اسلاميات

مواقف تربوية من حياة الرسول

أشهر المواقف التربوية من حياة الرسول

الأخلاق والتربية تعد مبادئا أساسية في الحياة التي يجب أن يتبناها الدين ويهتم بها. تتجلى التعاليم الأخلاقية للرسول في إضاءة حياة الناس بأنوار الفضيلة والأخلاق الحميدة، لينشئ فيهم طابع الخلق ويملأ أفعالهم بجواهر السلوك الحسن. لقد جعلت المراحل التي تحقق هذا الهدف النبيل جزءا أساسيا من النبوة.

إن الموقف الأخلاقي ليس مثل موقف وسائل الملذات والكماليات، التي قد تكون اللامبالاة ممكنة من خلالها، لكن الأخلاق والتربية هي اسم مبادئ الحياة التي يجب أن يتبناها الدين ويجب أن يهتم باحترام حاملي لوائه، وقد عدَّد الإسلام كل هذه الفضائل والمبادئ وشجع أتباعه على جعلها جزءًا من حياتهم الواحدة تلو الأخرى.

إذا جمعنا كل أقوال الرسول الكريم عن أهمية الأخلاق الحميدة ومواقفه التربوية، فسيتم إعداد كتاب ضخم يجهل عنه الكثير من المصلحين العظام، لتعداد هذه الفضائل، نقتبس بعض الأمثلة من مواقف الرسول التربوية التي تؤكد عن مدى قوة وتأكيد الإسلام في دعوة الناس إلى تبني الأخلاق الحميدة.

صدق الرسول في ممارسة التجارة

كان النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) شديد الصدق وكان يستحق الثقة في شؤونه اليومية، وهي صفة نادرة في العصر الذي عاش فيه، حيث كان التجار والبائعون يخدعون المستهلكين ويغشونهم لتحقيق أرباح زائفة.

عندما غادر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في رحلة تجارية، وكانت صاحبة التجارة في هذا الوقت هي السيدة خديجة رضي الله عنها، قامت بإرسال شخص آخر لمرافقته ومراقبة طريقة تعامله مع بضائعها. وأظهرت النتائج التي توصلت إليها أن أعمال خديجة رضي الله عنها تعامل معها النبي صلى الله عليه وسلم بأقصى قدر من الاجتهاد والصدق. وعندما عاد الرسول، جاء بأرباح جيدة من خلال تعاملاته الصادقة. ولقد أعجبت السيدة خديجة بهذه الخاصية الفريدة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى درجة أنها أرسلت عرض زواج له، وتزوجا في نهاية المطاف.

تأييد الرسول للحق في جميع الأوقات

قبل تلك الليلة المعجزة عندما تم اختيار الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) كخاتم للرسل، أطلقت مكة عليه لقب الصادق والأمين، أي أنه كان صادقا وجديرا بالثقة. لم يكتف ذلك بتعزيز إيمان الناس به وثقتهم به، بل عندما بدأ أخيرا في نشر دين الله، أقروا بشهادته.

منهجه المركّز للرسول وتفانيه تجاه رسالته المقدسة

كان الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) يركز على رسالته لنشر كلمة الله، حتى أنه كان مستعدا لتحمل أي صعوبة تواجهه في طريقه. عندما أدرك الأثرياء في مكة أنه أصبح محبوبا بين الناس، قرروا تقديم الثروات له مقابل التخلي عن دعوته للإسلام. عرضت عليه المال والسلطة والزواج بأجمل امرأة في ذلك الوقت، ولكنه ظل متمسكا بأهدافه وقال: حتى لو وضعوا الشمس في يدي اليمنى والقمر في يدي اليسرى، فلن أتخلى عن المهمة التي كلفني بها الله حتى الممات.

