مفهوم الإستعمار و أهدافه
الاستعمار هو وحش مدمر يزرع الخوف والفزع في نفوس أبناء العديد من الدول، ويحرمهم من الحياة الطبيعية ويسرق أحلامهم وطموحاتهم. وخلال السطور التالية من هذه المقالة، سوف نتعرف على مفهوم الاستعمار وأهدافه وآثاره، فتابع معنا يا عزيزي القارئ .
في البداية، ما هو مفهوم الاستعمار؟ يمكن تعريفه بكونه واحدا من الظواهر المدمرة التي عانت منها آلاف الدول، خاصة في القرون الماضية. تقوم دولة قوية، ولديها قدرات فائقة، بمحاولة فرض سيطرتها على دولة ضعيفة، التي لا تملك القدرة على الدفاع عن نفسها. الأسباب الحقيقية التي تدفع الدول القوية والغنية للاستعمار هي رغبتها في الاستيلاء على كل ما يملكه الضعيف من خيرات في شتى المجالات، مثل الخيرات الاقتصادية بما في ذلك الأراضي والموارد، والخيرات الاجتماعية وغير ذلك، ومحاولة فرض ثقافتها وعاداتها وتقاليدها على سكان هذه الدول، والاستفادة منهم لخدمة مصالحها. ولهذا، كان الاستعمار سببا في نشر الحزن والكآبة بين صفوف أبناء العديد من الدول التي عانت منه .
أقرأ : أثر الحروب في تدمير البيئة
ثانيا، ما هي أهداف الاستعمار؟ هناك مجموعة متنوعة من الأهداف التي تشمل الأهداف الاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية، ويمكن إيجاز هذه الأهداف في النقاط التالية
تتمثل رغبة الدول الاستعمارية في بسط نفوذها وزيادة قوتها بين الدول الأخرى .
يرشح تحقيق أقصى استفادة من الموارد التي تمتلكها الدول المستعمرة، مثل المواد الخام والثروة الحيوانية والنفط والغاز والموارد البشرية والمساحات الخضراء، وذلك لزيادة قوتها الاقتصادية وتلبية احتياجات مواطنيها .
يعتبر العمل على تدمير ثقافة وعادات وتقاليد دول معينة ومحاولة نشر ثقافتها من بين الأهداف التي تتبناها بعض الأطراف. ويؤكد ذلك أن الاستعمار، عندما يصل إلى دولة ما، يحاول نشر لغته وجعلها اللغة الأساسية، ويعمل على إعادة تشكيل فكر وثقافة أبناء هذه الدول بشكل يخدم مصالح الاحتلال والاستعمار .
كانت رغبة الدول الاستعمارية في حل مشاكلها الداخلية هي واحدة من الأسباب الرئيسية للاستعمار، حيث كان الهدف الأساسي من استعمار الدول الضعيفة هو تخفيض معدل الكثافة السكانية لديها وتوفير مأوى لمواطنيها .
تنجح الإستعمار في ترك العديد من الآثار السلبية التي لا يمكن التخلص منها بسهولة، وتشمل هذه الآثار بشكل رئيسي ما يلي:
عانى سكان البلاد التي تعرضت للاستعمار من حرمانهم من ثروات بلادهم، بالإضافة إلى الذل والاهانة والخضوع للدول الاستعمارية وسياساتها، حيث كانت الدول الاستعمارية تضع السياسات والقواعد التي تخدم مصالحها، ولم يكن للمستعمرين القدرة على وضع السياسات المناسبة لهم .
تؤدي تدهور الحالة الصحية إلى انتشار الأمراض وانخفاض المستوى الثقافي والفكري لأبناء الدول التي تم استعمارها، وذلك لأن الاستعمار كان يهتم فقط بأطماعه دون الاهتمام بمصلحة الشعوب التي تم استعبادها .
من بين الأفعال الشائعة التي يقوم بها الأشخاص الذين ينهبون خيرات البلاد: الاستيلاء على الأراضي بالقوة، وإجبار المزارعين على زراعة محاصيل معينة وبيعها لهم بثمن رخيص، وارتكاب جرائم عديدة في حق أبناء الشعوب،مثل القتل والاعتداء على النساء .
كان غياب العدل والمساواة سمة للاستعمار، حيث كان يميز أبناءه ويمنحهم مجموعة من الامتيازات مثل الأجور المرتفعة والمدارس المخصصة لهم ولأبنائهم، في حين يحرم أبناء الدول التي تم استعمارها من ذلك .
وُجد أن ضعف رواتب العمال وفرض الضرائب الباهظة على التجار كانا السبب في انتشار الفقر .