منوعات

من هو الصديق الحقيقي

الصداقة هي واحدة من أسمى العلاقات الإنسانية التي تربط بين شخصين أو أكثر وتقوم على أساس التعاون والثقة والمودة والإخلاص. وغالبا ما تتميز الصداقة بالاهتمامات المشتركة والنشاط المشترك في شيء ما، ولكن هذا ليس دائما الحال. والصداقة الحقيقية تعد واحدة من العلاقات الفريدة، كما ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإن الله يحمي سبعة أشخاص في يوم لا ظل إلا ظلهم، وهم: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان اجتمعا وتفرقا في سبيل الله، ورجل رفض دعوة امرأة ذات منصب وجمال بقوله “إني أخاف الله”، ورجل يتصدق بصدقة سرية، ورجل يذكر الله خاليا فتفيض عيناه.

أعطى الله تعالى الصداقة الحقيقية مكانة كبيرة تحت عرشه، وفي التاريخ هناك أمثلة تجسد الصداقة الحقيقية، ولا يوجد علاقة أعمق من علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيدنا أبو بكر الصديق، فهو كان رفيق الهجرة وأول من آمن به وصدقه، وقدم ماله وحياته من أجل الرسول والدعوة، وهو مثال جليل يوضح معاني الصداقة الحقيقية.

أيضا الصداقة هي رابط إنساني يربط أشخاصا أكثر من شخص، وهي من العلاقات التي لا تستنزف الجهد والطاقة. لذلك يمكن التعرف على الصديق الحقيقي بوجود مجموعة من العلامات:

1- الصديق الحقيقي هو الشخص الذي يعطي ولا يأخذ : في معظم الأحيان، يكون الصديق معك في الشدة والرخاء، ويعطيك دون أن يطلب منك أي شيء، ويضحي بماله ونفسه من أجلك، لأن الصداقة تصل إلى مرحلة الحب المجرد في الله تعالى.

يكره الصديق الحقيقي أن يكون محط اهتمام الآخرين ولا يحب أن يحصل على إشادة وثناء منهم لأنه يقدم تضحياته وجه الله تعالى، ويحب أن تنال إعجاب الناس وتقديرهم، ويسعى إلى تحسين صورتك أمامهم ويتمنى لك الخير، وفي كثير من الأحيان يفضلك على نفسه.

يعتبر الصديق الحقيقي هو من يساعدك بشكل فعال ولا يفتعل الأعذار لتجنب مساعدتك، ويأتي لمساعدتك حتى إذا كان مشغولًا بالعمل أو غير ذلك .

4- يدفع عند السلوكيات السيئة ، فالصديق الحقيقي له هو الذي يؤمرك بالمعروف و ينهاك عن المنكر ، و تجده يدفعك للصلاة و العمل الصالح ، و يتسابق معك على الخيرات والأمور الحسنة ، و يسبقك على المسجد ، و يسبقك لذكاة وإعطاء المساكين ، مثلما كان يفعل الصديق رضي الله عنه ، وأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، كنا يتسابقان لإعطاء الفقراء.

5- الصديق الحقيقي هو الذي يعتذر لك ويثق فيك ويدعمك في أوقاتك الصعبة، ويحترمك ويهتم بك وبأسرتك وثروتك وعند غيابك، ويكون معك في السراء والضراء، ويقول لك الحقيقة ولا يتظاهر، ويضعك قبل نفسه، وإذا لاحظ عيبا أو فعلا سيئا منك، ينصحك ويتمنى لك الخير، فالصداقة هي إيمان ومودة لا تموت مهما طال الزمن وانفصل الأصدقاء، وعندما يلتقون مرة أخرى، يظلون وفيين، ويقول الحكماء إن الحب قد يتلاشى مع الزمن، لكن الصداقة لا تنتهي أبدا مهما طال الزمن والمسافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى