مسيرة يورجن كلوب
في مجال الرياضة دائما هناك اختلافات بين القارات والدول والأندية. وهذه الاختلافات جوهرية، حيث تقسم الرياضة الرياضيين إلى فئات. على سبيل المثال، في لعبة كرة القدم، تتقدم قارة أوروبا في التصنيف على قارتي آسيا وأفريقيا. وكذلك، تكون الأندية الأوروبية في فئة أعلى من الأندية الأسيوية والأفريقية. وهذا ليس عنصرية، بل يعود إلى النتائج التي تظهر تفوق اللاعبين الأوروبيين على اللاعبين الأفريقيين والآسيويين. ونفس الأمر ينطبق على اللاعبين، حيث يوجد لاعبون برواتب عالية جدا تتجاوز المئة مليون دولار، بينما يوجد آخرون في بلدان أخرى ودوريات أخرى لا يتجاوز سعرهم 50000 دولار. ويعود ذلك إلى اختلاف الإمكانات بين هؤلاء وهؤلاء. ونفس الأمر ينطبق على المدربين أيضا، حيث يوجد مدربون في فئات تدريبية أعلى وآخرون في المراتب الأدنى. وبالتالي، يعتبر المدربون في المراتب الأعلى هم الذين يدربون أفضل الأندية في العالم، حيث يستغلون الإمكانات التي يمكن أن يضيفوها إلى فرقهم. وفي السنوات الأخيرة، ظهر العديد من المدربين المخضرمين، الذين يتميزون بالنضارة في السن مقارنة بأقرانهم في الماضي. حيث كان يفضل أن يكون عمر المدرب أكثر من ستين عاما على الأقل، لكنه الآن يبدأ في سن الخامسة والثلاثين ويكون لديه القدرات لتدريب فريق كبير عالمي. ومن بين هؤلاء المدربين الذين ظهروا في العشر سنوات الأخيرة، يعتبر المدرب الألماني يورجن كلوب أحد أفضل المدربين في العالم حاليا بناء على النتائج المبهرة التي حققها مع الفرق التي عمل معها. وسنتعرف عليه أكثر في الأسطر القادمة .
مسيرة كلوب كلاعب ومدرب :
يورجن كلوب، المولود عام 1967 في مدينة شتوتجارت الألمانية، بدأ ممارسة كرة القدم منذ الصغر، ورصدته بعض الكشافين في نادي فرانكفورت. تدرج مع فريق الناشئين حتى وصل إلى الفريق الأول في عام 1987، لكنه لم يبق في الفريق طويلا، حيث انتقل إلى فريق فيكتوريا ليقضي معه موسما، ثم عاد إلى فريق فرانكفورت. بعد ذلك، انتقل إلى فرق أخرى حتى اعتزل اللعب في نادي ماينز، حيث قضى به أكثر من عشرة أعوام .
بعد الأعتزال مباشرة أعطى رئيس نادي ماينز الثقة لكلوب ليقود تجربة التدريب وبالفعل جاء كلوب مدير فني للفريق وحقق معاهم نتائج جيدة حيث أن الفريق وقتها كان يلعب بالدوري الألماني وحقق أنجاز كبير وقتها بأنه صعد بالفريق للدوري الممتاز عام 2004 ، بعد ذلك أشترك يورجن كلوب مع فريقه في كأس الأتحاد الأوروبي في أكبر أنجاز للفريق ، وفي أخر مواسمه مع ماينز عام 2008 هبط الفريق الي القسم الثاني مما أدى الى أنهاء التعاقد مع المدرب من قبل أدارة النادي .
بعد تجربة ماينز أنتقل كلوب الى نادي بروسيا دورتموند وظل مع هذا النادي لمدة سبع سنوات حقق خلالها في أول مواسمه المركز السادس بعد تعثر الفريق لأكثر من خمس سنوات دون أن يكون ما بين الفرق الأولى ، وفي عام 2011 حقق كلوب أنجاز كبير مع فريقه بعد فوزه بالدوري الألماني ، وفي عام 2013 لم يوفقه الحظ بعد الوصول للمباراة النهائية في بطولة دوري أبطال أوروبا بعد خسارته النهائي على يد بايرن ميونخ رغم أنه قام بتقديم أعلى العروض في هذه البطولة وأقصى ريال مدريد من الدور قبل النهائي وأستطاع الفوز عليه في نتيجة الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف .
في عام 2015، قام يورجن كلوب بالتوقيع مع نادي ليفربول في خطوة جديدة وتحدي جديد في الدوري الإنجليزي، ورغم قصر الفترة إلا أنه قدم أفضل عروض ليفربول منذ سنوات عديدة، ووصل إلى نهائي دوري أوروبا في عام 2016، ولكنه خسر في المباراة النهائية .