مدن شمال المملكة

تعود نشأة مدينة عرعر إلى عام 1950م، حيث تم إنشاء خط أنابيب الزيت وإقامة محطة لضخ الزيت، وبعدها تم بناء سكن خاص بالعاملين في المحطة، وبعد ذلك تم بناء مستشفى. ثم بدأت المدينة في التوسع وشكل المواطنين الذين توافدوا عليها المواطنين من الأحساء والجوف ونجد والوجه ونواة المجتمع الجديد لهذه المدينة. وكان تقديم الأراضي بالمجان للبدو من أجل الإقامة الدائمة فيها.

ويتميز مدينة عرعر بأنها تشكل الطريق الرئيسي للوصول إلى العراق وسوريا والأردن، وأنها تحوي العديد من الطرق البرية الهامة التي تربط المدن الكبرى في المملكة ببعضها البعض. وقد ساعد هذا الموقع الاستراتيجي على جعلها مركزا هاما للتنقل من وإلى المملكة، حيث يستخدمها الآلاف من المسافرين للوصول إلى الأردن وسوريا والعراق وتركيا وإيران ودول الخليج، ويتم من خلالها أيضا عبور العديد من الشاحنات التي تحمل البضائع القادمة من خارج المملكة والخارجة منها.

يعتمد معظم النشاط السكاني في مدينة عرعر على الرعي، حيث يقوم العديدمن السكان برعي الإبل والأغنام.

2 – مدينة رفحاء

تعد رفحاء ثاني أكبر مدن منطقة الحدود الشمالية بعد مدينة عرعر، وموقعها في طريق الربط بين بغداد ومكة المكرمة، وعلى الطريق الذي يربط دول الخليج العربي وشرق المملكة بالشام وتركيا وأوروبا، وتحدها الجمهورية العربية العراقية من الشمال، ومدينة عرعر من الغرب، ومدينة حفر الباطن من الشرق، بينما تحدها منطقة حائل من الجنوب.

 تعتبر رفحاء ثاني أكبر مدينة في المنطقة الشمالية من حيث عدد السكان. وبسبب موقعها على الطريق الدولي الذي يربط بين المملكة العربية السعودية والعديد من الدول المجاورة لها، حصلت رفحاء على ميزة فريدة وأهمية كبيرة.

تضم مدينة رفحاء العديد من المواقع الأثرية في القرى والهجر، ويعد درب زبيدة واحدا من الطرق الأثرية المهمة، حيث كان يستخدم لنقل الحجاج من العراق والدول المجاورة إلى الأراضي المقدسة. وتتميز هذه الطريق بوجود العديد من البرك التي بنيتها زبيدة بنت جعفر العباسية، زوجة الخليفة هارون الرشيد العباسي، وتبلغ عددها ثمانية عشر بركة.

3- مدينة طريف

تقع مدينة طريف بالقرب من الحدود السعودية الأردنية، وهي آخر نقطة حدودية مع العراق، ويمر منها الطريق الدولي الذي يصل بين بلاد الشام وتركيا والحدود الشمالية والغربية للمملكة.

 تتميز مدينة طريف بطقسها الحار صيفًا وبرودتها الشديدة التي تصل في بعض الأحيان إلى درجة تساقط الثلوج في الشتاء، حيث تنخفض درجة الحرارة فيها إلى ما دون الصفر المئوي، مما يؤدي إلى تجمد مواسير المياه بسبب البرد الشديد.

ترتفع منطقة طريف عن سطح البحر بارتفاع 845 مترًا، وتوجد بها العديد من الوديان والشعاب، ومن بينها أشهر الأودية وأكبرها وادي شعيب الجراني، الذي يقع بالقرب من الحدود الأردنية، ومن بين الشعاب الشهيرة فيها شعيب الردعانية والقبر والمرا.

تأسست مدينة طريف كنتيجة لاحقة لاكتشاف البترول في المنطقة الشمالية، حيث تم توطين العديد من البدو في المدينة بعد إنشاء خط بترول التابلاين التابع للمحطة الثالثة لضخ البترول بشركة أرامكو. بعد ذلك، بدأت حركة عمران كبيرة وتوسع في مشاريع البنية التحتية، وأدت إلى إنشاء تجمعات سكنية والعديد من المرافق الحكومية والخدمية والفنادق.

تعتبر مدينة طريف من المناطق الغنية بآبار الغاز الطبيعي والمعادن، مثل الفوسفات الموجود في أم الوعول وحزم الجلاميد، ويتم نقله عبر خط سكة حديدية إلى مدينة رأس الخير في المنطقة الشرقية.

4- مدينة العويقلية

 تعد محافظة العويقيلة رابع أكبر مدينة في شمال المملكة بعد عرعر ورفحاء وطريف، وتقع العويقيلة في وسط مدينتي عرعر ورفحاء. ترتفع مدينة العويقيلة عن سطح البحر بما يقارب 500 متر، وهي من المدن التي نشأت بسبب اكتشاف البترول، وتم تطويرها بعد إنشاء خط التبليط الواصل بشركة أرامكو السعودية حيث تقع العويقيلة على امتداد هذا الخط، وكذلك على الطريق الدولي الذي يربط دول الخليج العربي ببلاد الشام.

تتميز العويقلية بجمال الطبيعة، حيث يوجد بها الكثير من المساحات الخضراء، ويصبح ذلك واضحًا خلال فصل الربيع عندما تزدان المنطقة باللون الأخضر الجميل، مما يجعلها وجهة سياحية مهمة في ذلك الوقت.

تتنوع تضاريس هذه المدينة بين السهول والجبال المتوسطة الارتفاع، والتي تحتوي بعضها على كهوف صخرية مثل جبل أبو رواث الذي يرتفع عن سطح البحر بارتفاع يصل إلى حوالي 355 مترًا، كما تحتوي على منطقة الرعن وهي أحد أكثر المناطق صحراوية وعرة في العويقيلة.