مما يتكون الهباء الجوي
يتساءل الكثير من الأشخاص المهتمين بالغلاف الجوي عن تكوين الهباء الجوي، حيث يظهر الهواء الذي نتنفسه بشكل نقي، ولكنه في الواقع يتألف من ملايين الجسيمات الصلبة والقطرات السائلة. يعرف المادة التي يتألف منها الهواء بالهباء الجوي، ويمكن العثور على هذه الطبقة في الهواء فوق الصحارى والمحيطات والجبال والجليد والغابات وجميع عناصر النظام البيئي.
مما يتكون الهباء الجوي
لفهم تكوين الهباء الجوي، يجب دراسته بعناية، إذ يتألف الهباء الجوي من العديد من الجسيمات الصلبة والسائلة التي تطفو في الغلاف الجوي للأرض، وتمتد من طبقة الستراتوسفير إلى السطح. تتراوح حجم هذه الجسيمات بين بضعة نانوميترات، حيث يكون حجمها أصغر من حجم الفيروسات.
وعلى الرغم من صغر حجمها، إلا أنها تؤثر بشكل كبير على المناخ وصحة الإنسان، وهذا يعتبر تعريف الغلاف الجوي الذي يتكون من مجموعة من الجزيئات.
تتواجد جزيئات الهباء الجوي في جميع أرجاء الغلاف الجوي، وتسبب ظاهرة الضباب في السماء، وتظهر بشكل كبير فوق الجبال والصحاري والمحيطات.
جسيمات الهباء الجوي
تختلف جسيمات الهباء الجوي في الحجم والشكل والتركيب الكيميائي، وهذا ما يصفه المتخصصون والعلماء لمعرفة مكونات الهباء الجوي، حيث يشير علماء السموم إلى أن الهباء الجوي يمكن أن يكون عبارة عن مادة صغيرة جدًا أو خشنة أو دقيقة.
أكد خبراء الأرصاد الجوية أن هذه الجسيمات الصلبة الدقيقة تسمى الجسيمات النانوية بسبب شكلها الهندسي، ويختلف المصطلح المستخدم في وسائل الإعلام لوصف مواد الهباء الجوي.
تستخدم ألفاظ أخرى للإشارة إلى الهباء الجوي مثل الرماد والدخان والسخام، ولكن جميع هذه المصطلحات تشير إلى مادة واحدة وهي الهباء الجوي الذي يتكون من غلاف الأرض.
حجم جسيمات الهباء الجوي
تتناثر الجسيمات الموجودة في الهباء الجوي، والمعروفة باسم الأيروسول، عندما يتعرض لها شعاع الشمس، وتبدأ حجمها من 0.1 ميكرومتر وتقل تدريجيا في الفضاء.
مع زيادة حجم الجزيئات، تزداد نسبة الضوء المشتت في الاتجاه الأمامي، وبالتالي، الجسيمات الكبيرة لا تشكل نسبة كبيرة ولا تساعد في تبريد طبقة التروبوسفير، حيث تنتشر بشكل عشوائي في الفضاء مع الضوء.
هناك جسيمات صغيرة أخرى مثل جزيئات الكربون التي تساعد على تكثيف بخار الماء، بالإضافة إلى جسيمات الكبريتات والنترات المختلفة التي يتم تشكيلها وتكاثفها بسبب السحب. يمكن دراسة هذه الجسيمات عند معرفة مصدر الهواء الجوي الملوث.
أنواع الهباء الجوي
يوجد أكثر من نوع من الهباء الجوي في غلاف الأرض، وتختلف هذه الأنواع في الشكل والحجم والتركيب الكيميائي، ولمعرفة مكونات الهباء الجوي يجب أن تكون على دراية بالأتي
الكربون الأسود
يقوم الكربون الأسود بامتصاص الإشعاع الشمسي القادم وتحويله إلى حرارة، مما يساهم في تسخين طبقة التروبوسفير التي تحيط بغلاف الأرض، ويمكن أن تترسب هذه الجسيمات على الجليد والثلج في المناطق الباردة، أو تظل في الفضاء.
تؤدي خصائص بعض الغازات والجزيئات الجوية إلى امتصاص جميع الأشعة الواردة من الشمس وإعادة إشعاعها مرة أخرى بشكل حراري، وهذا يساهم في ذوبان طبقة الجليد ويؤثر على طبقة التروبوسفير ويرفع درجة حرارتها، ومن هذا النوع من الهباء الجوي يتكون أنواع أخرى تؤثر على المناخ بشكل عام.
الغبار المعدني
تعتبر جسيمات الغبار المعدني من أنواع جسيمات الهواء الدقيقة، وتقوم هذه الجسيمات بامتصاص الإشعاع الشمسي الوارد من الشمس أو تشتيته بشكل عشوائي، وتلعب هذه الجسيمات دوراً متعدداً، حيث يكون التشتت هو الدور الأساسي لجسيمات الغبار المعدني.
