من هو نبي قوم عاد ؟
من خلال القرآن الكريم، تعرفنا على مجموعة رائعة من القصص التي استفدنا منها جميعًا، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن نبي قوم عاد وقصته معهم، فمن هو هذا النبي وما هي تفاصيل قصته؟ تابع القراءة لتتعرف على أدق التفاصيل .
قوم عاد في القرآن الكريم
وصلنا إلى قصة هود وعاد، حيث قال هود لأهل عاد: بسم الله الرحمن الرحيم، يا قوم اعبدوا الله، ليس لكم إله غيره، إنما أنتم تفترون، يا قوم، لا أطلب منكم عليه أجرا، فأجري على الله الذي خلقني، أفلا تعقلون؟ يا قوم، استغفروا ربكم وتوبوا إليه، فيرسل السماء عليكم مدرارا، ويزيدكم قوة إلى قوتكم، ولا تتولوا المجرمين، فقالوا لهود: يا هود، لم تأتنا بدليل واضح، ولن نترك آلهتنا بقولك، ولن نؤمن بك، وصدق الله العظيم
هود عليه السلام
من هو نبي قوم عاد؟ النبي الذي لقوم عاد هو نبي الله هود عليه السلام .
من هم قوم عاد؟ قوم عاد كانوا يعيشون في جنوب الربع الخالي في صحراء شبه الجزيرة العربية، وكانت ظروف المعيشة في تلك المنطقة صعبة للغاية، مما جعلها منطقة مهجورة لا يفضل أحد العيش فيها. وهناك اعتقاد بوجود آثار لهم في تلك المنطقة. وكانت الحالة الدينية لقوم عاد مثل حالة بقية الأقوام في ذلك الوقت، حيث كانوا يعبدون الأوثان، وهناك أدلة تشير إلى أن قوم عاد كانوا يعبدون صنمين؛ الصنم الأول هو “صمود”، والصنم الثاني هو “هتار”. ويتميز قوم عاد بأنهم أصحاب بنية ضخمة وأسلوب سيء، وكانت بينهم العداوة والكراهية متفشية .
نظرة عامة على النبي هود عليه السلام .. كان هود عليه السلام رجلا مميزا بحكمته وسماته الحميدة، والله سبحانه وتعالى اختاره ليبعثه إلى قوم عاد ويدعوهم لعبادة الله سبحانه وتعالى. بدأ النبي هود عليه السلام بشرح لقومه أن هناك إلها واحدا في هذا الكون وهو الله سبحانه وتعالى، وأن الأصنام التي يعبدونها لا تملك لهم فائدة أو ضررا. وأوضح لهم أيضا أن من يؤمن بالله عز وجل ويعمل الأعمال الصالحة سيكون له جزاء الجنة، وأما من يكفر بالله فسيكون عقابه نار جهنم. وقد بين لهم ذلك من خلال ذكر ما حدث لقوم النبي نوح عليه السلام .
كيف استقبل قوم عاد دعوة نبي الله هود عليه السلام؟ لم يستجيبوا لكلامه، بل زادهم الأمر دهشة وتعجب. فكيف يتركون عبادة الأصنام والأوثان، وهي عبادة آبائهم وأجدادهم، ويستمعون لما يقوله نبي الله هود عليه السلام. ولذلك، اتهم قوم عاد نبي الله هود بالجنون .
كيف استقبل نبي الله هود اتهامات قومه ..؟ لم يشعر نبي الله هود باليأس في قلبه، بل حاول أن ينشر النور في قلوبهم، وطرح عليهم الكثير من الأسئلة التي تتطلب التفكير الدقيق، منها من رفع السماء بدون أعمدة؟ ومن خلق الشمس والقمر؟ وأكد لهم أن من يسلك طريق الهداية ويعمل بالخير فإنه يستفيد ذلك لنفسه، أما من يفعل السوء فإن عقابه سيكون شديدا. لكن قوم عاد تجاهلوا ما قاله نبي الله هود -عليه السلام-، حتى بعد أن هددهم بالعذاب، سألوه عن نوع العذاب الذي سيصيبهم. فتوجه نبي الله هود إلى الله -سبحانه وتعالى- ليطلب منه النصر على قومه. فاستجاب الله -سبحانه وتعالى- لنبيه هود، وحل عذاب على قوم هود، ومنع الله -سبحانه وتعالى- المطر عنهم، فماتت زروعهم ومواشيهم جفافا. وعلى الرغم من ذلك، لم يلتفت قوم عاد إلى دعوة نبي الله هود، بل ذهبوا إلى آلهتهم، معتقدين أنها ستنقذهم. لكن هذه المرة أتى عليهم عذاب شديد، حيث امتلأت السماء بالسحب السوداء التي ظنوا أنها تحمل مطرا غزيرا، ولكنها حملت رياحا قوية، وتشددت الرياح ودمرت كل شيء، وهلكوا جميعا، وصاروا كأعجاز النخلة الفارغة .