اسلامياتقصص اسلامية

ملخص قصة النبي عيسى

أنزل الله تعالى الأنبياء والرسل إلى البشر ليدعوهم للابتعاد عن العبادات الأخرى والتوجه لعبادته العز والجل. وقد اختص الله تعالى نبيا لكل قوم، حتى يكون منهم ويعرف أسلوب حياتهم وعاداتهم، ويكون قريبا منهم وقادرا على التعامل معهم. ومنحهم معجزات ودلائل ليؤمن الناس بنبوتهم. وعند دراسة قصص الأنبياء، نجد قصة عظيمة عن سيدنا عيسى عليه السلام، حيث ورد في القرآن الكريم تفصيلا عن مولده ودعوته ومعجزاته، وتم ذكر الشبهات التي أثيرت حوله من قبل أعداءه، والتي صبر عليها وعانى من آلامها بسبب قومه.

جدول المحتويات

قصة سيدنا عيسى مختصرة جدا

تذكر قصة سيدنا عيسى عليه السلام في سورة مريم، حيث تعد ولادته من بين عجائب البشرية التي لم نشهد مثلها من قبل في التاريخ، إذ لم يحدث من قبل ولادة بشرية بدون والد أو تزاوج بين ذكر وأنثى، وباختصار، تتمحور قصة سيدنا عيسى عليه السلام حول هذه الولادة العجيبة

بعد أن تلقت مريم بشرى من جبريل عليه السلام بأنها ستصبح العذراء التي سوف تنجب عيسى عليه السلام نبيا لله، تركت تلك المكان وغادرت. في ذلك الوقت، أدركت مريم المسؤولية العظيمة التي حملتها على عاتقها، وقد أيسر الله تعالى عليها تلك المسؤولية وجعل حملها سهلا. وعندما اقترب موعد ولادتها، أذن الله تعالى لها بأن تلد مولودها. فقال الله تعالى في الآية الكريمة: `فحملته فانتبذت به مكانا قصيا، فأتاها المخاض إلى جذع النخلة، قالت: يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا` [مريم:2223]. قالت ذلك من شدة المفاجأة والضيق التي كانت تشعر بهما، ولم يكن ذلك بسبب عدم الثقة برحمة الله تعالى، بل كان مجرد ألم وتعب يشعر به أيضا أي إنسان في لحظات الشدة. وبالفعل، عندما نطق مولودها عيسى عليه السلام، اطمأنت قلوبهما، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: `فناداها من تحتها: ألا تحزني، قد جعل ربك تحتك سريا، وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا، فكلي واشربي وقري عينا. فإما ترين من البشر أحدا، فقولي: إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا` [مريم:2426].

ذهبت مريم عليها السلام إلى قومها وهي تحمل ابنها على يديها، وكانت مفاجأة لهم من العابدين المتقين الذين تمت تربيتها على يد نبي الله زكريا عليه السلام. رفضوا أعمالها وقالوا إنها ابنة صالحين مؤمنين، ولم يكن البغاء في ذهنهم. وعندما رأوا حالتها، وصفوها بأنها تمارس البغاء. في حين أنها أطاعت أمر ربها وظلت صامتة، أتاح الله لعيسى عليه السلام أن يتكلم، فأشارت إليه وظلت صامتة. ثم أعاد الله تعالى أن يتكلم بنبيه، ليدافع عن أمه. وذكر الله في الآية الكريمة: `إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا، وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا، وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا` [مريم: 30-32].

معجزات سيدنا عيسى

قدم الله تعالى العديد من المعجزات عن طريق عيسى عليه السلام. أحد هذه المعجزات كان عندما تكلم عليه السلام وهو في المهد. وكذلك، كان يخلق صورة طائر من الطين، وعند نفخه فيه يصبح طائرا حيا يطير. وكان يشفي الأعمى والأبرص بإذن الله تعالى، وكانت له القدرة على إحياء الموتى إذا أذن الله له. كما كان يخبرهم بما يخبئون في منازلهم وما يأكلون. ومن المعجزات التي يجب الحديث عنها أيضا قصة مائدة عيسى عليه السلام

كانت فئة قليلة هي التي آمنت بدعوة النبي عيسى عليه السلام، فناصرته وصدقته، حيث ذكرهم الله تعالى فقال: “فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ”[آل عمران:52]، ولقبهم الله تعالى باسم الحواريين، وذلك لأنهم تخلصوا من الخداع والغش والنفاق، فاصبحوا مثل الشئ الأبيض الذي لا يوجد به شائبة، فآمنوا بالدعوة دون الخوف من أحد، وقاموا بنصرة دين الله تعالى، فكانوا يعلمون علم اليقين عن دين الله، وكذلك خضعوا للأوامر التي أنزلها على أنبيائه، في حين أن الذين كفروا من بني إسرائيل اتفقوا على قتل عيسي عليه السلام، فقال الله تعالى فيهم في آيته الكريمة: “وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ”[آل عمران:54]، ولكن منع الله تعالى عنه شرهم، وسأل الحواريون عيسى عليه السلام إنزال مائدة من السماء، وذُكر عن عائشة رضي الله عنها أنهم كانوا يعلمون بمقدرة الله تعالى على إنزال تلك المائدة، فسألهم عيسى عليه السلام بأن يخشوا من الله تعالى، وأن يبتعدوا عن الأمور التي تسبب الفتنة، ولكنهم أوضحوا له أن مقصدهم هو اكتساب البركة، ولحاجتهم إلى الطعام بعدما أضاق بني إسرائيل عليهم، وليشهدوا على معجزات نبي الله عيسى عليه السلام، فدعا عيسى ربه بأن ينزل عليهم رزق من السماء، وأن يجعل ذلك اليوم للتقرب من الله وحمده على الرزق، وبالفعل أنزل المائدة عليهم، وتوعد بالعذاب الشديد لمن يكفر بعدها.

معلومات عن عيسى عليه السلام

أوضح القرآن الكريم العديد من الأمور المتعلقة بالنبي عيسى عليه السلام، بما في ذلك نبوته ودعوته ومعجزاته، وفيما يلي بعض المعلومات عنه:

  • تم توثيق صحة النبي عيسى عليه السلام من قبل الله بواسطة بعض المعجزات التي تؤكد صدقه، حيث أرسل إلى قوم معروفة بمهارتهم في الطب، فأتم الله تعالى ما يشابه ذلك بيده، ولكن الاختلاف كان في الأسلوب، حتى يصبح من المستحيل على أي شخص تقليدها، ومن تلك المعجزات كان خلق صورة طائر من الطين، ثم نفخ الروح فيها فأصبحت طائرا بأمر الله، وكذلك القدرة على تحويل الطفل الأعمى إلى بصير، وأيضا إحياء الموتى بإذن الله، ومعرفة محتويات البيوت من الطعام، وحينما أراد الله حمايته من قتل بني إسرائيل له، جعله يتشابه مع رجل آخر، فقام عيسى برفع الرجل إلى السماء. ومن بين المعجزات الأخرى، إنزال المائدة التي سأل عنها الحواريون من السماء.
  • تم تسمية عيسى عليه السلام بألقاب مختلفة، وأحد هذه الألقاب المذكورة في كتاب الله الحكيم هو عيسى ابن مريم عليهما السلام، رسول الله، المسيح، روح الله، كلمة الله، وعبد الله، وذلك ذكره في الآية الكريمة حيث قال تعالى: `يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ۚ إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلىٰ مريم وروح منه` [النساء:171].
  • في نهاية الزمان، سيعود عيسى عليه السلام لفترة محدودة، وهذا يعتبر إشارة لقرب يوم القيامة. ورغم ذلك، محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي الله الأخير وخاتم الأنبياء، ورسالته هي الختام للرسالات السماوية. وتم ذكر العديد من الأدلة على عودة عيسى في القرآن الكريم والسنة النبوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى