مفهوم الطاعة
الطاعة تمثل سلوكا إنسانيا، حيث يستجيب الفرد لتعليمات وأوامر صريحة محددة من سلطة أعلى منه. إنها تهدف إلى الخضوع لتلك التعليمات المحددة وتعتبر جزءا من السلوكيات الأخلاقية والبنية الاجتماعية. يمكن أن تتخذ أشكالا متعددة، بما في ذلك الطاعة الدينية لله والطاعة للوالدين والزوج وغيرها من الأشكال التي سنتعرف عليها في هذا المقال.
معنى الطاعة في التشريع
في التشريع، تعني الطاعة الامتثال للقيادة وأداء ما يطلب منك من السلطة، والامتناع عن ما هو غير مرغوب فيه ومحظور، وذلك وفقًا للأمر والقانون.
فالأمر يرتكز على طاعة العباد لربهم ونبيهم، ولله المثل الأعلى. وكذلك طاعة الضباط لرؤسائهم، وكذلك طاعة الطفل لوالديه، وطاعة المتدرب لمدربه، وطاعة الطالب لمعلمه. هذه الأمثلة توضح أن الطاعة واجبة لكل من يعرف مصلحتنا، وينصحنا، ويرغب في وضعنا على الطريق الصحيح، ويتمنى لنا الأفضل في كل شيء، حتى نصبح مواطنين صالحين لوطننا، قادرين على خدمته وتقدمه والدفاع عنه بشرف وإخلاص.
الطاعة المشروعة
الطاعة المشروعة هي جانب أساسي للتفاعل داخل المجتمع، وتتمثل في أن بعض الأشخاص لديهم سلطة وتأثير أكبر من الآخرين، حيث تتجلى القوة الاجتماعية في قدرة الفرد على خلق التوافق عندما يحاول الأشخاص المتأثرون مقاومة التغييرات.
ومن أمثلة الطاعة ، والسلطة المشروعة :
- يمتلك رئيس العمل سلطة على العمال، وكذلك يمتلك صاحب العمل سلطة على الرئيس.
- سلطة الآباء على الأبناء.
- سلطة الحاكم العادل على المحكومين.
فالسلطة ، والقوة تمثل لنا مدى التأثير الاجتماعي فمن لديهم القوة ، والسلطة هم الأفراد الأكثر تأثير ، وإقناع على الآخرين ، وفي النهاية فطاعة أولي الأمر واجبة ، وكذلك العلماء فاتباعهم يعود عليك بالخير ، والنفع ، والابتعاد عنهم يُضلك على الطريق الصحيح ، وطريق الخير ، والفلاح ، وكذلك طاعة الوالدين ، وبرهم من واجبات الأبناء ، وسبيل للحصول على رضا الله ، والسعادة في الدنيا ، والآخرة.
الطاعة في القرآن الكريم
تعد الطاعة أحد المفاهيم الأساسية التي تحمل أهمية كبيرة في كافة المجتمعات، وخاصة المجتمع الإسلامي، حيث أمر الله تعالى بالطاعة في القرآن الكريم عدة مرات مما يؤكد أهميتها وضرورتها
- في سورة النساء : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)”.
- وفي سورة المائدة : تذكروا نعمة الله عليكم والعهد الذي واثقكم به عندما قلتم سمعنا وأطعنا، واتقوا الله؛ إن الله عليم بما في الصدور.
- وفي سورة الأنفال : يسألونك عن الأنفال، فقل: الأنفال لله والرسول، فاتقوا الله وأصلحوا بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.
- وفي سورة محمد : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33)”.
- وأخيرًا في سورة التغابن : “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12)”.
هذه ليست كل الآيات التي يتم ذكرها بهذا اللفظ أو المصطلح المعنى الكامل له هو الطاعة الكاملة لأوامر الله ورسوله، وإنما هذا جزء منها.
مفهوم الطاعة الزوجية في الاسلام
في الإسلام، يعنى المفهوم الأساسي للطاعة بالالتزام بأوامر الله وحدوده، وتجنب المحرمات والنواهي التي يحرمها الله. ومن بين أوامر الله الشرعية هي طاعة الزوجة لزوجها، والتي فرضها الله على العباد، ويجب أن تنفذ بالشكل الصحيح.
فعندما تُطيع الزوجة زوجها فهي تعبد ربها حقًا ، وتنال رضاه ، ثم ترضي زوجها ابتغاء وجه الله ، ورضاه جل ، وعلا فطاعة الزوج نوع من الإيمان ، والعبادة التي تحصل منها الزوجة على رضا زوجها ، وزيادة الود ، والألفة بينهما بالإضافة إلى الثواب ، والأجر من الله تبارك ، وتعالى فمن الممكن أن تكن طاعة الزوجة لزوجها سببًا لدخولها الجنة.
ورد في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن `أفضل النساء هي التي تسرّك عندما تنظر إليها، وتطيعك عندما تأمرها، وتحفظ أسرارك في نفسها، ومالك` ورواه الطبراني وصححه الألباني.
وكما كانت طاعة الزوج هي من أسباب دخول المرأة الجنة فمن الممكن أن يكن عصيانها له سببًا في دخولها النار فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن قيل : أيكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ، ثم رأت منك شيئًا قالت : ما رأيت منك خيرًا قط” رواه البخاري.
فطاعة الزوج اعتبرها الله ضمن الفروض الإسلامية التي فرضها على عباده فطاعته من طاعة الله ، وهذا لعظمة حق الزوج ، وما يفعله من أجل زوجته ، وأولاده فعن عبد الرحمن بن عوف قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها ، وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ” رواه أحمد ، وصححه الألباني .
مفهوم الطاعة في المسيحية
تعني الطاعة في المسيحية حب الله واتباع وصاياه، وطاعة المسيح أيضًا. ومع ذلك، فإن طاعة الله تعتبر طاعة مطلقة، بينما لا يمكن لأحد أن يعتبر طاعة المسيح ضمن الطاعات المطلقة.
كما يوصي الدين المسيحي بطاعة الوالدين، فإن طاعتهما تعتبر من طاعة الرب، فالأبناء ملزمون بالوفاء بهذا الحق والواجب، ولديهم مقولة تؤكد ذلك وتقول: “إن طاعة الأطفال لوالديهم في الرب هي الحق.” وفيما يتعلق بطاعة الزوجة لزوجها، فهذا يعتبر مرضاة للرب. إن دينهم يأمرهم بتقديم أنفسهم لأزواجهم ليحظوا برضا الرب، ولذلك تتعامل الزوجة مع زوجها بالاحترام والتقدير، فهو شريك حياتها ويستحق العناية والاهتمام. وعلاوة على ذلك، فإن الكنيسة وتعاليمها والرؤساء محل طاعة، والخضوع للحكام في جميع الأمور ما لم تتعارض مع مبادئ الدين والعقيدة.
الطاعة هي عادة يومية أساسية في حياتهم، ويجب على الجميع الالتزام بها داخل وخارج المنزل، حيث تتطلب المجتمعات منا الخضوع للطلبات، والقوانين، وتنفيذ أوامر السلطات، وهذا يمنحنا حياة كريمة ومجتمعًا متقدمًا وراقيًا.
في الختام، يجب التأكيد على ضرورة استخدام مصطلح الطاعة وتطبيقه في حياتنا اليومية للحصول على رضا الله تعالى، والالتزام داخل مجتمعنا لنكون مواطنين شرفاء ونحتذي بنا الأصغر سنًا في تنفيذ الأوامر وطاعة الأولياء والسلطة.