مقتطفات من شعر عمر بن ابي ربيعة
لقد أبدع الشعراء العرب في تنظيم أشعارهم التي تحدثت في شتى الموضوعات الإنسانية ؛ حيث خلّدتهم أشعارهم في التاريخ ، وقد كان عمر بن عبدالله بن أبي ربيعة شاعرًا عربيًا قرشيًا ، وقد وُلد عام 23 من الهجرة ، وأثرت عليه نشأته مع أمه التي أتاحت له فرصة الاختلاط بالنساء والجواري ، ولذلك اشتهر بأنه شاعرًا يهوى المجون والنساء حتى أنه حصل على لقب العاشق ، ولقد أصبح من أشهر شعراء الغزل في العصر الأموي.
خصائص شعر عمر بن أبي ربيعة
من بين الخصائص والسمات الرئيسية الموجودة في قصائد عمر بن أبي ربيعة تأتي ما يلي:
كانت موضوعات شعر بن أبي ربيعة متنوعة بين الغزل الصريح الذي استخدمه لوصف حبّه الشديد للنساء، والغزل العفيف الذي يتضمّن المشاعر الرقيقة
قام بن أبي ربيعة بتخصيص معظم أشعاره في الغزل بجمال النساء، إذ أن كل أشعاره في ديوانه تتحدث عن الغزل بالنساء، وكان دائمًا يأتي في دور المعشوق وليس العاشق، لكي يوضح مدى حب النساء له من خلال أشعاره
نجح بن أبي ربيعة في استخدام عدة خصائص فنية في شعره، مثل الأسلوب القصصي والحوار والترقيق في أوزان القصيدة
تتميز أشعار بن أبي ربيعة بوصف دقيق وجيد للنفسية والمشاعر النسائية، وكل ما يتعلق بالاهتمامات النسائية، من حب الجمال والرجال
تميزت أشعار بن أبي ربيعة بالسلاسة والعذوبة، حيث استخدم معاني سهلة وواضحة ولغة رشيقة وخفيفة.
مقتطفات من شعر بن أبي ربيعة
فدتكِ النفس من شوق يطير
أَلا يا هِنْدُ قَدْ زَوَّدْتِ قَلْبي
جوى حزنٍ ، تضمنهُ الضميرُ
إذا ما غِبْتِ كَادَ إلَيْكِ قَلْبي
فدتكِ النفسُ ، من شوقٍ يطير
يَطُولُ اليَوْمُ فِيهِ لا أَرَاكُمْ
وَيَوْمي عِنْدَ رُؤيَتِكُمْ قَصيرُ
فبتُ قرير العين
فَبِتُّ قَريرَ العَينِ أُعطيتُ حاجَتي
أُقَبِّلُ فاها في الخَلاءِ فَأُكثِرُ
فَيا لَكَ مِن لَيلٍ تَقاصَرَ طولُهُ
وَما كانَ لَيلي قَبلَ ذَلِكَ يَقصُرُ
إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا
فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ قُلنَ لي
أَلَم تَتَّقِ الأَعداءَ وَاللَيلُ مُقمِرُ
وَقُلنَ أَهَذا دَأبُكَ الدَهرَ سادِراً
أَما تَستَحي أَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ
إِذا جِئت فَاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا
لِكَي يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ
تهيم إلى نعم فلا الشمل جامع
أَمِـن آل نُعْمٍ أنت غادٍ فَمُبْكِرُ
غداةَ غدٍ أم رائح فَمُهَجِّرُ
بحاجة نَفْسٍ لم تقل في جوابها
فتبلغ عذراً و المقالة تعذرُ
تهيم إلى نُعْمٍ فلا الشمل جامع
ولا يكون الحبل مربوطا ولا القلب قصيرا
ولا قُرْبُ نُعْمٍ إنْ دَنَت لك نافع
لا تُسعِدُنا البُعدُ ولا تصبرُنا القُربُ
وأرى جمالك فوق كل جميلة
وأرى جمالكِ فوقَ كلّ جميلةٍ
وجمالُ وجهكِ يخطفُ الأبصارا
إني رايتكِ غادة ً خمصانة ً
رَيَّا الرَّوادِفِ لَذَّة ً مِبْشارا
مَحْطوطَة َ المَتْنَيْنِ أُكْمِلَ خَلْقُها
مِثْلَ السَّبِيكَة ِ بِضَّة ً مِعْطارا
حنّ قلبي من بعد ما قد أنابا
حنّ قلبي من بعد ما قد أنابا
ودعا الهمَّ شجوهُ فأجابا
فاستثارَ المَنْسيَّ مِنْ لوعة ِالحُبِّ
وأبدى الهمومَ والأوصابا
ذَاك مِنْ مَنْزِلٍ لِسَلْمَى خَلاءٍ
لابِسٍ مِن عَفائِهِ جِلْبَابَا
أعقبتهُ ريحُ الدبورِ ، فما تنفكّ
منه أخرى تسوقُ سحابا
ظلتُ فيه ، والركبُ حولي وقوف
طَمَعاً أَنْ يَرُدَّ رَبْعٌ جَوَابا
ثانياً من زمام وجناءَ حرفٍ
عَاتِكٍ ، لَوْنُها يُخالُ خِضابا
تَرْجِعُ الصَّوْتَ بِالبُغَامِ إلى جَوْفٍ
تناغي به الشعابَ الرغابا
جدها الفالجُ الأشمُّ أبو البختِ
وَخَالاَتُهَا انْتُخِبْنَ عِرَابا
ثم قالوا تحبها
ثُمَّ قَالُوا: تُحِبُّها؟ قُلْتُ: بَهْراً
عَدَدَ النَّجْمِ وَالحَصَى والتُّرَابِ.