منوعات

مخاطر الاستعمال المفرط للاسمدة و اكثار السلالات المنتقاة

يعيش مجتمعنا العربي في العديد من السلبيات التي لا يمكن إجباره على تغييرها، ولكن يمكننا جميعا تحقيق التغيير إذا كان لدينا الإرادة الصادقة. نحن ندرك مدى الفوضى والعشوائية في كل شيء ونتعايش معها أملا في إصلاحها أو القضاء عليها في يوم من الأيام. والأسف الشديد أن الإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي يتدخل في كل شيء في الكون ويؤثر فيه بطريقة سلبية، وهو يتأثر بالعواقب السلبية لأفعاله. فالبيئة التي نعيش فيها ليست مجرد بيئتنا، بل هي بيئة لجميع المخلوقات بما في ذلك النباتات والحيوانات. فكيف يمكننا استغلال كل شيء لصالح حياتنا فقط، ونتمنى أن يؤول بالإيجاب على حياتنا، في حين يؤول بالسلب ويدمرها تماما .

للأسف، انتشرت المواد الكيميائية والمبيدات بشكل كبير بين المزارعين الذين يستخدمونها في الأراضي الزراعية دون احترام الإجراءات الفنية السليمة التي تعمل على حماية صحة الإنسان والبيئة بشكل عام .

أنواع المبيدات الكيماوية :  توجد عدة أنواع من المبيدات الكيماوية، مثل المبيدات الفطرية والحشرية والفسفورية. يتم استخدام جميع هذه الأنواع عموما لعلاج أمراض النباتات مثل مرض المن ومرض الكروس ومرض القشرية. هذه الأمراض تصيب النخيل بشكل خاص وتعتبر الأكثر انتشارا بين أمراض النباتات بشكل عام .

خطورة استخدام المبيدات الكيماوية : تستخدم المبيدات الكيماوية في تغذية النباتات، وخاصة المحاصيل الحقلية الجديدة التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الأسمدة الكيماوية لتحقيق إنتاج جيد، لكن المزارعين لا يأخذون في الاعتبار المخاطر الناجمة عن استخدام المبيدات الكيماوية، والتي تشمل:

١- تترسب هذه المبيدات الحشرية مع مياه الري في المياه الجوفية وتتحول إلى مركبات أخرى. على سبيل المثال، تتحول الأسمدة النيتروجينية إلى مركبات النيترات ومنها إلى مياه الشرب، وبالطبع تصل إلى الإنسان. ومن هنا تنشأ المشكلة في جسم الإنسان، حيث ينتج الدم في الجهاز الهضمي مركبا خطيرا يمنع دخول الأوكسجين إلى الدم في الرئتين، مما يسبب التسمم وفي بعض الحالات الوفاة .

تؤثر المبيدات الكيميائية بشكل كبير على النباتات، حتى تؤدي إلى حرقها، ولذلك فإن تقليل كمية المبيدات لن يكون كافيًا للتعامل مع هذه المشكلة .

أيضا، تؤثر المبيدات الكيميائية على الحيوانات نتيجة تناولها للمحاصيل التي تم رشها بالمبيدات الحشرية. للأسف، يتأثر الحيوان بشكل سلبي ويصاب بالطفيليات التي يمكن أن تؤدي إلى وفاته. تترسب هذه المواد في الكبد والكلى والنخاع الشوكي والطحال، وتستمر لفترة طويلة في الكبد، ويمكن أن تفرز في الحليب. والمثير للصدمة هو أن هذه التأثيرات لا تزول عند درجة الحرارة، مما يعني أنها لا تتلاشى عند طهيها وتبقى مؤثرة، مما يؤدي إلى تسمم الإنسان عند تناولها .

4- يتأثر الإنسان بتلك المبيدات تأثيرا مباشرا وتأثيرا غير مباشرا ، فالتأثير المباشر يكون عن طريق امتصاص الجلد لهذه المبيدات أو بالاستنشاق الذي يؤدي إلى التهاب في الجهاز التنفسي ويعتبر هذا المرض الأكثر شيوعا بين المزارعين ، وأما التأثير الغير مباشر فهو عن طريق تناول المزروعات والخضروات وأيضا أكل لحوم الحيوانات التي أكلت هذه الزروعات المصابة بالكيماويات .

المخاطر الناتجة عن انتاج السلالات المنتقاة : قبل المخاطرة بالسلالات الجديدة، يجب معرفة معنى السلالات المنتقاة وهي نقل الجينات بين نباتين من نفس النوع لإنتاج صفات مرغوب فيها. ومع ذلك، تحتاج هذه الطريقة إلى وقت طويل للحصول على الصفات المرغوب فيها من أنواع ذات قرابة وراثية. ومع ذلك، تقنيات حديثة تسمح بالحصول على الصفات المرغوبة من نباتات متنوعة وليست فقط من نفس النوعية أو الصلة الوراثية. وتلبي هذه الطريقة الجديدة احتياجاتنا في وقت قصير وتحقق أعلى جودة للنباتات المنتقاة .

وتتلخص مخاطر السلالات المنتقاة في :
تحتوي بعض النباتات على مواد مسببة للحساسية والتي تقلل من القيمة الغذائية المعروفة لهذه النباتات .
يمكن نقل الجينات من النباتات المعدّلة وراثياً إلى الأصناف البرية من نفس النوع من النباتات .
من الممكن زيادةمقاومة الآفات للسموم المنتجة من السلالات المختارة.
من المؤكد أن هذه السموم ستؤثر بالسلب على الكائنات الحية غير المستهدفة .

بأسف شديد، يبحث العلماء عن كل ما هو جديد ويتركون وراءهم مدى تأثيره على صحة الإنسان. فما ينطبق على السلالات المنتقاة للنباتات ينطبق أيضا على السلالات المنتقاة للحيوان، حيث يحملون جميعا نفس السموم التي تؤثر على البشر الذين دفعوا ثمن حياتهم في سبيل نجاح التكنولوجيا في تطوير أحدث الطرق العلمية باستخدام سلالات منتقاة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى