مذكرات يومية عن ” يوم مهم ” في حياتي
يوم تخرج أخي
أخي الأكبر يدرس الطب لفترة طويلة، إنه يعتاد على الجلوس بين كتبه لساعات طويلة، وهو يركز تماما في دراسته مما يجعله يفقد الشعور بالوقت، وهذا يجعلني أشعر بالأسف له، لأنه لا يلعب كما أفعل، بل يقضي الكثير من الوقت في المذاكرة فقط. وها هو الآن ينهي دراسته ويصبح أحدث طبيب في العائلة والعالم. اليوم هو يوم مهم جدا في حياته وحياتي وحياة الأسرة بأكملها. اليوم هو يوم تخرج أخي واستلامه شهادة تثبت أنه أصبح طبيبا، وله الحق في ممارسة المهنة. كان اليوم مليئا بالمشاعر، عندما دعوا باسمه رأيت أمي تبكي وأبي يصفق بحرارة، حتى أختي الصغيرة التي لا تفهم كل شيء بدت سعيدة في ملابسها الجديدة. وفي هذه الأجواء الفرحة، توقفت للحظة لأفكر. كنت أكره دائما المذاكرة ولا أحب تعبها، ولا أحب قضاء ساعاتي فيها بدلا من اللعب الممتع، ولكنني لا أعرف لماذا شعرت في هذه اللحظة أنني أريد أن أصبح طبيبا مثل أخي. كان يكرر أخي دائما أن الأطباء هم ملائكة الرحمة على الأرض، وأن هذه المهنة هي الأرفع دائما، وأنه يريد إنقاذ الأرواح والعمل على راحتهم ومساعدتهم دائما. وكنت أعتقد أنها دراسة صعبة وغير مجدية، وكتبت ذلك في مذكراتي اليومية في المدرسة. ولكن ها أنا الآن، نسيت كل ما قلته عن صعوبة الدراسة وأرغب في أن أصبح طبيبا. يبدو أن الطب مهنة مجدية وتستحق كل التعب. ومن الواضح أن كل هذا التعب لا يعني شيئا أمام فرحة التخرج والحصول على الشهادة. اليوم هو يوم مهم جدا في حياتي، لذا قررت أن أصبح طبيبا مثل أخي الأكبر .
يوم زفاف أختي
تأتي أختي الآن بفستان أبيض مما يجعلها تبدو جميلة وتضيء العالم من حولها. كان اليوم مليئا بالمشاعر والصراعات الداخلية بين الفرح والحزن بسبب رحيلها. كانت هناك الكثير من المسؤوليات التي جعلتني أنسى حتى الراحة والطعام. لا أعرف كيف مرت الساعات، لكنها مرت بسرعة بالنسبة لي. ورغم أنني استيقظت باكرا، فإنني أشعر أن اليوم لا يزال في بدايته. لا أدري ما يجب كتابته في مذكراتي حول هذا اليوم، ولكنه كان من الأيام التي لا يمكن نسيانها. أتذكر نظرة أختي لي وسؤالها عما كنت أشعر به عندما رأتني بفستان أبيض لأول مرة. شعرت بأنني بمثابة أميرة المنزل الصغيرة التي كبرت وأصبحت ملكة جميلة لا يمكن مقارنتها بأي شخص آخر. رغم أنها كانت الفتاة الصغيرة التي أتذكرها وهي تعود من المدرسة مع شعرها المضفور وزيها الرسمي، فإنني لا أستطيع تصديق كم زادت كبرا وأصبحت عروسا. استغرق الأمر وقتا طويلا للتفكير حتى سألتني مرة أخرى إذا كنت أبدو قبيحة. قلت لها بالمزاح أنها تشبه العرائس الباربي التي لا يمكن التعرف عليها. ونظرت إلي بنظرة صارمة وسألت أمي من أين أتيت بهذا الشيء القبيح الذي لا يعرف شيئا عن الجمال. ضحكنا جميعا، ولكن الوقت مر بسرعة. ولكن بغض النظر عن كبرها، فإنها لا تزال الفتاة الصغيرة المدللة التي تعرف كيف تجعل الآخرين يبتسمون وينسون همومهم .
