من هم الرماديون
تمتلئ العالم بنظريات المؤامرة، وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قد تكون لديها أكبر عدد من تلك النظريات في العالم، على الرغم من كونها أكبر دولة في العالم. عند مشاهدة أفلام الخيال العلمي التي تنتجها هوليوود، قد تشعر بالإثارة والتسويق، ولكن هناك أشخاص آخرون يشاهدون أفلاما مثل فيلم ملف إكس ويؤمنون تماما بأن الأحداث التي يرونها أمامهم حقيقية تماما. بل، قام بعضهم بتأليف كتب تشرح بالتفصيل معلومات عن تلك الكائنات الرمادية المشابهة لتلك التي نراها في الأفلام. ولكن ما هي الحقيقة وراء تلك الكائنات الرمادية، أو ما يسمى بالرماديون.
من هم الرماديون
وفقًا لوصف بعض الأشخاص فإن الرماديون هم مخلوقات رمادية اللون ومن هنا أتى أسمهم، وهم كائنات شبيهة بالبشر لكن أجسامهم شديدة الصغر، ويفتقروا للأنف والأذن والأعضاء الجنسية، ولهم صدر صغير ولا يملكون هياكل عضلية، وأطرافهم مختلفة نسبيا عن أطراف البشر، ورأس الرمادي كبيرة بشكل لا يتناسب مع حجم الجسد، وقد يكون لهم عيون كبيرة شفافة.
حالات اختطاف الرماديون للبشر
وخلال النصف الثاني من القرن العشرين، زعم العديد من الأشخاص أنه تم اختطافهم من قبل الرماديون، وتشير التقارير إلى أن حوالي 50% من حالات الاختطاف المزعومة من قبل الرماديون وقعت في أستراليا، و73% في الولايات المتحدة، و48% في أوروبا، وحوالي 12% في المملكة المتحدة، وتتضمن هذه الادعاءات وصفا مختلفا لشكل الرماديون، حيث توجد اختلافات واضحة في طولهم، ولكن السمة المشتركة بينهم هي وصف العيون الواسعة.
صرح عالم الأعصاب ستيفن نوفيلا بأن الكائنات الفضائية الرمادية تعتبر نتيجة ثانوية لخيال الإنسان، حيث تمثل السمات المميزة للرماديين كل ما يربطه الإنسان الحديث تقليديًا بالذكاء في اللاوعي.
وكان أحد الحالات الشهيرة لادعاء تعرض بعض الأشخاص للاختطاف على يد الرماديين، حالة الزوجين بيتي وبارني هيل، اللذين أدعوا أنهما كانا في سيارتهما يقودان على الطريق الريفي المتعرج والفارغ في جبال نيو هامبشاير البيضاء، وفي إحدى ليالي سبتمبر عام 1961، وعلى مسافة أميال لم يروا أي سيارة أخرى على الطريق، وفجأة ظهر ضوء غريب في السماء تبعه.
وعندما عادوا أخيرًا إلى منزلهم في بورتسموث عند الفجر ، لم يكونوا مرتاحين، ووجدوا ملابسهم مليئة بالقذارة وتوقفت ساعاتهم عن العمل، وكانت أحذية بارني ممزقة بشكل غريب وتمزق فستان بيتي، وكانت هناك ساعتان من القيادة لم يتذكرهما أي منهما أو ماذا حدث بهما وكيف وصلا لتلك الحالة.
خضع بارني وبيتي لجلسات علاج نفسي، وخلال هذه الجلسات تحدثا للطبيب عن كائنات رمادية ذات عيون كبيرة قادتهم إلى مركبة طائرة.
تم تضمين قصة بيتي وبارني في مشروع سري للحكومة الأمريكية يعرف باسم مشروع الكتاب الأزرق، وكان الهدف الأساسي للمشروع هو استكشاف الادعاءات المتعلقة برؤية أطباق طائرة واختطاف البشر من قبل الرماديون. بدأ هذا البرنامج في عام 1952، ولكن بعد التحقيق في أكثر من 12 ألف حالة ادعاء بالاختطاف من قبل كائنات فضائية أو رؤية أطباق طائرة، توصلت جميع التقارير إلى أن تلك الادعاءات نشأت نتيجة الخلط بين مشاهدات الأشخاص الذين قدموا تلك الادعاءات ورؤية أجسام فضائية عادية مثل الشهب والنيازك والنجوم. تم إنهاء مشروع الكتاب الأزرق بشكل كامل في عام 1969.
