من هو سيف الدين قطز ؟
سيف الدين قطز .. نحاول دائماً أن نقدم لكم الشخصيات التي كانت لها دور هام في التاريخ الإسلامي و التي ربما لا يعلم عنها الكثيرون شيئاً لذلك نحاول دائماً أن نجعلك تتعرف على هؤلاء الأشخاص بشكل مختصر و مفيد حتى تتمكن من أن يكون لك خلفية و معرفة تاريخية كبيرة و هامة و لذلك أيضاً نحن اليوم من خلال هذا المقال سوف نقدم إليكم أحد الأبطال الذين كان لهم دور مؤثر في التاريخ الإسلامي و هو الملك المظفر سيف الدين قطز ، تابع معانا .
من هو سيف الدين قطز : هو حاكم مملوكي تولى الحكم منذ عام (657) وهو أحد الأبطال الذين لعبوا دورا كبيرا جدا في المعارك الإسلامية الهامة مثل معركة عين جالوت، حيث تم هزيمة جيش المغول في تلك المعركة. وهو يعتبر قاهر التتار .
لماذا أطلق عليه أسم قطز : أطلق عليه التتار هذا الاسم بسبب مقاومتهم له بشدة وشراسة عندما خطفوه وهو صغير، وقد تعني كلمة `قطز` باللغة المغولية `الكلب الشرس`
نشأة قطز : كان من المتوقع أن يكون شخصا مثله شجاعا وبطلا، فقد ولد في عائلة تشتهر بالشجاعة والبطولة، حيث كان أحد أمراء دولة خوارزم. وكانت أمه شقيقة السلطان جلال الدين الخوارزمي، وجده كان من أفضل ملوك خوارزم. شارك جده قطز في حروب مع جينكيز خان ملك التتار، وتربى قطز كأمير في ذلك الوقت حيث تعلم فنون القتال من خاله. بعد سقوط دولة خوارزم، تم بيعه كعبد في الشام، ثم انتقل إلى مصر وأصبح ملكا. تم تربيته كباقي المماليك على التربية الإسلامية وتدرب على فنون القتال وأنواع الإدارة وطرق القيادة. وبالطبع، لم يكن التتار مجرد أعداء حرب بل كان العداء أكبر بكثير، لأن أسرته قد هلكت على يد التتار. ونجح قطز في إثبات شجاعته للجميع في بعض المعارك التي شارك فيها، فعينه عز الدين أيبك نائبا للسلطنة
قطز يتولى حكم مصر : بعد مقتل عز الدين أيبك، تولى قطز حكم السلطان الصغير الذي كان يبلغ من العمر 15 عاما فقط. كان قطز يدير بالفعل الأمور في مصر، ولكن الحاكم كان طفلا صغيرا مما يسبب الخجل لمصر. وكان الجميع يرى أن الحاكم مجرد طفل ويهتم بأمور تافهة بالنسبة لسلطان. لذلك، قرر قطز عزل السلطان الطفل وتولي الحكم بنفسه. صعد قطز على كرسي الحكم وبدأ يستعد لمواجهة التتار. كانت أوضاع مصر في ذلك الوقت سيئة جدا، وكانت لدى المماليك أطماع في الحكم. لذلك، قام قطز بتوحيد المماليك وتوجيههم لهدف واحد وهو مواجهة التتار ومنعهم من السيطرة على الدولة .
بطولات قطز : عندما تسمع عن إنجازات هذا الرجل البطولية، ستشعر بالدهشة، ولكن ستشعر بالدهشة بشكل أكبر عندما تعلم أنه قام بكل ذلك في غضون سنة واحدة فقط، وعلى الرغم من أن جميع الأمراء في ذلك الوقت كانوا خائفين من مواجهة التتار ويعتقدون أنهم غير قادرين على هزيمتهم، قام قطز بنشر روح الشجاعة فيهم وفي النهاية قال: `سأذهب من أجل الجهاد، فمن يريد الجهاد يأتي معي`. وهنا أصبح الأمراء متحمسين لرؤية القائد يذهب بنفسه للجهاد، على الرغم من أنه كان يمكنه إرسال الجيش فقط. وفعلا، ذهب قطز وقدم دعما قويا للجيش وشارك في القتال بشجاعة دون خوف من الموت، وقال لهم: `نحن سنموت شهداء في سبيل الله`. كما وضع خططا محكمة، وفي غضون بضعة أسابيع، تمكن قطز من تحرير بلاد الشام بأكملها من التتار، وعادت سيطرة الإسلام والمسلمين مرة أخرى، وتم فتح دمشق. وأعلن قطز توحيد مصر والشام في دولة واحدة تحت رعايته، وبدأ في توزيع الولايات على الأمراء المسلمين .
قتل قطز : رغم تعدد الراويات حول مقتل قطز، إلا أن الاتفاق يكمن في أنه قتل غدرا من قبل بعض المماليك الحاقدين عليه والطامعين في الاستيلاء على العرش، والذي كان سيتنازل عنه لهم، ومات الرجل الذي أنقذ بلاد المسلمين خلال عام واحد فقط. رحم الله قطز، ونتمنى أن يكون شهيدا، بإذن الله .