معلومات عن تطور فكرة البلوتوث عبر التاريخ
– أصبحت الأجهزة الإلكترونية اليوم ضرورة لا يمكن لأحد الاستغناء عنها، حيث انتشر الهاتف المحمول والكمبيوتر المحمول والتابلت وأجهزة أخرى متنوعة. كما أصبح البلوتوث من التقنيات اللازمة في جميع الأجهزة التكنولوجية الحديثة، والذي يمكن الناس من تبادل البيانات بسهولة. وليس الكثيرون يعرفون متى تم اختراعه وكيف انتشر إلى هذا الحد اليوم، لذلك سنتحدث في هذا المقال عن تاريخ اختراع البلوتوث .
هيدي لامار و اختراع راديو الطيف الانتشاري :
يعود تاريخ اختراع البلوتوث إلى الحرب العالمية الثانية ، حيث شهدت هذه الفترة اختراع العديد من التقنيات اللاسلكية المختلفة ، و كانت بداية نشأته في عام 1937م و ذلك عندما قامت الممثلة النمساوية ” هيدي لامار ” بترك زوجها تاجر الاسلحة ، ثم انتقلت للعيش في هوليود برفقة الدكتاتور الايطالي ” موسوليني ” حيث كانت تطمح في أن تصير نجمة مشهورة في هوليوود .
لويس بي، المسؤول عن ستوديو مترو جولدن ماير، قد قام بحملة دعائية لـ هيدي وجعلها تصبح أجمل امرأة في العالم. خلال ذلك الوقت، كانت هيدي لامار مشغوفة بتنفيذ بعض الاختراعات وإجراء بعض التجارب المختلفة لابتكار مشروب مشابه للكوكاكولا. على الرغم من أن أفكار هيدي لم تكن ناجحة في البداية، إلا أنها لم تستسلم وقامت بالتعاون مع الملحن جورج انثيل .
أرادت ” هيدي ” عمل نظام التوجيه الخاص بالطوربيدات و قد مهد لها هذا الأمر طريقاً لعالم جديد ، فقد كانت على علم ببعض انظمة الاسلحة و ذلك بفضل زواجها السابق من تاجر الاسلحة ، و مع تعاونها مع ” جورج ” استطاعت التوصل إلى استخدام بعض لفافات الورق من أجل إنشاء ترددات راديوية يمكنها أن تعيق محاولة العدو لتشويش الإشارات .
كانت البحرية الأمريكية مترددة في تبني التكنولوجيا التي ابتكرتها `هيدي لامار` والمعروفة بتقنية الراديو الطيفي المنتشر، ولكن بعد فترة من الدراسة، تم تطبيقها وانتشارها، واستخدمت هذه التقنية للحصول على معلومات تتعلق بمواقع الغواصات العدو والطائرات العسكرية في الجو. وأصبحت اليوم تقنيات مثل البلوتوث والواي فاي نوعا من أنواع الراديو الطيفي المنتشر .
علاقة السويد باختراع سماعات البلوتوث :
قامت شركة الاتصالات السويدية إريكسون ببذل جهودات كثيرة منذ عام 1989م لاختراع سماعات البلوتوث على يد المهندسان ” جاب هارتسن ” و ” ستيف ماتيسون ” اللذان تم تكليفهما من قبل رؤساء موظفي التكنولوجيا بالشركة لهذا الأمر ، حيث تمكنا من الوصول إلى معايير تقنية لاسلكية تستطيع أن تقوم بإرسال إشارات بين أجهزة الكمبيوتر بواسطة سماعات لاسلكية .
عام 1990م ترشح ” جاب هارتسن ” للحصول على جائزة المخترع الأوروبي بفضل هذا الاختراع العظيم الذي استطاع أن يخلق اقتراناً بين العديد من الأجهزة المختلفة التي قد يصل عددها إلى ثمانية أجهزة ، و ذلك بواسطة إشارات الراديو قصيرة المدى التي تقوم بتكوين شبكة لإتاحة حدوث هذا الأمر ، و لكي يتم ذلك يجب أن تستخدم تلك الأجهزة برتوكولات الشبكة من خلال مواصفات معينة .
نقص المنافسة بالنسبة لأجهزة البلوتوث :
يتميز البلوتوث بأنه ليس متعلقاً بمنتج محدد حيث هناك لجنة معينة هي المسؤولة عن مراجعة معاييره و منح العلامات التجارية و الترخيصات ، كما أن هناك مجموعة اصلاح خاصة هي التي تقوم بتطبيقه ، و يعتبر بلوتوث 4.2 من أحدث الإصدارات المتطورة من البلوتوث ، و الذي يتميز باستخدامه لكمية أقل من الطاقة كما أنه يمتلك سرعات أفضل من الإصدارات الأخرى .
هذا الأمر لا ينفي وجود بعض المنافسين للبلوتوث ، فقد ظهر البلوتوث زيجبي الذي يقوم تحالف زيجبي بالإشراف عليه منذ عام 2005م ، و هو يستطيع أن يقوم بالمراسلة في مسافة تصل إلى 100 متر مع استخدام القليل من الطاقة ، و بعد إصدار هذا البلوتوث قامت مجموعة الاصلاح الخاصة بإصدار بلوتوث ذو استهلاك منخفض للطاقة من خلال تحويل الاتصال إلى وضع النوم في حالة عدم استخدامه .