متى تنفخ الروح في الجنين
متى تنفخ الروح في الجنين
تنفخ الروح في الجنين في اليوم 120، أي في نهاية الشهر الرابع
تنوعت الآراء حول موعد نفخ الروح في جسم الجنين في بطن أمه، فقد رأى البعض أن الروح تنفخ في اليوم الأربعين، وأرجح الرأي كان أن الروح تنفخ في اليوم 120 أي في نهاية الشهر الرابع، حيث يبدأ الطفل في التكون بشكل طبيعي وتبدأ حواسه وأطرافه في النضوج، ولذلك كان هذا الرأي الأرجح.
الرأي الذي يقول بأن الروح تبث في جسد الإنسان بعد 120 يوما في الحمل يتم دعمه بأدلة من السنة النبوية، حيث يوجد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد ذلك، وتثبت الدراسات العلمية والفحوصات التي قام بها الأطباء أن الجنين يبدأ حركته في بطن الأم في نهاية الشهر الرابع، وقد تم إثبات ذلك من خلال تسجيلات وصور أشعة الموجات الصوتية التي توضح حركة الجنين، وتم عمل دراسات على الأمهات الحوامل وتأكد أن الأم تشعر ببداية حركة جنينها في ذلك الشهر بالتحديد.
يختبر الجنين فترة الحمل التي تستمر من سبعة إلى تسعة أشهر في بطن الأم. يمر الجنين خلال هذه الفترة بمراحل وتطورات مختلفة. لا يوجد روح تنفخ في جسم الإنسان منذ الشهر الأول من الحمل، حيث يكون الجنين عبارة عن أنسجة بسيطة في الرحم. ولكن بقدرة الله سبحانه وتعالى، يعطى الجنين روحا في هذا الجسم الصغير، حتى يصبح مولودا، ومن ثم يبدأ رحلة حياته.
أعراض بداية الحمل لدي الحامل
في بداية الحمل، يكون الجنين عبارة عن قطعة صغيرة لا تسبب للأم أي حركة أو شعور بالوخز. ومع ذلك، يعد التغير الهرموني في جسم المرأة هو السبب الرئيسي في ظهور وشعور الأم بأعراض الحمل، مثل الدوخة والغثيان المستمر وعدم القدرة على القيام بالمهام اليومية بشكل طبيعي، بالإضافة إلى اضطرابات في ضغط الدم أو نبضات القلب. ومع ذلك، تكون جميع هذه الأعراض مؤقتة حتى يتم نفخ الروح في الجنين، ويصبح قادرا على الحركة، وتبدأ الأم بالشعور بحركته في جميع أجزاء بطنها.
رأي الشريعة الإسلامية في الإجهاض
ذكر الله سبحانه وتعالى أن المال والأولاد هما زينة الحياة الدنيا، فهما يعتبران من أعظم النعم وأشكال الرزق التي يمنحها الله للإنسان. لذا يجب على الإنسان الحفاظ على هذه النعم ومراعاة مشيئة الله فيهما. ولكن مع تقدم المجتمع ومرور السنوات، أصبحت عمليات الإجهاض منتشرة كعمليات جراحية، حيث غفل الناس عن دينهم واهتموا بأمور دنيوية.
وفقا لرأي الشريعة الإسلامية في هذه المسألة، قتل النفس بدون حق هو معصية يحاسب الله عليها. ولكن هناك بعض الظروف التي قد تجوز فيها المحظورات. إذا كانت الأم مهددة بالخطر نتيجة لتلك الحملة، فلا يوجد خطأ عليها؛ لأنها لم تكن متدخلة في الأمر ولم يكن بإمكانها فعل شيء آخر. ولها الحق في إجراء الإجهاض.
من الواضح أن ارتكاب أي شخص لهذا الفعل عمدًا بسبب نوايا أخرى يعتبر حرامًا بالتأكيد، وسواء كان الشخص طبيبًا أو غير ذلك، فإنه قد ارتكب خطأًا سيحاسب عليه الله، حيث أنه سيؤدي إلى قتل روح بريئة لم ترتكب أي شيء سوى أن الله جعلها رزقًا لشخص ما لم يكن يستحقها.
رأي الشريعة في الإجهاض بعد بث الروح
يتفق جميع الفقهاء المتبعين للمذاهب الأربعة الحنبلية والشافعية والمالكية والحنفية على أن القيام بالإجهاض بعد نفخ الروح في الجنين يعتبر جريمة قتل بشعة، ولذلك توافقوا على أن هذا الفعل محرم وليس لأجل التعسف، ولكن لأن القيام به يعتبر اعتراضا على حكم الله ومشيئته.
أشاروا أيضًا إلى حالة واحدة يمكن فيها إجراء الإجهاض، وهي إذا كان الحمل يشكل خطرًا على حياة الأم، وفي هذه الحالة لا يوجد أي ذنب على الأم إذا قامت بإجراء الإجهاض.
كان هناك خلاف بين الأئمة حول مسألة الإجهاض قبل نفخ الروح، حيث يعتبر البعض أنها رزق لا يحق للإنسان التدخل فيه والقضاء عليه، حتى لو لم تبدأ الحياة فيها بعد. والبعض الآخر يرى أن الجنين لم يصبح حيًا في هذه المرحلة، ولذلك يمكن للأم أن تجري الإجهاض دون مسألة.