يؤثر الغبار الذي ينفجر فوق المسطحات المائية والبحار والمحيطات على طبقة التروبوسفير بتأثير قوي في التبريد، حيث تتشتت الأشعة بشكل سطحي على المحيط.
ملح البحر
تأثير هذه الجسيمات يكمن في تبريد مادة CNN، حيث يتم إدخال هذه الجسيمات إلى الطبقة الجوية المحيطة بالأرض عن طريق التحكم في فقاعات الهواء وتفتيتها إلى جزيئات صغيرة تشبه رذاذ البحر، وتؤدي إلى تآكل جزيئات الملح المترسبة بفعل الرياح. ويؤثر هذا أيضا على طبقة التروبوسفير بشكل كبير، ويتضح ذلك من فهم تكوين الهباء الجوي.
الهباء العضوي
تتكون جسيمات الهباء العضوي من مزيج متنوع من المركبات الكيميائية التي تنتج من حرق الوقود الحيوي أو الأحفوري، بالإضافة إلى الانبعاثات الناتجة عن النظام الحيوي والبيئي.
تتكون جسيمات الهباء العضوي عادةً في شكل جزيئات صغيرة تتراكم في الغلاف الجوي وتساهم في ظاهرة الضباب، والتي تتكون من تكثيف الغازات وتكون عادةً منخفضة التطاير أو شبه متطايرة.
على الرغم من أن جسيمات الهواء الدقيقة تعتبر جسيمات ضعيفة، إلا أنها تؤثر بشكل كبير على طبقة الأوزون، وهي تعتبر إحدى الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري.
الهباء البركاني
يتكون الهباء الجوي من جزيئات مختلفة نتيجة الامتصاص والتشتت للأشعة التي تنزل بسرعة، وتحتوي هذه الجسيمات بشكل كبير على الكبريتات، وتنتشر بسرعة وتؤثر على طبقة التروبوسفير بتأثير بارد، مما يؤدي إلى تشكل البراكين الناتجة عن تكاثف السحب.
التكثيف السحابي
تنشأ هذه الجسيمات على شكل نقاط تتكثف نتيجة بخار الماء وهذا يؤدي إلى كثافة كمية كبيرة من الماء تشكل قطرات كبيرة وقطرات صغيرة، هذه القطرات تؤثر على طبقة التروبوسفير بالتبريد.
مصادر الهباء الجوي
يمكن أن يتكون الهباء الجوي من الطبيعة، ولكن يمكن أن ينشأ من النظام البيئي والنشاط البشري، حيث توجد مصادر مختلفة تزيد نسبة الهباء الجوي في غلاف الأرض، وبعد التعرف على مكونات الهباء الجوي يجب معرفة مصادرها، وهي:
المدن
يمكن أن تؤثر الأحياء الحضرية الكثيفة على زيادة حجم الهباء الجوي على سطح الأرض، حيث يزيد الضباب والدخان الناتج عن سكان المدن من حجم جزيئات الأيروسول، ويعتبر هذا النشاط البشري من العوامل التي تؤثر على طبقة التروبوسفير.
حرائق الغابات
تعتبر حرائق الغابات هي أهم مصادر الهباء الجوي، وذلك عن طريق انبعاث بعض الغازات التي تؤثر في الغلاف الجوي، مما يؤثر على طبقة الأوزون، هذه الحرائق تشكل جسيمات ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكربون وتجعله يرتفع بشده لذلك يجب تجنب هذا المصدر بعد معرفة أثاره السلبية ومعرفة مما يتكون الهباء الجوي.
المحيطات
تعتبر المحيطات مصدرًا آخر لارتفاع جسيمات الهباء الجوي نتيجة رذاذ ملح البحر الذي يرتفع إلى السماء، ويتجمع حتى يصبح كتلة كبيرة من السحب، ويظهر بشكل واضح فوق المحيطات.
العواصف الرملية
– تعتبر العواصف الرملية مصدرًا لزيادة نسبة الهواء الملوث لأنها تنتج عن الأشعة الشمسية وتحتوي على الغبار من الصحراء والرمال، حيث يتجمع الغبار في السماء ويشكل سحبًا محملة بالغبار
تأثير الهباء الجوي
يؤثر الهباء الجوي بشكل كبير على المناخ من خلال انعكاس الضوء من الأرض على مستوى العالم، وزيادة نسبة الاحتباس الحراري وانبعاث الغازات الدفيئة التي تؤثر على طبقة الأوزون، لذلك يجب معرفة مكونات الهباء الجوي لتجنب آثاره الضارة.
تتكون الغيوم والسحب والضباب جميعها من الهباء الجوي، وتساهم هذه الظواهر في ذوبان الجليد في المناطق الثلجية بسبب احتباس الغازات وارتفاع درجة الحرارة.
بعد معرفة إجابة السؤال المتكرر حول مكونات الهباء الجوي، يجب الحفاظ على المناخ وعدم زيادة العوامل التي تؤثر على الجسيمات الموجودة في الهباء الجوي وتزيد من حجمها، لأن ذلك يؤثر سلبا على غلاف الأرض