مسوخ السيرك في القرن الماضي الذين تم استغلالهم
في البداية أنا أعتذر كثيرا عن استخدام مصطلح `مسوخ` في المقدمة، ولكن للأسف تم استخدام هذا المصطلح بكثرة في القرن الماضي، عندما كان منظمو السيرك يسيطرون على حياة الكثير من الأرواح، ليس فقط الحيوانات وإنما أيضا الكثير من البشر الذين يعانون من الفقر والحاجة. ولكن أكثر ما تم استغلاله في هذا العالم المنفصل هم الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل الخلقية والجسدية. فكان هناك عرض كبير يسمى `عرض المسوخ`، يأتي إليه الناس من كل مكان لمشاهدة الأشخاص الذين يختلفون عنهم في خلقتهم وجسدهم! وسبق لنا الحديث عن فيلم `فريكس` الذي تم منع عرضه لمدة خمسين عاما، وكان يعكس الحياة الصعبة والمؤلمة التي كانوا يعيشونها. حيث استغل منظمو هذه العروض هؤلاء الأشخاص بطريقة قاسية لاستغلال الصورة التي خلقها الله لهم، من أجل جني الكثير من المال، في حين لم يحصلوا سوى على القليل جدا. ولذا قررنا اليوم في هذا المقال أن نقترب أكثر من حياة هؤلاء الأشخاص، واخترنا لكم أبرز الشخصيات المختلفة التي تم استغلالها في السيرك، وسنعرض نبذة صغيرة عن حياتهم الشخصية. للتعرف على قصص حياة هؤلاء الأشخاص، تابعونا .
تشارلز شيروود ستراتون الملقب بعقلة الأصبع : ولد تشارلز شيروود في اليوم الرابع من شهر يناير عام 1838 مع مرض التقزم، حيث بلغ طوله الأقصى في حياته 82 سم فقط. بسبب اختصار قامته، عانى كثيرا في طفولته، ولم يكن لديه خيار آخر سوى دخول هذا العالم لكسب المال وقضاء وقته مع أشخاص ينظرون إليه بعين الاستغراب والتعجب من اختلافه. في عام 1842، بدأ عمله كمهرج في السيرك، وحظي بحب وإعجاب العديد من الناس. بعد بضع سنوات من عمله، قابل فتاة تعاني من نفس مرضه وتزوجها، وعملا معا في العروض المختلفة. ومع ذلك، لم يحصلوا على الكثير من النجاح، على الرغم من أن منظم العروض حقق أرباحا كبيرة. في الخامس عشر من يوليو عام 1883، توفي القزم الأمريكي الشهير تشارلز شيروود في سن الخامسة والأربعين بسبب سكتة دماغية صامتة .
إيلا هاربر الملقبة بالفتاة الجمل : إيلا ولدت في اليوم الخامس من شهر يناير لعام (1870) مع مشكلة مرضية في العظام. هذا المرض جعل ركبتيها تنحنيان للخلف، مما جعلها تسير على أطرافها الأربع، ولهذا أطلق عليها لقب الفتاة الجمل. مثل الأشخاص الآخرين المختلفين في تلك الفترة، عملت في السيرك (1882) وحققت إيلا شهرة كبيرة، وظهرت صورتها في الصحف وأصبحت الوجه الإعلاني للسيرك. بعد أربع سنوات من عملها، قررت الاستقالة وكتبت على ظهر بطاقتها هذه العبارة بناء على طلبها: `أنا ألقب نفسي بـ الفتاة الجمل لأن ركبتي تثنيان للخلف. يمكنني المشي على يدي وقدمي كما ترونني في الصورة. قد سافرت كثيرا للعمل في العروض خلال الأربع سنوات الماضية، والآن، في عام 1886، أقدم استقالتي عن العمل في العروض وسأذهب للمدرسة لأجد وظيفة جديدة لنفسي.` ثم عادت إلى مسقط رأسها ناشفيل، عاصمة ولاية تينيسي، لتعيش مع أسرتها. في عام (1905)، تزوجت، وبعد عام واحد فقط أنجبت طفلتها، ولكن للأسف لم تعش طويلا، حيث توفيت بعد فترة قصيرة جدا. ومع ذلك، كانت إيلا فتاة قوية، فحاولت أن تبدأ حياة جديدة. قررت هي وزوجها تبني طفلة، وفعلا تبنوا طفلة وسموها جويل، ولكن للأسف توفيت هي الأخرى قبل أن تكمل الثلاث سنوات .
وفتها : توفيت إيلا في ناشفيل في اليوم التاسع عشر من شهر ديسمبر عام 1921 بسبب سرطان القولون .
فيدور جيفوتشو، المعروف باسم جوجو، وجه الكلب : ولد فيدور جيفوتشو في عام 1868 وكان يعاني من حالة مرضية نادرة تسمى فرط الأشعار الخلقي أو متلازمة أمبراس، وهذا المرض يتسم بنمو غير طبيعي للشعر في الجسم، ولذلك تم تسميته بجوجو وجه، وكان يستخدم في عروض السيرك، وتوفي في عام 1904 بسبب التهاب رئوي .
جوليا باسترانا المعروفة باسم السيدة ذات الشعر واللحية : تعد قصة هذه الفتاة من أكثر القصص المؤلمة، إذ ولدت جوليا في عام (1834) وهي فتاة مكسيكية من أصل هندي، وكانت تعاني من مرض فرط الأشعار الخلقي حيث كان وجهها مغطى بالشعر الأسود، وكانت لديها أذنان وأنف كبيران بشكل غير عادي، وكانت أسنانها غير منتظمة. قامت والدتها بتعليمها الرقص والغناء، ولكن للأسف كانت والدتها أول من استغلها حيث باعتها لرجل يدعى “تيودور لينت” الذي قام بتعليمها القراءة بثلاث لغات، ولكن ليس من أجل الإنسانية بل لاستغلالها بشكل أكبر حيث جوليا أصبحت الدجاجة التي تنتج البيض الذهبي، وبعد أن حققت شهرة كبيرة، خاف تيودور من أن شهرتها تجعلها تخرج عن سيطرته لذا قرر الزواج منها، وبعد فترة قصيرة أصبحت حاملا وأنجبت طفلا له خصائص مشابهة لها، وبعد ثلاثة أيام فقط توفي الطفل، وبعد فترة توفت جوليا بسبب مضاعفات ما بعد الولادة، ولكن لم يضع تيودور هذه الفرصة وقام بتحنيط جوليا وطفلها، وعرضت الجثتان في مجلس الوزراء داخل صندوق زجاجي، وبعد فترة وجدت امرأة أخرى لديها سمات مشابهة، وتزوجها تيودور وأطلق عليها اسم “زينورا باسترانا”، ولكنه في النهاية دخل المصحة العقلية .