معاهدة سرقسطة و قضية جزر الملوك
تُعرف معاهدة سرقسطة، التي عُرفت في التاريخ باسم استسلام سرقسطة، باسمالمعاهدة التي وقعت بين إسبانيا والبرتغال في 22 أبريل 1529، والتي تمت بموجبها الاستسلام والاستساغة بين الطرفين .
تفاصيل قضية جزر الملوك
– في عام 1494 تم توقيع معاهدة تورديسيلاس ، تلك التي تم توقيعها في أسبانيا و البرتغال ، و قد نصت على تقسيم العالم إلى منطقة استكشاف و أخرى استعمار ، و قد تم تقسيم خط التنصيف في منطقة المحيط الأطلسي ، فكان الجزء الغربي بالكامل تابع لأسبانيا ، و الجزء الشرقي بالكامل تابع للبرتغال .
– في عام 1511، تم فتح مدينة ملقا، وهي المركز التجاري الآسيوي الذي تم السيطرة عليه بواسطة البرتغاليين. تم في ذلك الوقت اكتشاف منطقة جزر الملوك وجزر الباندا، وهذه المناطق التي تزود العالم بجوزة الطيب والقرنفل. تم إرسال حملة إلى هذه المناطق بقيادة أنطونيو دي أبريو، وكانت هذه أول وصول للأوروبيين إلى تلك المنطقة. ووصفها بأنها جزر التواب .
في السادس من نوفمبر عام 1521، قام شخص ما باقناع ملك أسبانيا بتنظيم رحلة بحرية حول العالم. وبالفعل، وصل أسطول ماجلان إلى هذه المنطقة وتابع أسطول تابع للأسبان، والتقوا في جزر الملوك، ووقعت معركة عرفت باسم معركة ماكتان في الفلبين .
بعد الحملة الأولى، تم إرسال حملة أخرى للسيطرة على الجزر. وأعلنت البرتغال أن هذه المنطقة تابعة لها، وفقا لتفاصيل المعاهدة. وفعلا، بنوا البرتغاليون حصنا هناك، وبدأ الصراع بينهم وبين الأسبان حول ملكية هذه الجزر .
في هذا الوقت، قامت إسبانيا برسم عدة خرائط للعالم، وكانت بعض هذه الخرائط تحتوي على تفاصيل حول جزر الملوك التي اعتبرتها إسبانيا تابعة لها، مما زاد من حدة الخلاف بين إسبانيا والبرتغال. وبعد ذلك، عندما احتد النزاع، تزوجت أخت الملك كارلوس الصغيرة من ملك البرتغال، وحاولوا بعد ذلك التوصل إلى اتفاقية تتعلق بجزر الملوك، بهدف تجنب صراع الامبراطورية البرتغالية وتعزيز سياستها الأوروبية .
معاهدة سرقسطة
– قامت معاهدة سرقسطة بتحديد خد التنصيف بين كلا الدولتين مجددا ، ليكون 297.5 فرسخ بحري شرق جزر الملوك ، ليكون هذا الخط هو التحديد بين ملكيتهم ، و قد اعتبرت هذه المعاهدة ضمان أكيد في حالة رغبة الامبراطور باستعادة صفقاته في أي وقت ، و اعتمادا عليها يتم التراجع عن البيع ، و هنا يكون الحق للبرتغاليين في تلقي الأموال التي كان من المفترض أن يدفعوها .
نصّت المعاهدة أيضًا على حق كل طرف في التصرف، على الرغم من أن الإمبراطور كان في حاجة إلى أخذ أموال البرتغاليين لتمويل عصبة كونياك ضد فرنسا .
– لم تعتبر المعاهدة طريقة لتعديل خطوط الحدود التي أقامتها معاهدة تورديسيلاس ، و إنما كانت مؤيدة للطلب الأسباني في تقسيم الكرة الأرضية 180 درجة لكل طرف ، و ذلك لأن الخطان الذين تم إقامتهم عملوا على تقسيم الكرة الأرضية بطريقة غير متساوية ، فقد شملت البرتغال 191 درجة ، في حين امتلكت أسبانيا 169 درجة .
تمتك البرتغال السيطرة على جميع الأراضي والمناطق البحرية في غرب خط سرقسطة، بما في ذلك آسيا والجزر المجاورة، وجميع المناطق التي يمكن العثور عليها، على الرغم من أن معظم المناطق في المحيط الهادي تابعة لإسبانيا، ولم يتم ذكر جزر الفلبين في المعاهدة على الإطلاق، ومع ذلك، في عام 1542، قرر ملك البرتغال استعمار الفلبين، ولكنه فشل في هذه المحاولة .