من هو اليتيم

مع التغير المستمر في الظروف الاقتصادية والاجتماعية، والنزاعات المستمرة والاضطرابات السياسية في العديد من البلدان النامية، نواجه العديد من الحالات التي يزداد فيها عدد الأيتام والمحتاجين باستمرار. وفقا لتقديرات يونيسف، يوجد ما بين 143 و 210 مليون يتيم في العالم. يتضمن هذا العدد الأطفال الذين فقدوا كلا والديهم أو أحدهما. المشاكل التي يواجهها الأيتام معقدة وتؤثر على أعمارهم وظروفهم.

ليس من السهل التعامل مع الصدمة النفسية والعذاب الناتج عن مشاهدة الحرب أو فقدان الوالدين وأفراد الأسرة ، وتتطلب شجاعة وصبرًا هائلين للتعافي منها والتكيف مع الوضع الجديد ،  قد لا يتمكن المرء من التخلص من حزن الأيتام والمحتاجين ، لكن يمكنك مد يد العون والرعاية والدعم لليتيم.

من هو اليتيم

وفقا للإسلام، اليتيم هو الشخص الذي فقد والده قبل بلوغه، وكذلك الشخص الذي لا يعرف هوية والده وهو غير معروف، ويحق لليتيم أن يتلقى الكفالة. واليتيم أيضا هو الشخص الذي فقد والده في سفر أو اختفى عنهم ولم يعرفوا ما إذا كان حيا أم ميتا، وفي هذه الحالة يعامل أبناؤه كيتام، وكذلك الشخص الذي يكون والده في السجن بعيدا عنه ولا يستطيع إعالته أو في حالات أخرى، ولأبنائه الحق في الكفالة لليتيم .

بعض أهل العلم ألحقوا بأولاد المرأة المطلقة التي تخلى عنها الزوج المطلق، حيث لا يسألون عن أبنائهم ولا ينفقون عليهم ولا يعيرهم اهتمامًا أو ينظرون إلى حاجتهم، فهم مثل الأيتام وربما أشد، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بإحسان المعاملة مع الأيتام وحرص على عدم إيذائهم ،

حديث أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي يقول: قال النبي ﷺ: اللهم إني أُحَرِّج حق الضعيفين، اليتيم والمرأة، حديث حسن، رواه النسائي بإسناد جيد.

وبين الرسول ﷺ:  أن التسلط على اليتيم في أخذ ماله أو العبث بأمره ، فهو من أعظم الكبائر ، ومن السبع الموبقات التي دعانا الرسول ﷺ إلى تجنبها هو أكل مال اليتيم

 الأيتام هم الأطفال الذين يفتقدون الحماية بسبب وفاة آبائهم، ويعاني العديد منهم من عدم وجود مصدر دخل أو ولي أمر يعتني بهم، ويجب على المجتمع الإسلامي التدخل ومساعدة الأيتام حتى لو كانت الأم لا تزال على قيد الحياة، ومن شروط كفالة اليتيم هو معرفة من هو اليتيم الذي يستحق الرعاية

يأتي وقت يبتعد فيه كل والد عن أطفاله بمغادرة هذا العالم   ، ويُترك فيه العديد من الأطفال  بلا آباء ويعتمدون على مجتمعهم لمساعدتهم على المعيشة ، لذلك فإن القرآن يجعل المجتمع كله مسؤولاً عن رعاية الأيتام ، يقول للمسلمين مرارًا وتكرارًا أن يكونوا لطفاء مع الأيتام والمحتاجين وقد ورد صريح هناك تعليمات واضحة في سورة النساء ، الآية 2 لإعطاء الأيتام من ممتلكاتهم وعدم أكل حقوقهم “وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ﴿٢﴾ . 

الأيتام في القرآن

في القرن السادس عشر، كان النسب يعني كل شيء في شبه الجزيرة العربية، وكانت المكانة تأتي من الانتماء إلى القبيلة. في مجتمع يلقب الجميع بـ “ابن فلان وفلان”، كان الأيتام – الذين ليس لديهم سلالة – يعتبرون في المستوى الأدنى. ولكن الله عز وجل أكرم الأيتام ورفع مكانتهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يتيما بالاختيار، ورفع الله مكانة الأيتام في كل مكان. جعل القرآن ثورة في معاملتهم وجعل رعاية الأيتام جزءا لا يتجزأ من الدين، وحث في القرآن على معاملة الأيتام