يوم حصولي على الميدالية الذهبية
يوم صعب جدا بالنسبة لي، فلم أستطع النوم طوال الليل وكنت أتقلب في الفراش، حتى سمعت أذان الفجر. فعجلت للصلاة في الجامع القريب من منزلي، وبعد الانتهاء من الصلاة، دعوت الله كثيرا ليكتب لي النجاح في هذا اليوم. كنت متوترا جدا وخائفا، وعيناي كانتا تدمعان، وأدعو الله باستمرار في طريقي إلى المنزل. فشعرت بأن قلبي سيتوقف، لأن المسابقة التي أتنافس بها كانت اليوم، وهي المباراة النهائية التي حضرت لها بكل جهدي واجتهادي وتحملت الكثير من الصعوبات. لا أريد أن تذهب كل ما بذلته عبثا. كان خصمي قويا ولا يمكن الاستهانة به، لكنني تدربت بجدية كبيرة ودعوت الله كثيرا ليحقق لي الفوز. بعد تناول الفطور ذهبت مع مدربي وأصدقائي وعائلتي إلى مكان المسابقة، وكلما اقترب الموعد زادت دقات قلبي. وها أنا ذا أواجه خصمي، ولا أتذكر كيف انقضى الوقت، حتى رفع الحكم يديه ودق الجرس، ونظر الجميع إلي بفرح. حملني مدربي على عنقه وأشعر بالفرحة، لقد فزت! انتهت المباراة وأنا فائز. سلمت على منافسي والحكم والجميع، ولا أزال لا أصدق ما حدث. أصبحت البطل اليوم، ويجب أن يتذكر هذا اليوم في المذكرات الأدبية، فهو يوم حافل بالمشاعر والصعوبات، ويوم ملئ بالتحدي. كان هذا اليوم الأهم في حياتي، اليومالذي توجت فيه بالنجاح بعد أن تدربت لفترة طويلة، وكنت أشعر بالتوتر والخوف. اليوم الذي انتظرته كثيرا، حتى أرى الفخر في عيون والدي وأخوتي. فقد حققت الفوز بفضل مجهودي وتحسين مستواي وبمساعدة مدربي الذين بذلوا جهودا جبارة في تدريبي. وها أنا أكتب عن هذا اليوم وهذا الإنجاز، لكي لا أنساه يوما ويخلد في ذاكرتي كيوم مهم جدا في حياتي .
يوم رجوعي إلى وطني
بعد غياب سنوات عن وطني، ها أنا أعود مرة أخرى، أشعر كما لو أنني لم أتركه يوما. فكل شيء ما زال يشبه ما كان عليه، حتى الوجوه التي أصابها الزمن، ما زالت تبتسم لي وتنشر الحب حولي، وتجعلني أشعر كأنني لم أتغرب يوما. لقد عدت لأقضي العيد مع أسرتي، وأعيد هنا الذكريات التي لا تنسى. أذكر عندما كنت صغيرا، كنت أعتاد على كتابة مذكرات يومية عن العيد وطقوسه الجميلة، ومدى فرحي بأيامه وملابسي الجديدة ولعبي وبالطبع مدى فرحي بعديتي التي كان الجميع يعطيها لي. أتذكر لبسي الجلباب الأبيض وإسراعي مع أبي وعائلتي للذهاب لصلاة العيد وأنا أحمل اللعب والبلونات الملونة معي. كان الجميع فرحا بهذا اليوم، وأتذكر توزيع الهدايا والحلويات من أشخاص غرباء لا أعرفهم على أخوتي الصغار. وسمح والدي لنا بأخذهم والطعام. لا أنسى الطعام اللذيذ الذي جعلني أريد كتابة تعبيرعنه حتى الآن. كان العيد في وطني دائما يعني الفرح والمحبة والتلاحم، وكانت الأسر تجتمع مع بعضها البعض وتحتفل بالعيد بطرق مختلفة. واليوم، بعد غياب طويل، أشعر بأنني عدت للمنزل، وأنا أتمنى أن يستمر هذا الشعور الجميل وأن يبقى وطني دائما مكانا للحب والفرح والتلاحم .