العالمحروب

معلومات عن الغازات السامة واستخدامها في الحروب

في ظل الحروب الكثيرة التي نشهدها حولنا، نجد الكثير من الأسلحة متنوعة، حيث يتم استخدام التكنولوجيا لابتكار أسلحة جديدة أكثر قوة، ومن بينها الغازات السامة التي تنتشر بسرعة في الهواء وتسبب الضرر لأكبر عدد من الناس، وحتى لو كانوا بعيدين عن مصدر الإطلاق، وهناك عدة أنواع من الأسلحة الغازية تبعا لنوع الغاز المستخدم .

الغازات السامة وتاريخ استخدامها
تعتد الغازات السامة أحد أقوى الأسلحة المستخدمة في الحروب، وتم اكتشافها لأول مرة واستخدامها في الحرب العالمية الأولى، رغم تردد القادة العسكريين في استخدامها لأنها تعتبر استخدام شرس وغير حضاري، وكان أول من استخدمها هم الفرنسيون الذين قاموا بقذف الغازات المسيلة للدموع على الألمان أثناء الحرب .

في عام 1914، بدأ الجيش الألماني استخدام نوع من القنابل التي تحتوي على غازات ومواد مهيجة يتم التعامل معها كمواد كيميائية، واستخدموا غاز الكلوراين ضد الجيش الفرنسي في إبرتس عام 1915، ويعمل هذا الغاز على تدمير الجهاز التنفسي ويؤدي إلى الموت البطيء عن طريق الخنق .

وفي سبتمبر عام 1915 بدأ البريطانيون في استخدام الغاز السام، والذي مكنهم من السيطرة على خنادق العدو بسرعة، إلا أن الهواء قد أرجع الغاز السام إلى البريطانيين مرة أخرى، وفي 1916 م أتت فكرة القذف البعيد، وذلك من أجل حماية الجنود التي تقذف الغازات السامة من هبوب الرياح التي تحمل لهم الغاز السام الذي قذفوه فتقتلهم .

وصل استخدام الألمان للغازات السامة ضد الحلفاء إلى حوالي 68 ألف طن، بينما استخدم البريطانيون 25 ألف طن، والفرنسيون 36 ألف طن. وبلغ عدد القتلى بسبب هذه الغازات أكثر من 1.2 مليون قتيل، وكان أكبر عدد منهم من الجيش الروسي الذي توفي حوالي 56 ألف شخص بسبب الغاز السام .

طرق الإصابة بالغاز السام
1- قد يصاب الشخص بالغاز السام عن طريق الاستنشاق بواسطة الجهاز التنفسي .
يمكن للأشخاص أن يتعرضوا للتسمم بالغازات السامة عن طريق الجهاز الهضمي من خلال تناول الأطعمة الملوثة بالغازات .
قد يصاب بالغازات السامة من خلال الجروح .

أنواع الغازات السامة
1- مجموعة الغازات القاتلة
أ- غاز الأعصاب : هذا الغاز عديم اللون والطعم والرائحة، ويؤدي تأثيره بشكل سريع إلى تشوش في الرؤية ورعشة في الجسم مع فقدان التحكم في الأعصاب .

ب- غاز خانق : وهو يعيق مرور الأكسجين من خلال الفتحة الهوائية إلى الرئة، ويأتي في عدة أشكال بما في ذلك غاز الفوسجين، غاز الفوسجين الثنائي، غاز الفوسجين الثلاثي، وغاز الكلورين .

ج- غازات مسممة للدم : هي الغازات التي تعمل على تخثر الأكسجين وقطعه عن الدم، وتشمل غاز سيانيد الهيدروجين وكلوريد السيانيد وبروميد السيانيد وأول أكسيد الكربون .

2- مجموعة الغازات الحارقة
وهي الغازات التي تؤدي إلى حدوث التهابات في الجلد وظهور دمامل، ولها عدة أنواع هي : غاز الخردل، وهو عبارة عن مادة سائلة، لها قدرة على الذوبان في الماء، ويمكن تحويله إلى حالات المادة الأخرى، لونه بني فاتح أو أصفر غامق، ورائحته تشبه رائحة السمك، وتعتمد قوتها على نسبة تركيزه، وكذلك هناك غاز نتروجين الخردل، وغاز اللويزايت .

3- مجموعة الغازات المعيقة
الغازات المعيقة هي التي تعمل على إعاقة حركة العدو لفترة من الزمن، وتشمل أنواعها : غاز دمست الذي يسبب الشعور بالغثيان، وغاز بي زد الذي يسبب الشعور باللامبالاة و الهلوسة .

وسائل لاكتشاف وجود غازات سامة في الجو
يتم إطلاق جهاز إنذار في الحروب لتحذير من إطلاق قنابل الغازات السامة .
يمكن استخدام الصواريخ الموجهة إلى المنطقة أو سماع أصوات الانفجارات للكشف عن وجود الغازات السامة .
يمكن الإحساس ببعض الأعراض الجسدية مثل تقلص بؤرة العين، وتشويش في الرؤية، ووجود سيلان في الأنف، وظهور صداع مفاجئ وقوي، أو الشعور بالضيق في التنفس .

طرق الوقاية من الغازات السامة أثناء الحرب
1- إذا كانت خارج المنزل قم بتغطية رأسك بأي شيء في يدك، وقم بوضع يدك في جيبك، وضع قناع واقي إذا توفر، ثم اتجه إلى أقرب مكان مغلق يكون آمن سواء كان متجر أو منزل، وقم بغلق جميع الفتحات والنوافذ حتى  لا يتسرب الغاز منها، ولا تنسى إطفاء مكيف الهواء لأنه يساعد على انتشار الغاز أكثر .

إذا كنت في المنزل، ينصح الدفاع المدني بتخصيص غرفة للهروب من الغازات السامة خلال الحروب، يجب أن تكون هذه الغرفة قليلة النوافذ والفتحات، ولا ينبغي أن تطل على الشارع، ويجب وضع بعض الأدوات المهمة فيها، مثل الماء والأطعمة وحقيبة الإسعافات الأولية والراديو أو التلفزيون .

إذا كنت في سيارتك، يُنصح بإغلاق جميع النوافذ وإغلاق التكييف، والتوقف على جانب الطريق وإطفاء المحرك، ووضع جزء من ملابسك على أنفك، إذا كنت تشعر بصعوبة في التنفس بسبب الضبابية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى