من أول عالم وضع مقياس الذكاء
تعبر نسبة الذكاء عن النتيجة التي يحصل عليها الشخص بعد إجراء العديد من الاختبارات التي تقيس درجة الذكاء، حيث يتم من خلال هذه الاختبارات تقريبا تحديد درجة الذكاء للشخص والتي تسمى بالإنجليزية Intelligence Quotient وتختصر بـ IQ .
تاريخ اختبار الذكاء
خلال أوائل القرن العشرين ، طلبت الحكومة الفرنسية من بينيه المساعدة في تحديد الطلاب الذين من المرجح أنهم يواجهون صعوبة في المدرسة ، لقد سنت الحكومة قوانين تتطلب من جميع الأطفال الفرنسيين الذهاب إلى المدرسة ، لذا كان من المهم إيجاد طريقة لتحديد الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدة متخصصة .
بدأ بينيه وزميله تيودور سيمون بإعداد أسئلة تركز على مجالات لم يتم تدريسها بشكل صريح في المدارس، مثل التركيز والذاكرة ومهارات حل المشكلات. باستخدام هذه الأسئلة، تمكن بينيه من تحديد الطلاب الذين يمكنهم تحقيق النجاح في المدرسة .
لاحظ بينيه بسرعة أن بعض الأطفال يمكنهم الإجابة عن أسئلة أكثر تعقيدًا بينما يصعب على بعض الأطفال الأكبر سنًا الإجابة عليها، والعكس صحيح أيضًا. استنادًا إلى هذه الملاحظة، اقترح بينيه مقياس ذكاء يستند إلى متوسط قدرات الأطفال في مجموعة عمرية محددة .
بينيه مخترع أول مقياس ذكاء
أصبح مقياس بينيه سيمون، الذي يُشار إليه اليوم باسم مقياس الذكاء، أساسًا للاختبارات الذكاء التي لا تزال قيد الاستخدام اليوم، ومع ذلك، لم يعتقد بينيه نفسه أنه يمكن استخدام أدوات القياس النفسية الخاصة به لقياس مستوى ذكاء واحد دائم ومستقل .
شدد بينيه على قيود الاختبار، مشيراً إلى أن الذكاء هو مفهوم واسع جداً بحيث لا يمكن تحديده برقم واحد، وبدلاً من ذلك، أصر على أن الذكاء يتأثر بعدة عوامل، وأنه يتغير معمرور الوقت، ولا يمكن مقارنته إلا بالأطفال من ذوي الخلفيات المماثلة .
عندما تم جلب هذا المقياس إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قام عالم النفس لويس تيرمان بإجراء اختبار بينيه الأصلي وقام بتعديله وأطلق هذا المقياس المعدل لأول مرة عام 1916، وسرعان ما أصبح مقياس الذكاء مستخدم على نطاق واسع في الولايات المتحدة .
إيجابيات وسلبيات اختبار الذكاء عبر التاريخ
في بداية الحرب العالمية الأولى، واجه قادة الجيش الأمريكي تحديا كبيرا في فحص عدد كبير من المجندين. في عام 1917، قام رئيس لجنة فحص الأمراض النفسية العالمية، روبرت يركيس، بتطوير اختبارين يعرفان باسم اختبار ألفا واختبار بيتا. كان اختبار ألفا عبارة عن اختبار كتابي، في حين كان اختبار بيتا يتكون من صور للمجندين الذين لا يستطيعون القراءة أو التحدث بالإنجليزية. تم إدارة هذه الاختبارات لأكثر من 2 مليون جندي في محاولة لمساعدة الجيش على تحديد الرجال الأكثر ملاءمة للمواقف المحددة والأدوار القيادية .
في نهاية الحرب العالمية الأولى، استخدمت الاختبارات في مجموعة واسعة من الحالات خارج الجيش مع أفراد من مختلف الأعمار والخلفيات والجنسيات. على سبيل المثال، تم استخدام اختبارات الذكاء لفحص المهاجرين الجدد عندما وصلوا إلى الولايات المتحدة عبر جزيرة إليس. وللأسف، تم استخدام نتائج هذه الاختبارات العقلية لإجراء تعميمات عامة وغير دقيقة حول مجموعات سكانية بأكملها. وهذا دفع بعض خبراء المخابرات إلى حث الكونغرس على فرض قيود على الهجرة .
أنواع الذكاء
قام الدكتور هوارد غاردنر بتطوير نموذجًا يحتوي على ثمانية أنواع مختلفة من الذكاء، وتم تحديد كل نوع من أنواع الذكاء في مناطق محددة في الدماغ، ومع ذلك، يمكن للفرد أن يتمتع بالقوة في العديد من أنواع الذكاء .
الذكاء اللغوي واللفظي
الأشخاص القويون في هذا المجال ماهرون في استخدام الكلمات، وغالبًا ما يكونون جيدين في الكتابة والقراءة والتحدث عن الأشياء، ويشمل هذه المجموعة عادة الكتاب والشعراء والمحامين والمتحدثين العامين .
الذكاء المنطقي والرياضي
يتميز الشخص القوي في هذا المجال بمعرفته الجيدة بمشاكل الرياضيات والمنطق، واستمتاعه بحل الألغاز واكتشافات العلوم، كما يتمتع بالخبرة في مجال أجهزة الكمبيوتر ومجموعة متنوعة من الأجهزة الأخرى .
الذكاء المكاني
الشخص القوي في هذا المجال ماهر في الموهبة البصرية والرسومات، في كثير من الأحيان يتميز بتجميع البازل، ولديه فهم للفن والتصوير الفوتوغرافي، مثل الرسم ويفضل الهندسة على الجبر، ولديه قدرة على تذكر الأماكن والاتجاهات .
الذكاء الجسمي
الشخص القوي في هذا المجال هو الذي يجيد الحركات الرياضية ويتحدث كثيرا بأيديه، ويحب بناء الأشياء، ويتقن العديد من الألعاب الرياضية المختلفة .
الذكاء الموسيقي
الشخص القوي في هذا المجال هو من يتمتع بمهارات جيدة في الموسيقى والإيقاع، ويستطيع في كثير من الأحيان قراءة الموسيقى وتذكر الأغاني القديمة وأنماط الأشعار، كما يستطيع بطبيعة الحال معرفة كيفية عزف النغمات على آلة موسيقية .
الذكاء الشخصي
الشخص الذي يمتلك القوة في هذا المجال هو من يتعامل بشكل جيد مع الناس، حيث يكون مستمعًا جيدًا ويستطيع قراءة لغة الجسد، ويمكنه التعرف على الأشخاص الغير صادقين والاهتمام بالأشخاص ومشاكلهم. وعادةً ما يندرج تحت هذا النوع من الأشخاص المربون والمستشارون ومندوبو المبيعات والزعماء الدينيون والسياسيون .
الذكاء العاطفي
الشخص القوي في هذا المجال هو من يتمتع بقدرة جيدة على تحليل الأشياء، كما يفكر كثيرا ويدرك بشدة نقاط قوته وضعفه، ولديه فيلسوفيته ونظرته الخاصة به، ويفكر بعمق في الحياة .
الذكاء المهتم بالطبيعة
يتميز الشخص القوي في هذا المجال بفهمه الجيد للطبيعة، ولديهم شغف بالبرية ودراسة الطبيعة،ويستمتعون بتصنيف الأشياء ودراسة أجزاء النباتات .