نتيجة لعدم الاستقرار الذي حدث في دول الاتحاد الأوروبي بسبب الحرب العالمية الأولى، فقد فتح الباب لنشوب صراع دولي جديد وهو الحرب العالمية الثانية التي اندلعت بعد عشرين عاما، وقد تبين أنها كانت أكثر تدميرا .
أسباب الحرب العالمية الثانية
بعد أن تولى هتلر الحكم في ألمانيا، وهي دولة كانت غير مستقرة اقتصاديا وسياسيا، قام حزبه النازي الاشتراكي الوطني بإعادة توطين الأمة وتوقيع معاهدات استراتيجية مع إيطاليا واليابان لتحقيق أهدافه في السيطرة على العالم .
في سبتمبر 1939، هتلر قاد الغزو على بولندا الذي يعتبر واحدا من أهم أسباب الحرب العالمية الثانية، وعلى إثره، أعلنت بريطانيا العظمى وفرنسا الحرب على ألمانيا وبدأت الحرب العالمية الثانية، وأدت هذه الحرب إلى مقتل المزيد من البشر وتدمير المزيد من الأراضي والممتلكات في جميع أنحاء العالم مقارنة بأي حرب سابقة. وتقدر الخسائر بين 45 و 60 مليون قتيل، بما في ذلك مقتل حوالي 6 ملايين يهودي في معسكرات الاعتقال النازية كجزء من الحل النهائي الشيطاني الذي وضعه هتلر والمعروف باسم الهولوكوست .
قبل الحرب العالمية الثانية
أدى الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الأولى، المعروفة أيضا بالحرب العظمى، إلى تعكير استقرار أوروبا بشكل كبير وأثر ذلك في العديد من الجوانب. وقد نشأت الحرب العالمية الثانية نتيجة لقضايا لم يتم حلها بسبب هذا الصراع السابق، وعلى وجه الخصوص، أدى الاضطراب السياسي والاقتصادي في ألمانيا والاستياء المستمر من الشروط الصارمة التي فرضتها معاهدة فرساي إلى صعود أدولف هتلر وحزبه الوطني الاشتراكي النازي إلى السلطة .
بدأ إعادة تسليح ألمانيا بشكل سري، مما يعتبر خرقا لمعاهدة فرساي. بعد توقيع تحالفات مع إيطاليا واليابان ضد الاتحاد السوفيتي، أرسل هتلر قوات لاحتلال النمسا في عام 1938، وفي العام التالي ضم تشيكوسلوفاكيا. لم يتم التصدي لعدوان هتلر المفتوح حيث كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي مشغولة بالسياسة الداخلية في تلك الفترة، ولم تكن فرنسا وبريطانيا حريصة على المواجهة .
اندلاع الحرب العالمية الثانية
في أواخر أغسطس 1939، وقع هتلر وزعيم الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين معاهدة عدم الاعتداء الألمانية السوفيتية، وأثارت هذه المعاهدة قلقا كبيرا في لندن وباريس. كان هتلر يخطط منذ فترة طويلة لغزو بولندا، وهي دولة حصلت على ضمانات من بريطانيا العظمى وفرنسا بالدعم العسكري إذا تعرضت لهجوم من ألمانيا. وتعني هذه الاتفاقية مع ستالين أن هتلر لن يواجه حربا على جبهتين فقط بمجرد غزوه لبولندا، بل سيحصل على دعم سوفيتي أيضا. وفي الأول من سبتمبر 1939، غزا هتلر بولندا من الجانب الغربي، وبعد يومين أعلنت فرنسا وبريطانيا الحرب على ألمانيا، وهذه هي بداية الحرب العالمية الثانية .
غزو النرويج والدنمارك أثناء الحرب العالمية الثانية
في 9 أبريل 1940 غزت ألمانيا في وقت واحد النرويج واحتلت الدنمارك ، وبدأت الحرب بشكل جدي ، وفي 10 مايو اجتاحت القوات الألمانية بلجيكا وهولندا فيما أصبح يعرف باسم الحرب الخاطفة أو حرب البرق ، وبعد ثلاثة أيام عبرت قوات هتلر نهر ميوز وضربت القوات الفرنسية في سيدان الواقعة في الطرف الشمالي لخط ماجينو وهي سلسلة متطورة من التحصينات التي شُيدت بعد الحرب العالمية الأولى واعتبرت حاجزًا دفاعيًا لا يمكن اختراقه .
في 14 يونيو، دخلت القوات الألمانية باريس، وطلبت حكومة جديدة شكلها المارشال فيليب بيتان هدنة بعد ليلتين وتم تقسيم فرنسا بعد ذلك إلى منطقتين، أحدهما تحت الاحتلال العسكري الألماني والآخر تحت حكومة بيتان التي تم تنصيبها في فيشي فرانس، وحول هتلر انتباهه إلى بريطانيا التي كانت تتمتع بميزة دفاعية تتمثل في الانفصال عن القارة عن طريق القناة الإنجليزية .
عملية بارباروسا
بحلول أوائل عام 1941 انضمت المجر ورومانيا وبلغاريا إلى المحور ، وقامت القوات الألمانية باجتياح يوغوسلافيا واليونان في أبريل ، وكان غزو هتلر للبلقان بمثابة مقدمة لهدفه الحقيقي وهو غزو الاتحاد السوفيتي ، والنصف الآخر من استراتيجية هتلر كان إبادة اليهود من جميع أنحاء أوروبا التي تحتلها ألمانيا .
تم تقديم خطط الحل النهائي في وقت قريب من الهجوم السوفيتي، وفي غضون ثلاث سنوات من ذلك، تم إبادة أكثر من 4 ملايين يهودي في معسكرات الموت التي أقيمت في بولندا المحتلة .
في 22 يونيو 1941 أمر هتلر بغزو الاتحاد السوفيتي الذي أطلق عليه اسم عملية بارباروسا ، وعلى الرغم من أن الدبابات والطائرات السوفيتية فاق عدد الألمان إلى حد كبير إلا أن التكنولوجيا الخاصة بهم قد عفا عليها الزمن إلى حد كبير ، وقد ساعد تأثير الغزو المفاجئ الألمان على الوصول إلى مسافة 200 ميل من موسكو بحلول منتصف يوليو .
انتهاء الحرب العالمية الثانية
خلال مؤتمر بوتسدام في يوليو وأغسطس 1945، ناقش الرئيس الأمريكي هاري ترومان وتشرشل وستالين الحرب المستمرة مع اليابان، وكذلك تسوية السلام مع ألمانيا، وتم الاتفاق على تقسيم ألمانيا بعد الحرب إلى أربع مناطق احتلال يسيطر عليها الاتحاد السوفيتي وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا .
أدت الخسائر الفادحة التي تكبدتها الحملات في إيو جيما وأوكيناوا والمخاوف من الغزو البري المكلف حتى لليابان إلى ترومان إلى التصريح باستخدام سلاح جديد ومدمر ، وتم تطوير القنبلة الذرية خلال عملية سرية للغاية أطلق عليها اسم مشروع مانهاتن وتم إطلاق القنبلة الذرية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانين في أوائل أغسطس .
أعلنت الحكومة اليابانية في 15 أغسطس بيانًا يعلن عن قبولها بنود إعلان بوتسدام، وفي 2 سبتمبر استسلمت اليابان رسميًا للولايات المتحدة بقيادة الجنرال دوغلاس ماك آرثر على متن السفينة الحربية الأمريكية ميسوري في خليج طوكيو .