صحة

معلومات خاطئة حول التبرع بالكلى

إن زراعة الكلى تعتبر أفضل طريقة لإعادة تأهيل مرضى الفشل الكلوي، علماً بأن التبرع بالكلية ساعد المئات من المرضى على استعادة صحتهم وتمكينهم من العيش بشكل طبيعي ، وقد تطورت زراعة الكلى وشهدت نجاحات كبيرة ، حيث كانت نسبة النجاح وعمل الكلية المنقولة بعد سنة من زراعتها لايتجاوز حوالي 35 % أما الآن وبفضل التطور المستمر في معالجة كبت المناعة وتقنيات الجراحة واكتشافات أدوية جديدة فإن نسبة عمل الكلية وصل الى أكثر من � خاصة إذا نقلت من شخص قريب على قيد الحياة .

إن أول محاولة زراعة للكلى تعود الى عام 1902 م، حيث كانت المحاولة مجربة على الحيونات وفي عام 1909 م أجريت عملية تجربة زراعة للكلى على الإنسان وذلك باستخدام كلية منقولة من حيوان (أرنب) الى جسم طفل مصاب بالفشل الكلوي وبالرغم من نجاح العملية في بداية الأمر إلا أن الطفل فارق الحياة بعد أسبوعين من الزراعة، واستمرت المحاولات إلى عام 1933م حيث تم نقل كلية من إنسان الى إنسان ولعدم معرفة التجانس الكامل بما في ذلك فصيلة الدم حال دون عمل الكلية في ذلك الوقت وفشلت .

في عام 1950م، تم اكتشاف علاجات مشابهة للكورتيزون تكبت المناعة وبالتالي تساعد على قبول الجسم للكلية المزروعة وتجنب رفضها. وفي عام 1954م، تم نقل أول كلية ناجحة من أحد التوائم إلى شقيقه بدون استخدام أدوية كبت المناعة
سابقًا، كان يعتقد من قبل الأطباء عدم الحاجة لتناول الأدوية للتشابه الكلوي بين التوائم الأخوين، وتشير الإحصائيات التي تم جمعها من المركز السعودي لزراعة الأعضاء إلى زيادة عدد قوائم الانتظار، إذ بلغ عدد المرضى أكثر من 3500 حسب آخر التقارير .

تعود أهم أسباب زيادة قوائم الانتظار في التبرع بالكلى إلى بعض المفاهيم الخاطئة حول التبرع، مثل اعتقاد بعض الأشخاص بأنه يمكن التبرع بالكلى من أي شخص حي أو من متبرع متوفى دماغيًا. وفيما يلي بعض المفاهيم والاعتقادات الخاطئة حول التبرع بالكلى:

◄ اولاً : يعتقد الكثيرون أن هناك فترة زمنية محددة للتبرع بالكلى، ولكن الحقيقة هي أن جميع الأعمار مناسبة إذا كان المتبرع متوفى دماغياً، وإذا كان المتبرع حيًا فيجب أن يكون عمره أكثر من 18 سنة.

◄ ثانياً : يظن الكثيرون أن التبرع بالأعضاء أو الكلى حرام، ولكن الحقيقة أن هناك فتاوى شرعية تجيز التبرع بالأعضاء وتعتبرها نوعًا من الصدقة وإنقاذ حياة الآخرين.

◄ ثالثاً : تعتقد العديد من الأشخاص أن استئصال الكلى من جسد الشخص المتوفى دماغيا يمكن أن يؤدي إلى التشويه والتمثيل لجسده، ولكن الحقيقة هي أن العضو يتم استئصاله جراحيا ولا يؤدي ذلك إلى أي تشوه .

◄ رابعاً : يعتقد من قبل العديد أن الشخص الذي توفي عقليا قد يعود للحياة مرة أخرى، والحقيقة هي أنه لم يتم تشخيص حالة وفاة عقلية حتى الآن وعودته للحياة.

◄ خامساً : قد يتردد الكثير من الناس في التبرع بالأعضاء في حالة وفاة نتيجة حادث مروري أو أي سبب آخر، نظرًا للاعتقاد بأن الأطباء قد لا يبذلون جهودًا كافية لإنقاذ حياتهم، ولكن الحقيقة هي أن استئصال الأعضاء لا يتم إلا بعد بذل كل الجهود الممكنة من قبل الأطباء لإنقاذ حياة المريض.

◄ سادساً : يعتقد الكثيرون أن الاستغناء عن إحدى الكلى يؤثر على صحة ووظيفة الكلية الأخرى، ولكن الحقيقة هي أن الإنسان يمكنه العيش بكلية واحدة طوال حياته ويمكن التبرع بكلية واحدة دون أن يتسبب ذلك في الفشل الكلوي. ويخضع المتبرع للعديد من الفحوصات للتأكد من سلامته حاليا وفي المستقبل من حدوث أي مضاعفات.

◄ سابعاً : قد يشعر الكثيرون بالخوف من إجراء عملية التبرع للأقارب بسبب الألم الذي يمكن أن يحدث خلال عملية الجراحة، ولكن في الواقع، تتم العملية تحت التخدير الكامل ولا يشعر المتبرع بأي ألم خلال الجراحة وبعد العملية يتم تقديم الأدوية المناسبة لتخفيف الألم الخفيف.

◄ ثامناً : يتردد كثيرون عن التبرع بسبب الاعتقاد بوجود خطر على حياتهم مستقبلاً، ولكن الحقيقة هي أنه لا يوجد خطر على حياة المتبرع إذا تبينت سلامة المتبرع من خلال الفحوصات والتحاليل الدقيقة.

◄ تاسعاً : قد يعتقد الكثيرون أن التبرع بالكلى يمكن أن يؤثر على الإنجاب والحياة الزوجية، ولكن الحقيقة هي أن عملية التبرع لا تؤثر سلبًا على ذلك
الإخصاب والخصوبة لا يمنعان الرجال والنساء من الزواج.

◄ عاشراً : يتردد الكثيرون في التبرع بالكلى خوفا من تضرر الكلى المتبقية في المستقبل، ولكن الحقيقة هي أن الكلى المتبقية لا تتأثر ولا تضعف. فالإنسان يولد بكلية واحدة وتعمل بشكل صحيح حتى إذا تبرع بواحدة منها، يمكن للجسم العمل بكلية واحدة أو أكثر بشكل طبيعي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى