مساعدة الطفل نفسيا على تخطي المصائب و الصدمات
يعتبر التكيف مع الصدمات أو المأسي التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان من أصعب الأمور النفسية التي يمكن علاجها، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالأطفال .
الصدمات و الأطفال
– تشمل الصدمات التي قد يتعرض لها الطفل الصغير ، التعرض للكوارث الطبيعية ، مثل الأطفال الذين ينجون من الزلازل المدمرة ، و كذلك التعرض للأعاصير الفتاكة و غيره .
يعتبر التعرض لحوادث مثل إطلاق النار أو الاعتداء الإرهابي أو الحروب من أكبر المصائب التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال الصغار، ويحتاج هؤلاء الأطفال الناجين إلى مساعدة نفسية خاصة لتمكنهم من تجاوز هذه الصدمات .
التعامل فور وقوع الصدمة
التحدث مع الطفل
– يظن البعض أن التحدث مع الطفل فور حدوث الصدمة عن ما حدث له أمر خاطئ ، في حين أنه من الأفضل أن يتم التحدث معه في تفاصيلها ، حتى يتأكد أنه صار بأمان ، و أنه يمكنه التعامل مع ما قد حدث له ، بل و تخطيه أيضا .
– و عدم تحدث القائمين عن رعاية الطفل عن هذه المأساة ، يتيح الفرصة للطفل ليسمع ما قد حدث له من خلال شخص آخر أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثلا أو التلفاز ، مما يجعله يشعر بأن هذه المأساة أمر مرعب للغاية ، و أنه لا يمكنه تخطيه ، و الدليل على ذلك أن القائمين على رعايته لا يمكنهم التحدث عنه .
طريقة الحديث مع الطفل
لا يوجد أسلوب محدد يسمى بالأسلوب الصحيح في التعامل مع الطفل في هذا الموقف أو الحديث معه، ولكن من الأفضل التأكد من ما يقال للطفل حتى يستطيعب الكلام، ويجب التدقيق في الوقت الذي يتم فيه الحديث مع الطفل حتى يكون الطفل مستعدًا لاستيعاب الكلام .
مثلا، من الأمور التي يجب أن يتم الحديث مع الطفل عنها قبل النوم، هي المأساة، ويجب أن يتم الحديث بشكل يبدأ بسؤال الطفل عن رؤيته لهذا الأمر، ويجب على متولي رعاية الطفل أن يسأله ويتناقش معه حول كل الأمور المتعلقة بذلك، وعلى المتولي أن يكون مستعداً لاستقبال أسئلة الطفل والإجابة عليها .
وأخيراً، لا يمكن أبداً إجبار الطفل على الحديث، بل يجب انتظار الوقت الذي يستطيع فيه الطفل التحدث، وعندها يمكن طرح الموضوع .
توضيح المأساة
يجب توضيح ما حدث للطفل، ولكن بدون إدخاله بتفاصيل غير ضرورية، ويجب تجنب المبالغة في شدة المأساة وعدم التحدث عن حجمها بشكل مفرط .
تكيف الطفل مع الحدث
– أما المرحلة الثانية فتعرف بمرحلة التكييف ، و هذه المرحلة ترتبط غالبا بعمر الطفل و إمكانية تقبله لما حدث ، فمثلا بالنسبة للأطفال قبل عمر المدرسة ، فلابد أن يتم الحديث بصوت منخفض ، فضلا عن اختيار كلمات بسيطة حتى يتمكن الطفل من استيعابها ، كذلك لابد من مشاركة الطفل في كافة الأمور التي تتخذها بغرض حمايته ، و كذلك هو في حاجة شديدة إلى الاحتضان من وقت لآخر ، فضلا عن مساعدته في التفريق بين الخيال و الحقيقة .
– أما إذا كان الطفل في عمر الاعدادية مثلا ، فسوف تتضمن حياته العديد من الأسئلة الغريبة حول هذا الامر ، و لابد من الإجابة على هذه الأسئلة بشكل كبير و بشكل صريح ، فضلا عن تقبل مقدم الرعاية لتقلبات هذا الطفل الناتجة عن حجم الخطر الذي يعاني منه ، و كذلك لابد من مشاركته في الطرق التي تمكن من حمايته ، و الاجراءات المتخذة لذلك بغرض طمأنة الطفل ، و إخباره بأن هذه الأمور التي عانى منها لن تتكرر .