من هو النمرود ؟
النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح ولد النمرود في عام 2053 قبل الميلاد ويعتبر النمرود أول جبار في الأرض، حيث اضطهد النمرود الناس وكان مغرورا يعتقد أنه يمتلك الأرض وما عليها، وادعى الإلوهية. وأشير له لأول مرة باعتباره طاغية وجبارا في التوراة، ثم ذكرت قصته في القرآن الكريم .
قصة النمرود مع سيدنا إبراهيم
: حلم النمرود كان في يوم من الأيام، أنه شاهد كوكبا يطفو في السماء، وغطى ضوء الشمس حتى لم يبق أي ضوء، وفسر الكهنة هذا الحلم بأنه يشير إلى وجود طفل سيولد في نفس العام، وأن هذا الطفل سيكون سبب موت النمرود، لذا أمر النمرود بذبح جميع الأولاد الذين يولدون في هذا العام. ولكن سيدنا إبراهيم عليه السلام ولد في هذا العام، وأخفته أمه خوفا عليه حتى كبر، وعندما أصبح شابا، لم يعبد الأصنام مثل قومه، وبدأ في التفكير في خالق الكون، وتوصل في النهاية إلى الإيمان بالله الواحد الحق، ودعوة الناس إلى الإيمان به أيضا. وتعد قصة سيدنا إبراهيم والنمرود من القصص التي ذكرت في القرآن الكريم والأديان السماوية الأخرى، وتحمل دروسا كثيرة عن الإيمان والتوحيد والصبر والثبات في الحق .
المناظرة بين إبراهيم والنمرود
: عندما رأى النمرود أن النار لم تحرق إبراهيم عليه السلام، تعجب هو وقومه وشعر بالقلق الشديد. وبدأ النمرود في عقد مناظرة مع سيدنا إبراهيم، حيث سأله: “ماذا يفعل ربك؟”. فأجاب سيدنا إبراهيم قائلا إن الله هو الذي يحيي ويميت. ورد النمرود قائلا إنه هو أيضا يحيي ويميت، وأمام إبراهيم جاء بشخصين مسجونين وقام بقتل أحدهما، وعفا عن الآخر، وقال في تحدي لسيدنا إبراهيم: “أرأيت أنني أحيي وأميت؟”. فرد عليه سيدنا إبراهيم قائلا: “هل يمكنك إحياء الشخص الذي قتلته؟”. ولم يجد النمرود إجابة، وسأله سيدنا إبراهيم: “ماذا يفعل ربك؟”. فأجاب إبراهيم قائلا إن الله يخرج الشمس كل يوم من المشرق، فإذا كنت أنت إلها كما تدعي، فأخرجها أنت من المغرب. وذلك كما جاء في القرآن الكريم الآية: “ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك ۖ إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت ۖ قال أنا أحيي وأميت ۖ قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتبها من المغرب”. وبعد ذلك، أرسل الله ملكا للنمرود يدعوه للأيمان، ودعاه الملك ثلاث مرات، ولكن النمرود رفض الأيمان بالله في كل مرة. وفي النهاية، خرج النمرود وجيشه في وقت طلوع الشمس، وادعى أنه يستطيع أن يخرج الشمس من الغرب. ولكن الله أرسل عليه وجنوده عوضا أكل لحم جنوده وتركهم عظاما، ودخلت بعوضة من أنف النمرود إلى دماغه، ولم تمت تلك البعوضة بأمر من الله، وظلت في دماغه لمدة 400 عام، وكان يضرب نفسه بالمطارق والنعال حتى تهدأ تلك البعوضة، وظل الله يعذبه حتى مات. وهكذا، حكم النمرود الأرض 400 عام تجبر فيها وسفك الدماء وظلم العباد، وعذبه الله سبحانه وتعالى لمدة 400 عام آخري ليكون عبرة لكل من يدعي الألوهية .