وتم ذكر الموت في هذا الشعر والإشارة لضرورة الزهد في الدنيا وأهميته، وكان يعتبر هذا الشعر ضمن شعر الوعظ أيضا الذي كتبه أبو العتاهية، وعندما أحب عتبة الجارية كان شعره في هذا الوقت يميل للغزل، ويميل للحب والعاطفة والعفة، وظل يكتب لهذه الجارية الشعر رغم رفضها له، وأكثر ما كان موجودا في أشعاره هو الزهد والوعظ الديني، وأهمية تهذيب الأخلاق وتذكير جميع الناس بالموت، كما استطاع أن ينجح بشكل كبير في التقريب بين الشعر والنثر، وتقديمه بطريقة بسيطة لاقت استحسان من جميع الناس .