من هو العالم نيكولاس كوبرنيكوس
علم الفلك هو علم عظيم ، لا يمكن أن يتعلمه إلا من كان ذا إدراك واسع ، فالأبحاث والدراسات التي تمت من العلماء الأفاضل قد تمت خلال سنوات كثيرة جدا حتى يستطيعوا أن يكشفوا الكواكب والنجوم وأن يقدموا أفضل النظريات الفلكية المبنية على أسس علمية ، فكان نيكولاس كوبرنيكوس هو من أهم علماء الفلك في عصره حيث بحث وحلل واكتشف وتبنى النظريات الحديثة التي تنافت تماما مع نظريات علماء تمت من قبل والتي غيرت تاريخ البشرية وخرجت على إثرها نظريا أخرى فنشأته وحياته وتعليمه قد كانوا أهم العوامل في بناء شخصية هذا العاتلم الجليل فلنصوب الضوء على حياة هذا العالم لنكتشف كيف استطاع أن يصل إلى نظرياته العظيمة .
مولده ونشأته : نيكولاس كوبرنيكوس هو شخصية تاريخية ولد في عام 1473 م في مدينة تورون في بولندا وكان والده رجل أعمال ناجح وثري، حيث تمكن من جمع الأموال وتركها لأولاده بعد وفاته، وتوفي ونيكولاس كان في العاشرة من عمره وتولى عمه رعايته وتربيته .
بدأ رحلة تعليمه في بلدة كراكوف واستمع في بداية تعليمه إلى محاضرات في الفلك ، فإستطاع أن يهتم بالتعليم فسافر إلى إيطاليا واهتم بدراسة القانون وبجانبه أيضا اهتم بالفلك ، ثم طلب منه البابا بالسفر إلى روما لدراسة الفلك بشكل كبير ، ثم سافر إلى بادروا لدراسة الطب ومن بعدها عاد إلى وطنه ليعمل طبيب باطنة .
عندما استقر نيكولاس في مدينة فيرمبورك، استخدم منزله كمرصد فلكي لمراقبة الكواكب في السماء، وفي الوقت نفسه كان طبيبا ناجحا ومهتما بالاقتصاد. كان لديه أيضا مشاريع مثل مشروع إصلاح العملة. لكن ذلك لم يحول دون اهتمامه بالفلك، حيث قضى 20 عاما من حياته يعمل على نظرية المركزية الشمسية وأطلق عليها عنوان `دوران الأجرام السماوية`. وكان هذا عمله الأساسي حتى تم نشره في عام 1543 .
النظرية الكوبرنيكية لنيكولاس ( مركزية الشمس ) :
كانت النظرية السائدة قبل نيكولاس هي مركزية الأرض، التي طرحها بطليموس. أما نظرية نيكولاس، فتقول بمركزية الشمس، أي أن الشمس هي الجسم الثابت والمجموعة الشمسية تدور حولها. قدم نيكولاس نظريته على أساس أن الشمس تمثل مركز الكون، وتدور الكواكب حولها في مدارات دائرية، وحركة الأجرام السماوية مجرد حركات ظاهرية ناتجة عن حركة الكواكب، بما في ذلك كوكب الأرض. وتأتي هذه الحركات أيضا من دوران الشمس حول محورها. وعلى الرغم من مجهود نيكولاس في تفسير ذلك ودقته في بحث نظريته، إلا أنه لم يتمكن من تفسير الظواهر بدقة أكبر من النظريات القديمة، وللأسف رفضها الفلكيون .
آثار النظرية الكوبر نيكية : تعد نظرية كوبرنيك إنجازا عظيما في التاريخ، حيث ساهمت في فهم البشرية للكون ككيان مادي في حركة مستمرة، يتم تحكمه بقوانين. ومن خلال هذه النظرية، يمكن تقديم تفسير منطقي للظواهر الطبيعية والتنبؤ ببعضها قبل حدوثها. لقد تركت المنهجية العلمية التي اتبعها نيكولاس أثرا كبيرا على علماء تلك الحقبة الزمنية مثل كيبلر وجاليليو ونيوتن .
وفاته : توفي نيكولاس في عام 1543م، وهو نفس العام الذي نشر فيه كتابه حول مركزية الشمس. توفي نيكولاس في سن متقدمة، حوالي سبعين عاما، دون أن يشهد تأثير نظريته على العالم. لذا، كانت أفكاره بداية لعصر التنوير، حيث أثارت رغبة العلماء في استكشاف الموجود وعدم الاكتفاء بما هو معروف .
تم اكتشاف رفات نيكولاس كوبرنيكوس في عام 2005م حيث اكتشفت جمجمة وعظام أرجل وخلال البحث والتحليل تبينت أنها لنيكولاس كوبر نيكوس حيث قال المتحدث ب‘سم كنيسة أبرشية فارميا أن رفات نيكولاس سوف يعاد دفنه تحت كاتدرائية فرومبورك وبالفعل تم ذلك عام 2010م تزامنا مع إحتفالية الذكرى السبع مئة وخمسين لإقامة كاتدرائية فرومبورك.