ملف شامل عن جرثومة المعدة

جرثومة المعدة، أو ما يطلق عليها ملوية بوابية، اسمها اللاتيني Helicobacter pylori، هي نوع من البكتيريا العصوية التي تستقر في المعدة والإثني عشر، وتسبب التهابا في المخاطية، وقد تتطور إلى قرحة هضمية في المعدة والإثني عشر، وفي مراحل متقدمة قد تؤدي إلى سرطان المعدة. ومع ذلك، فإن 80% من المصابين بهذه الجرثومة لا يعانون من أي أعراض، وتكون الجرثومة حلزونية الشكل وتتواجد في سائل المعدة الحمضي، وقد تزيد من حموضة المعدة وتسبب ألما شديدا. وتعد الأمراض التي تسببها جرثومة المعدة من أكثر الأمراض انتشارا بين البشر، وتختلف حسب العمر والبيئة التي يعيش فيها الفرد. وتعد جرثومة المعدة من أكثر الأمراض سهولة في الانتقال إلى الإنسان، حيث يمكن نقلها من شخص مريض إلى شخص آخر سليم عن طريق استخدام أدواته الشخصية، أو عن طريق الاتصال الجنسي مع المريض .

اكتشاف المرض و نسبه انتشاره : هنالك نحو 50% من سكان الأرض مصابون بجرثومة المعدة وتنتشر بنسبة أكبر في الدول النامية ويرجح بعض العلماء أن طريقة العدوى غير معلومة، وبينما يرجح البعض الآخر الطرق السابقة للعدوى مثل استخدام أدوات المريض أو الاتصال به أو تناول الأطعمة الملوثة..!! يعزى اكتشاف الجرثومة إلى عام 1982 على يد كلا من الأستراليين وورن ومارشال (روبن وارن وباري مارشال)، حيث قدموا ورقة بحثية أكدوا فيها أن التهابات المعدة والقرح ليست بسبب الأطعمة والبهار الحار فقط، بل توجد علاقة بين جرثومة المعدة والقرح الهضمية. وقاموا بإثبات صحة الفرضية بتجربة العالم مارشال الذي قام بتناول مجموعة من البكتيريا العصوية وشربها، وفي غضون أسابيع أصيب بالتهاب المعدة، وكانت رائحة الفم أحد أعراضه الأولى، ولكنه بعد ذلك تناول المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا. وبعد ذلك، حصل العالمان وورن ومارشال على جائزة نوبل في الطب والفيزياء لاكتشافهم جرثومة المعدة المسببة للقرح الهضمية والتهابات المعدة .

الأعراض المصاحبة لجرثومة المعدة : عندما تخترق هذه البكتيريا جدران المعدة، فإنها تفرز سائلا حمضيا يختلف في شدته وسميته من شخص لآخر، مما يؤدي إلى التهابات حادة في جدار المعدة وقد يزيد من احتمالية حدوث الأورام السرطانية. تفرز البكتيريا سمومها في غشاء المعدة، الأمر الذي يؤثر على خلايا المعدة بشكل سلبي ويؤدي إلى فقدان الشهية والألام وعدم القدرة على تناول الطعام ومضغه بشكل صحيح. ترافق هذه الأعراض العديدة التي تتضمن

أولًا : تعد الآلام الحادة في منطقة المعدة العليا من أكثر الأعراض شيوعًا وتكون مصاحبة لجرثومة المعدة بشكل دائم .

ثانيًا : يحدث الحرقان الشديد والمميت في منطقة الحنجرة أو المريء بسبب ارتفاع نسبة الحموضة عند المريض .

ثالثًا : يحدث ارتجاع للطعام من المعدة إلى المريء مما يصاحبه آلام شديدة وحرقة .

رابعًا : حدوث ما يعرف بالتجشؤ هو عرض مهم من أعراض جرثومة المعدة .

خامسًا : الشعور بالغثيان والتقيؤ والإسهال ووجود انتفاخات البطن والغازات .

سادسًا : قد تتضاعف الأعراض وتسبب انسداد أحد صمامات القلب .

سابعًا : تعمل على خفض مستوى الحديد في الدم مما يسبب فقر الدم .

كيفية تشخيص جرثومة المعدة : يتم تشخيص الإصابة بالجرثومة بثلاث فحوصات في هذا المجال، والفحص الأول يتم عن طريق فحص الأجسام المضادة في الدم، والفحص الثاني يتم عن طريق فحص البراز للبحث المباشر عن الجرثومة، والفحص الثالث هو فحص النفس الذي يعرف باسم بوابة التنفسية .

كيفية العلاج و الوقاية من جرثومة المعدة : بعد اكتشاف الجرثومة، يجب أولا التخلص من البكتيريا لتسهيل شفاء القرحة في المعدة، خاصة إذا تعرض المريض لالتهابات المسار الهضمي. يتم البدء بالعلاج الثلاثي لمدة أسبوع والذي يشمل عدة أدوية يتم تحديدها من قبل الطبيب. إذا فشلت الجرعة الأولى، يتم تكرار استخدام المضادات الحيوية ومن ثم الانتقال إلى العلاج الرباعي. للوقاية من هذه الجرثومة، يتوفر لقاح فعال يؤخذ قبل السفر، ويمكن تناول بعض الأطعمة مثل الشاي الأخضر والزنجبيل والقرنبيط والثوم ..

الأطعمة الممنوعة على المصابين بجرثومة المعدة :

يجب استبدال الحبوب المكررة مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض والمعكرونة والحبوب غير الغنية بالألياف الغذائية بدقيق الشوفان والشعير والأرز البني وخبز القمح الكامل .

يتسبب الكافيين في تفاقم الألم لأنه مادة منشطة تحفز إفراز الحمض في الجهاز الهضمي .

تتضمن الأطعمة التي تحتوي على التوابل، مثل الفلفل الحار والكاري الحار والأطباق المكسيكية والهندية والأطعمة ذات التوابل العالية .

يمكن استبدال الأطعمة الحمضية، بما في ذلك الليمون والبرتقال والعصائر الحمضية والطماطم ومنتجات المخلل والخل، بالأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، مثل المانجو والبابايا والموز والفول والكوسا والقرنبيط واللفت .