أصل الرماديون
في 24 يونيو 1947 ، أفاد الطيار المدني كينيث أرنولد أنه رأى تسعة أجسام متوهجة باللونين الأزرق والأبيض تحلق في شكل حرف “V” فوق جبل رينييه بولاية واشنطن، وقدر سرعة طيرانهم بـ 1700 ميل في الساعة ووصف حركتهم بـ ” بالصحن إذا قذفته عبر الماء” ، والتي أصبحت أصل المصطلح الشائع فيما بعد “الصحن الطائر” وهو أول ظهور لهذا الاسم، ولكنه ليس الأخير.
خلال أوائل الثمانينيات، تم ربط حادث الصحن الطائر المزعوم في عام 1947 بالكائنات الفضائية، وتم نشر عدد من المنشورات تحتوي على شهادات من أشخاص زعموا أنهم شاهدوا الجيش الأمريكي وهو يتعامل مع كائنات صغيرة الحجم والصلع غير المألوفة، وزعم هؤلاء الأشخاص، خلال وبعد الحادثة، أن رؤوس الكائنات كانت كبيرة الحجم ولديها عيون مائلة، ولكن ملامح وجوههم كانت ضعيفة.
في بداية التسعينيات، قدم المهندس فيليب شنايدر فكرة مشابهة وأكثر تفصيلا وواسعة النطاق، إذ كان شنايدر مهندس جيولوجيا يعمل لصالح الجيش الأمريكي وكان مسؤولا عن دراسة أنواع الصخور في المناطق التي تم حفرها باستخدام المتفجرات.
وادعى شنايدر أنه أثناء عملهم في أحد الأنفاق الموجودة تحت مدينة دولسي بولاية نيوميكسيكو، فتحوا خطأ واحدة من الكهوف العملاقة، وظهر منها الرماديون الذين قاموا بإطلاق النار عليهم باستخدام أسلحة فضائية، وكانت النتيجة وفاة 76 عاملا وضابطا من الجيش الأمريكي، ونجا بأعجوبة هو واثنان آخران فقط من تلك الحادثة، وترك الإطلاق النار آثرا من الندوب على صدره، وأكد البعض الآخر وفاة الماشية وحدوث تشوهات غير مبررة في مدينة دولسي، وهذا يدل على وجود الرماديون في المنطقة، وكان بول بينيفيتز، فيزيائيا، زار دولسي عام 1979م وأكد أن ما يحدث للماشية سببه هو الرماديون.
ومع ذلك، إذا حدث ذلك بالفعل، فأين هي جثث الأشخاص الذين قتلوا وأين عائلاتهم التي يمكن أن تؤكد مقتل أبنائهم داخل الكهف؟ لا أحد يعرف، خاصة أن هذا الحادث وقع في عام 1979م، كما ذكر شنايدر، وقد بدأ شنايدر في ترويج تلك الادعاءات مع بداية التسعينيات من القرن العشرين.
ما جعل الكثيرين يؤمنون بكلام شنايدر هو وفاته الغامضة حيث عثر عليه مقتولًا داخل شقته في عام 1996، وأشار أنصار نظريته إلى أنه قتل لإخفاء وجود الرماديين.
لم يكن شنايدر هو المقتنع الوحيد بوجود الرماديون، ولكنه تبنى أفكارا سابقة لروج، فالحديث عن قاعدة دولسي وعقد الولايات المتحدة اتفاقية سرية مع الرماديون تعرف باسم معاهدة جريادا، وتعود هذه الأفكار إلى فترة الخمسينيات من القرن العشرين.
ومن بين الذين كتبوا عن اتفاقية جريادا وتفاصيلها، كان هناك باحث أسترالي يدعى مايكل سالا، حيث نشر في عام 2004 ورقة بحثية تشرح تفاصيل الاتفاق الذي تم بين الرماديون والرئيس الأمريكي دويت آيزنهاور داخل قاعدة عسكرية أمريكية، واستنادا إلى ذلك، تم توقيع معاهدة سلام تسمى `معاهدة جريادا`، وأن الرماديون لجأوا إلى الأرض بعد أن كاد كوكبهم ينهار، وحذروا سكان الأرض من أنهم على وشك تدمير الكوكب بسبب تصرفاتهم المدمرة والحروب التي يشنونها واستخدام الأسلحة النووية.
عندما وصل الرماديون إلى الأرض، تواصلوا مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها الدولة العظمى في العالم وتمتلك أسلحة نووية. وعرضوا على الولايات المتحدة تزويدها بتكنولوجيا متقدمة جدا. ورغم رفض الولايات المتحدة شرط تدمير الأسلحة النووية، وافقت على بناء قاعدة كبيرة تحت الأرض لحماية الرماديون. وفي المقابل، سيتم تزويدهم بالماشية التي يحتاجونها وبعض البشر لإجراء تجاربهم، ولكن بشكل محدود. حتى الآن، لم تؤكد أية حكومة أو جهة مسئولة حقيقة وجود سكان في الأرض الداخلية.