  سورة الضحى : ((فأما اليتيم فلا تقمر * وأما السائل فلا تنهر * )) 9 – 10

للأيتام الحق في الإعالة

في سورة البقرة سورة 2 الآية 215: “يسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ “

تعلمنا هذه الآية أن للأيتام حقا في الرعاية، ولكن مع كل حق يأتي مسؤولية. يلقي القرآن هذه المسؤولية على الأفراد، وبمعنى آخر فإنه يجب على كل مسلم أن يقدم المساعدة للأيتام المحتاجين. على المستوى العام، يتوجب على الحكام التأكد من أن الأيتام يحصلون على حصتهم من الصدقات والزكاة. وبالنسبة للإسلام، فإن هذه الأموال تعود للأيتام ملكية لهم، وعندما تكتب موضوعا عن الأيتام، يجب الاستعانة بهذه النقاط

للأيتام الحق في الكرامة

قال تعالى: `كلا بل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ` (الفجر -17) .

بالنصيحة والتوبيخ لقريش بسبب إهانتهم للأيتام، تذكرنا الله بأن الأيتام يستحقون الاحترام والتكريم، ولا يجب أن يتم التعامل معهم فقط كمستفيدين، بل يجب أن يعاملوا بالكرامة مثل جميع البشر .

حق اليتيم محفوظًا

ولهذا شدد الله  في أموال اليتامى، إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا [النساء:10]، وقال: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ [البقرة:220]، 

رعاية اليتيم عبادة

في إحدى الآيات ، يشير الله سبحانه وتعالى إلى أن من يتجاهل الأيتام ليس مؤمنًا حقًا ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ “أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ” الماعون (1-2 ) أي يعامل اليتيم بعنف وبشدة بسبب قساوة قلبه .

وفي أخرى ، وصف الله سبحانه وتعالى أن الصالحين في الجنة هم من اعتنى باليتامى في حياتهم الدنيا ، قال تعالى “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ” ﴿٨﴾الإنسان

وقد ورد في حديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعد الجنة لمن كفل اليتيم ، مما يجعلك تدرك أهمية رعاية الأيتام والأطفال ، حديث سهل بن سعد  قال: قال رسول الله ﷺ: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما .

من هو اليتيم يتيم الأب أم الأم

اليتيم هو الذي فقد والده قبل بلوغه، وليس والدته، لأن الأب هو العائلة الرئيسية والمعيل الرئيسي للأسرة. ينجح اليتيم في اختبار الصبر والابتلاء بقبول حكم الله وابتلائه، وينجح من يخدمونه في الحصول على الفوز بالجنة من خلال رعايته .

من هو اليتيم وكم عمره

اليتيم هو الشخص الذي لم يبلغ سن الرشد سواء كان ذكرا أو أنثى، ويتم تحديده بالعلامات المعروفة لدى الجنسين. يمكن للشخص أن يصبح بالغا في سن الخامسة عشرة أو عند ظهور علامات البلوغ. يتم إلغاء حكم اليتيم بعد تأكيد البلوغ، ولكن الأخلاق الحميدة تتطلب الإحسان إلى اليتيم في القول والعمل، وخاصة إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم بسبب المصائب التي يمرون بها أو فقدان ذويهم المعيلين. يجب عدم الخلط بين اليتيم واللطيم عند إذاعة مدرسية عن اليتيم، لأن اليتيم يتطلب رعاية وواجبات، وليس ذلك الحال بالنسبة للطفل الذي يعاني من فقدان الوالدين

من هو اليتيم واللطيم

يوجد فرق بين اليتيم واللطيم ، فاليتيم هو من فقد والده دون سن البلوغ  ، أما اللطيم فهو من فقد أمه  ، لأن الأب بطبيعته بعد وفاة الأم سوف يتزوج ويأتي بزوجة ، بينما الأم لاتسرع في الزواج إما حياءًا من أهلها ، أو صبرًا على الإبتلاء  ، أو أنها تريد أن تدخل الجنة قبل الرسول ﷺ

يقول النبي بناءً على حديث أبي هريرة: `أنا أول من يفتح باب الجنة، فأرى امرأة تسابقني تريد أن تدخل معي الباب، فأسألها: من أنتِ؟ فتقول: أنا امرأة قامت برعاية الأيتام.` وهذا الحديث رواه أبو يعلى الموصلي وصححه الألباني في صحيح الجامع، وقال الحافظ ابن حجر عن إسناده: لا بأس به