من هو مؤلف كتاب البداية والنهاية ؟
نعتز كثيرا بالإسلام ونفخر به ، فقد أخرج الإسلام علماء أجلاء استطاعوا أن يقضوا حياتهم بين القرآن والسنة للبحث والتفسير للأجيال القادمة ، فهذا ابن كثير الذي قضى حياته كلها في البحث والتأليف والتفسير لينقل لنا قصة الخلق في كتابه البداية والنهاية ، ويفسر لنا القرآن العظيم ليصبح تفسيره هو الأفضل والأصح على الإطلاق بين كتب التفاسير المختلفة فمن هو ابن كثير ؟
مولده وحياته : إبن كثير،أو عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير، هو عالم مسلم وفقيه ومفسر ومؤرخ عظيم، ويعد أحد كبار العلماء في الإسلام. والده هو عمر بن كثير، خطيب مسجد جامع بمدينة بصرة، وولد إبن كثير في سوريا عام 701 هـ في قرية تدعى “مجدل .
عند اتمامه الخامسة عشر من عمره انتقل إلى دمشق ، فلازم الشيخ جمال يوسف بن الزكي المزي صاحب كتاب تهذيب الكمال وأطراف الكتب الستة ، كما تفقه على يد الشيخ إبراهيم الفزازي ، ولازم أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قرأ عليه وأحبه وانتفع بكافة علومه كما التقى بالكثير من العلماء الأفاضل بدمشق ومصر .
أهم مؤلفاته :
1- كتاب البداية والنهاية : يعتبر هذا الكتاب موسوعة تاريخية عملاقة حتى الآن ومرجعا مهما لعلماء التاريخ، حيث جمع ابن كثير كل شيء منذ بداية الخلق وحتى نهايته، فأصبحت أجزاء هذا الكتاب حوالي واحد وعشرين جزءا، وقسم كل جزء حسب الحقب التاريخية التي يشتمل عليها، واختار ابن كثير طريقة التبويب على حسب السنوات في مقدمة كتابه وشرح كيفية ترتيبه .
فبدأ بالجزء الأول وهو الذي سرد فيه بداية الخلق، من خلق السماوات والأرض والملائكة وخلق سيدنا آدم، وصولا إلى قصة ذي الكفل. أما الجزء الثاني، فقد ذكر فيه أمما أهلكهم الله، وصولا إلى أصحاب الآيلة. وكان الجزء الثالث يبدأ من بداية قصة لقمان ويمتد إلى البعثة النبوية. وفي الجزء الرابع، تمت سرد قصة بدء الوحي واستمراره حتى الهجرة النبوية الشريفة. وبعد هذا الجزء، تم تقسيم الأحداث على الأجزاء الباقية. أما الأجزاء الأخيرة، فقد تضمنت عرضا للفتن والملاحم وعلامات الساعة ويوم القيامة، وحتى الجزء قبل الأخير تم تخصيصه للعرض على الله عز وجل. واختتم الكتاب بالفهرس. إن هذه الأحداث مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتاريخ الهجري. والميزة العظمى لهذه الموسوعة هي أنها موسوعة تاريخية إسلامية ضخمة .
2- كتاب تفسير القرآن العظيم : وهذا الكتاب قد اشتهر بتفسير ابن كثير ويعد أيضا من أعظم مؤلفاته ويعتبر أصح تفسير .
3- كتاب التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل ، وهذا الكتاب مشهور بجامع المسانيد حيث تم جمع كتابي الشيخ المزي والشيخ الذهبي فيه .
4- كتاب الباعث الحثيث يشرح اختصار علوم الحديث، وهو يعتبر اختصارا لمقدمة ابن صلاح.
يتضمن كتاب السيرة النبوية سيرة أشرف الخلق، صلى الله عليه وسلم .
6- كتاب طبقات الشافعية .
7- كتاب مسند الشيخين وهما أبو بكر وعمر بن الخطاب
البخاري مشروحا، وللأسف هذا الكتاب قد فقد
9- له رسالة في الجهاد .
تم ذكر حديث في مختصر ابن الحاجب
وفاته : توفي ابن الكثير في عام 774هـ، في دمشق عن عمر يناهز 73 عاما، بعد أن فقد بصره في آخر أيام حياته، ولكنه استمر في كتابة كتابه جامع المسانيد وهو أعمى، إذ قضى حياته في البحث والتدقيق للوصول إلى صحة كلمة كتبها. كان ابن الكثير أحد أفضل العلماء والمؤرخين، وموسوعاته وكتبه لا تزال من أهم المراجع لعلماء العلم حتى الآن، فرحمة الله عليه.