مواق الرسول حولت الأعداء إلى أصدقاء

لم يتم قبول رسالة النبي من قبل الجميع، حيث رفض أولئك الذين غرقوا في عبادة الأوثان الاستماع إلى صوته المنطقي، وبدأوا يسببون له الألم الجسدي والإصابة، حيث كانت زوجة عمه أبو لهب تنثر الأشواك في طريقه، ولكنه لم يرد عليها بأي شكل من الأشكال، واستمر في مسيره بسلام، كما اعتادت امرأة إلقاء القمامة عليه كل يوم عندما كان يمشي بالقرب من منزلها، ولكن النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) لم ينتقم منها أو يوبخها أبدا، وعندما لم تحضر المرأة ذات يوم لتلقي القمامة عليه، دفعه ذلك لزيارة منزلها، فوجدها مريضة وطريحة الفراش، فتصرف معها بلطف واستفسر عن حالتها وصحتها، فخجلت المرأة بشدة من أفعالها وتابت في الحال واعتنقت الإسلام.

تواضع الرسول كحاكم

على الرغم من كونه حاكمًا على مكة ومحبوبًا من أصحابه، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يميز نفسه عن أصحابه، فكان يأكل مثلما يأكلون، ويرتدي زيهم، ويتحدث معهم بطريقة مهذبة. بإختصار، كانت جاذبيته تقوم على موقفه الودود والمحب الذي سحر كل من حوله دون تمييز.

كانت قيادة الرسول بالقدوة

لقد كان دائمًا قدوة ومثالًا يحتذى به لأتباعه، في غزوةالخندق الشهيرة، التي كان بها نقصًا شديدًا في الإمدادات، وكان الجوع والمعاناة شائعين خلال تلك الغزوة، حيث جاء أحد الصحابة مرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم واشتكى من جوعه وأشار إلى حجر مثبت حول بطنه لمنع الجوع، حينها رفع النبي صلى الله عليه وسلم ردائه وأشار ليس إلى حجر واحد بل إلى حجرين مثبتين في بطنه.

جاء إحساس الرسول بالاستحقاق

بوصفه محررًا لجميع المظلومين والضحايا، كان بلال (رضي الله عنه) عبدًا حبشيًا، وبسبب هذه الحقيقة وحدها، تعرض للاستهزاء والمعاملة القاسية. وبعد انضمامه إلى الإسلام، أصبح شخصية مميزة في كل الأوقات، حيث تم تعيينه أول مسلم لتأدية صلاة الأذان على قمة الكعبة.

أيضا، سبب الصحابي خالد بن الوليد (رضي الله عنه) أضرارا جسيمة في العديد من المواجهات مع المسلمين، ولكن عندما تاب وأسلم، اعتبره النبي صلى الله عليه وسلم قائدا محترما للجيش الإسلامي وأطلق عليه لقب “سيف الله.” وبالتالي، كان الشعور بالاستحقاق والمنطق حاضرا دائما في جميع قرارات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة فيما يتعلق بالبشرية.

استخدام الرسول كل شيء من أجل الخير

بعد معركة بدر وأثناء أخذ المسلمين لعدد كبير من أسرى الحرب، أمر النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) بأن يتمكن جميع الأسرى الذين لم يتمكنوا من دفع فدية لاستعادة حريتهم، على أن يتعلموا عشرة من المسلمين القراءة والكتابة. هذه الحقيقة وحدها تظهر حكمة النبي الكريم واستعداده لاعتماد كل ما يفيد أمته. يوضح هذا الفعل الذي قام به النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) أيضا أهمية التركيز والتشديد على التعليم.

حياة الرسول البسيطة وقلة الاهتمام بالممتلكات الدنيوية

كان النبي صلى الله عليه وسلم رجل يمتلك وسائل كثيرة ولكنه كان يتصف بالتواضع في سلوكه، وهذا هو الأسلوب الذي اعتمده في دعوته وتعليمه. فقد اعتمد النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) نمط حياة بسيط وتواضع، ورغم أنه فتح مكة، إلا أنه لم يأخذ الكنوز أو الثروات الدنيوية، وحتى في ليلة وفاته، لم يكن في منزل النبي الكريم زيت لإضاءة السراج. وكانت عظمته كبيرة لدرجة أن احترامه لهذا العالم لم يكن شيئا مقارنة بالعالم الروحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى