مميزات وسلبيات نموذج تايلر

تهدف صناعة وتطوير المناهج التعليمية بناء المقررات الدراسية أو الفصول الدراسية الخاصة بالمواد، وعندما يصمم المعلم منهجه، يحدد الأنشطة التي سيقوم بها والوقت المناسب لكل منها، كما يحدد أهداف كل حصة، ويشتمل المنهج على المعارف والمهارات التي يحتاجها الطلاب لتحقيق التقدم إلى المستوى التالي، ومن خلال تصميم المناهج التعليمية بشكل مناسب، يضمن المعلمون تلبية جميع متطلبات المنهج الدراسي، ويوجد ثلاثة أنواع رئيسية لتصميم المناهج وهي

• التصميم المتمحور حول الموضوع

يبدو أن التصميم يتركز حول مادة معينة مثل الرياضيات، الأدب، علم الأحياء. وهذا النوع من التصميم يركز بشكل كامل على المادة نفسها دون التركيز على الطلاب. وهو منتشر جدا في المناهج الموحدة ويمكن العثور عليه بشكل شائع في المدارس العامة. يعمل المعلم في هذا النوع على تحديد قوائم للمواضيع وتجميع أمثلة محددة وطرق دراستها. وفي التعليم العالي، يتم استخدام هذه المنهجية بشكل رئيسي في الفصول الجامعية والكليات الكبيرة، حيث يركز المعلمون على مواضيع أو تخصصات محددة.

وفي تصميم المناهج الذي يدور حول الموضوع يكون النموذج غير مُهتم كثيرًا بأساليب وأشكال التعلم الفردية عند المقارنة بغيرها من أشكال تصميم المناهج الدراسية، ومن الممكن أن يترتب على ذلك ظهور مشاكل مُتعددة في مشاركة المتعلمين وتحفيزهم، وقد ينتج عنه عدم إستجاية الطلاب لذلك النموذج المُختلف.

• التركيز على المتعلم

يدور هذا التصميم حول ما يحتاجه الطلاب وما يهتمون به وكذلك الأهداف الخاصة بهم، وهي تؤكد على أن المتعلمين غير موحدين ولكنهم أفرادًا مُختلفين، وعلى ذلك فلا يجب في كافة الحالات أن يخضع جميعهم لمنهج واحد فقط، ويهدف ذلك المنهج إلى تعليم الطلاب كيفية تكوين تعليمهم عن طريق الخيارات المُتاحة لديهم.

• التصميم المتمحور حول المشكلة

إن ذلك التصميم يُدرب المتعلمين طريقة النظر إلى المشكلات وصياغة حلها، وهو يُعد صورةً أصيلة من صور التعلم نظرًا لكون المتعلمين يواجهون قضايا واقعية، وذلك التصميم يساعدهم في إمكانية تطوير مهاراتهم التي من الممكن أن تُنقل إلى العالم الواقعي، لقد تم التأكيد على أنها تزيد من أهمية المناهج الدراسية وتُشجع الطلاب على أن يبدعوا ويبتكروا وأن يتعاونوا داخل الحجرة الدراسية.

نموذج تايلور للتقويم

يستند نموذج تايلر على تقييم المناهج المعتمدة في أنظمة التعليم الحديثة في مدارس وجامعات ومؤسسات أكاديمية مختلفة. يركز على مبادئ المناهج والتعليمات التي حددها رالف تايلر في عمله المعروف. استغرق تطوير هذا النموذج ثماني سنوات (1941-1993)، وهو جزء من برامج وطنية تشمل 30 مدرسة ثانوية و300 كلية وجامعة. يهدف النموذج إلى معالجة ضعف المناهج الدراسية في المدارس الثانوية وتحسينها. يقول تايلر: كانت أهداف النموذج بسيطة قدر الإمكان، ولكنها تضمنت مبادرة عميقة كانت على وشك إعادة تعريف منهجية نظام التعليم الحديث.

خطوات نموذج تايلر

يتضمن نموذج تقييم المناهج الذي وضعه تايلر إطار عملي مفاهيمي يحدد ببراعة المنهجية التي تقوم بتقييم تقدم الطلاب وتوافقها مع المبادئ والأهداف التي تم تحديدها. ويتألف النموذج من أربع خطوات

1. تحديد الأغراض أو الأهداف.
2. اختيار الخبرات التربوية المرتبطة بالغرض.
3. تنظيم خبرات التعلم.
4. تقويم أداء الطلاب.

ومن الجدير بالذكر أن كافة المواضيع لها أهمية موضوعة في أي منهج مُحدد ومعترف به، إذ أن كل المواد تحتوي على أهداف ومبادئ طبيعية تعتمد على مدى أهميتها للمناهج الدراسية المطلوبة، ولكن الشئ الهام هو تقديمها في ضوء الفلسفة الخاصة بالمؤسسة القائمة بالتعليم، إذ أن الأهداف لا بد وأن تتسق مع مبادئ المؤسسة.

على سبيل المثال، في الخطوة الأولى، ستقوم المدرسة التي تعمل على تطوير منهج للغة الإنجليزية بتوقع أن التلاميذ يتمتعون بمهارة عالية في اللغة في جميع أشكالها، وهذا يجعلها واحدة من الأهداف التي يجب تحقيقها بالطبع في المناهج الدراسية، لكي تحقق نجاحا جيدا. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج توضيح مفهوم تحقيق هدف ناجح إلى التركيز الكامل عليه، حيث أن إهمال العناصر المترابطة يمكن أن يؤدي إلى فشل تحقيق الأهداف بشكل كامل.

والخطوة الثانية سوف تتعلق بتحقيق الهدف المرجو، ولهذا سوف يُكلف الطلاب بكتابة موضوعات باللغة الإنجليزية، وعندما يطلب المعلمون كتابة مقالات باللغة الإنجليزية من الطلاب فمن الممكن القيام أولًا بكتابة مقال كمثال، إذ أن تقنية تقديم هدف معين تُعرف بأنها تجربة تعليمية والتجربة تنسجم مع هدف الكتابة.

أما الخطوة الثالثة من نموذج تايلر فهي تتمثل في تنظيم التجربة تبعًا للعوامل التي تُقابل الأهداف، ويتطلب من المعلم القيام بتحديد العوامل وتنفيذها بناءً على هذا، ولكن هل ينبغى على المعلم أن يظهر في البداية أم يجب على الطلاب أن يتعلموا الكتابة فورًا؟ الإجابة هي أنه من الممكن أن تكون هناك عدة وسائل وطرق في التنفيذ فيمكن القيام بالحالتين.

وآخر خطوة من نموذج تايلر هي القيام بتقييم الهدف ثانيةً، ويوجد طرق متنوعة من أجل تقييم مقدرة الطلاب على كتابة مقال باللغة الإنجليزية، وفي حال كان الطلاب قادرين على كتابة المقالات دون الحاجة إلى أن يُساعدهم أحد، فإن الهدف قد تحقق، والهدف الرئيسي من نموذج تايلر هو القيام بتحديد مدى تقدم الطلاب، ومن الممكن أن يُقسم النموذج إلى ثلاث نقاط فرعية وهي:

1.  تحديد الأهداف التعليمية.
2.  تجميع بيانات الأداء.
3. المقارنة بين بيانات الأداء والأهداف أو المعايير التي تم تحديدها.

مميزات نموذج تايلر

يعتمد نموذج تايلر على عدة إيجابيات تجعله مقبولاً، وتشمل هذه الميزات:

• يمكن أن يجعل وجود نموذج صارم يلتزم به المعلمون دروس التخطيط أقل إرهاقًا ولا تحتاج إلى وقت طويل منهم.
• يدل الجدول الزمني الصارم أيضًا على أن الطلاب سيكون لديهم فرصة أفضل لاستكمال مناهجهم بشكل كامل وشامل.
• يعد نموذج تايلر من النماذج الأسهل للمعلمين، حيث يوفر نظرة دقيقة على تصميم المنهج وتحديد الأهداف والعمل على تنفيذها وتحقيقها 

سلبيات نموذج تايلر

يحتوي نموذج تايلر على عدة عيوب خاصة به، التي يمكن للمعلمين التركيز عليها ومعالجتها، ومن تلك العيوب:

• يتم التركيز على إتمام ما يجب تدريسه من قبل المعلم، دون التركيز على الطريقة التي تجعل الطلاب قادرين على الاحتفاظ بالمعلومات.
• لا يوجد فيه إمكانية للتلاميذ لطرح الكثير من الأسئلة أو مناقشة أفكارهم الخاصة، حيث يفترض أن يجلسوا ويستمعوا ويحفظوا المعلومات من خلال المحاضرات والواجبات.
• لدى الطلاب أساليب مختلفة للتعلم، وهذه الطريقة لا تكون فعالة مع الجميع.
• يحدّ من قدرة الطلاب على التعلّم ويقيّد نطاق التعليم بمناهج محدّدة.
• النموذج يفتقر إلى التبرير المناسب للتقدم في جميع الاتجاهات، ولا يتضمن أي وسائل تنظيمية.
• لا تشمل صور التعلم التي لا يمكن قياسها أو التي ليس لها ثبوت في الحصول على نتائج محددة.
• لا يهتم النموذج بالعوامل المتغيرة باستمرار في أنظمة التعليم