من اين يستخرج القطران .. و شرح لطريقة استخراجه
تعد صناعة القطران إحدى الصناعات التراثية التي بدأت في التلاشي تدريجيًا، وحتى تقريبًا اختفت في الوقت الحاضر .
تعريف القطران
– القطران عبارة عن مادة تتكون من خليط من المواد الهيدروكربونية ، التي تنتج عن عمليات تقطير النفط ، و يعتبر إحدى المواد التي تمتاز بلزوجتها العالية ، حيث يوجد في أسفل منطقة في برج تكرير النفط ، و يكون مخلوطا ببعض العناصر الأخرى ، مثل الرصاص و الكبريت ، و النيتروجين و بعض المواد الأخرى .
تم استخدام هذه المادة منذ العصور القديمة من قبل العرب عن طريق وضعها على الماشية لتجنب الإصابة بالجرب، ولقدرتها على صد الحشرات عن تلك الحيوانات، كما استخدموها في طلاء بعض أنواع الأواني لمنع وصول الحشرات إليها .
كانت النساء في الماضي يدهنّ رؤوسهن بهذه المادة لتجنب الإصابة بالقمل وحشرات الرأس، واعتاد بعض الناس استخدامها لطرد النمل الأبيض، الذي يمكنه التغذي على الأخشاب، ويُطلق عليها اسم الكيروسين .
كانت اليهود في العصور القديمة تستخدم القطران لتغطية بعض الأشياء الفخارية، التي يضعون فيها مخطوطاتهم، لحمايتها من التلف .
حتى منتجات التجميل لم تخلو من استخدام القطران، حيث يتم خلطه مع بعض أنواع الزيوت لزيادة كثافة الشعر .
طريقة استخراج القطران
تُعد صناعة القطران من أعرق المهن التي تحتاج إلى خبرة كافية لتحقيق جودة عالية في التصنيع، ويتم إنتاج القطران في موقد خاص .
ليتم التصنيع، يجب على الشخص الذي يريد ذلك جلب بعض الأخشاب، ويفضل استخدام خشب شجرة الأثل اليايس، ثم يتم تقطيع الأخشاب إلى قطع صغيرة جداً، ومن ثم وضعها في برميل متوسط الحجم، ويتم تنظيف فوهة الموقد .
– بعدها يتم ملئ البرميل حتى فوهته ، ثم يتم تغطية البرميل ببعض قشور الخشب ، ثم يتم اشعال النار فيه و يترك لمدة ساعتين ، و بذلك تتم عملية التقطير حيث أن قطع الأخشاب ، عندما تحترق يتحول الدخان الناتج عن عملية الاحتراق ، هذه إلى مادة سائلة و تنتقل هذه المادة إلى ما يعرف بالزير ، و هي الأواني التي يتم حفظ القطران فيها ، حيث يستخرج القطران من أطراف هذا الزير ، و يمكن بعدها تعبئة هذا القطران في عبوات محكمة الغلق منعا للتلف .
بعض المعلومات عن القطران
– للقطران بعض الآثار السلبية و قد ظهرت هذه الآثار عند ادخاله ، في بعض الصناعات و منها مكونات السجائر ، و ذلك لما تخلفه تلك المادة في الحويصلات الهوائية للإنسان ، من آثار بالغة الخطورة حيث أنها سبب رئيسي ، في الإصابة ببعض الأمراض الصدرية و سرطان الرئة ، و ذلك ليس فقط عند التدخين و إنما عند استنشاق هذه المادة ، و لذلك فقد أجبرت بعض البلاد الشركات التي تعمل على صناعة السجائر ، بتحديد نسب القطران المستخدمة و كتابتها على العلب ، فضلا عن تحديد نسبة معينة لها .
توجد مادة أخرى تعرف باسم قطران الفحم، وهي مادة ثانوية تنتج عن الفحم الحجري، وتتميز بلونها الداكن ورائحتها القوية، ويمكن استخدام هذه المادة في علاج بعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية والحكة والالتهابات، حيث يتم دهن المنطقة المصابة بعد تعقيمها جيدا بقطران الفحم .
يمكن أن يسبب استخدام قطران الفحم بعض الآثار الجانبية السيئة مثل الحساسية واحمرار الجلد، ولذلك يجب تجنب استخدامه على منطقة الوجه والرقبة وأيضاً على المناطق المصابة بالجروح أو الحروق .