متى تأسست مدينة سبأ ؟
تقع مدينة سبأ في دولة اليمن، وهى من المدن القديمة، وكلمة سبأ ترمز إلى المحاربين أو المقاتلين،، وقد أخذت هذه المدينة اسمها من المكان التي وجدت به فهو يحمل ذات الاسم أيضاً، وقد قامت في هذه المدينة مملكة عظيمة قامت باتحاد الكثير من الممالك اليمنية، وقد اتسمت هذه المملكة بقوتها وشدتها وتطورها المتنامي.
تأسست مدينة سبأ في القرن التاسع قبل الميلاد، ولكن هناك تناقض في تواريخ بنائها، فبعضهم يقول بأنها تأسست في القرن الحادي عشر قبل الميلاد. ويعود ذلك إلى عدم وضوح التواريخ في تاريخ هذه المملكة. تم بناء هذه المملكة بناء على وجود قبيلة سبأ، وقد استولت على العديد من الممالك الأخرى بالقوة أو بالتفاهم.
ومنها على سبيل المثال: تطورت مملكة حضرموت ومعين وقبيلة قبطان وازداد نفوذها وتطورها حتى ضمت العديد من المناطق في بلاد الشام والعراق وفلسطين، وحوت بذلك ثقافات متعددة نتيجة وجود شعوب مختلفة بداخلها.
وقد تحولت مدينة سبأ إلى مملكة على يد الكاهن كربئيل وتر إبان القرن السابع قبل الميلاد، وقد أطلق على نفسه الملك، وضم الكثير من الممالك المجاورة إلى مملكته، وقد عم الرخاء والنمو والرواج المملكة خلال حكمه، ويرجع الفضل إليه في القيام بوحدة الممالك جميعها تحت لواء واحد باختلاف مآربهم ودياناتهم وآلهتهم وإعتقاداتهم، وقام باستمراره في الحكم غير متعصب لفئة أو قوم بعينهم دون الآخرين، وكانت مأرب هي العاصمة في عهده.
– يدل هذا الرقم على أن سكان مملكة سبأ كانوا من عبدة الأصنام، وكان لكل قبيلة إلهًا خاصًا بها يعبدونه، مثلإله مقته وإله عثتر، وكان الكهان الذين كانوا يعملون كرهنة لممارسة الدين، هم الذين كانوا يؤثرون بشكل كبير في الحكم والإدارة والسياسة في المملكة، حيث كان هناك ما يقرب من 17 كاهنًا يتعاقبون في هذا المنصب.
وكان شعب مملكة سبأ من يمارس السحر والشعوذة والدجل وفي نفس الوقت التدين والانصياع للآلهة، حتى جاء عهد الملكة بلقيس إبان وجود نبي الله سليمان بن داوود عليه السلام في هذا الوقت، وقد قام باستدعاء الملكة بلقيس لهدايتها إلى الله الواحد القهار، وجميعنا يعلم قصة سيدنا سليمان مع الملكة بلقيس والهدهد الذي لم يجده الملك سليمان ضمن الطيور في ذات يوم، فقال بأنه إذا لم يقم بإتيانه بحجة أو سبب عظيم لتغيبه سوف يقوم بنحره، وإثر ذلك جاء الهدهد للملك سليمان بأخبارها وأخبار قومها وأنبأه أنهم يعبدون الشمس من دون الله عز وجل، وأتاه بنبأ عن عرشها وكنهه وسمته، فقد آتى الله سيدنا سليمان مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعده فعلمه لغة الطيور والحيوانات، وسخر له الجن والشياطين، فأتى بها الملك سليمان ودعاها إلى عبادة الله الواحد لا شريك له هي وقومها، من خلال رسالة قام بإرسالها لها، فقامت هي بمحاولة رشوة سيدنا سليمان ببعثها إليه مجموعة من الهدايا الضخمة الثمينة، فلم يقبلها سيدنا سليمان وقام بالتهديد إذا لم تأتي إليه سوف يقوم بمهاجمتها بجيش ليس لها ولا لمملكتها قِبَل به، فانصاعت لأوامره وذهبت إليه فقام بتشييد بناء من الزجاج لها، فظنت أنه ماء فرفعت ثوبها لتخوض فيه، فأخبرها أنه زجاج فتعجبت، وآتاها بعرشها فاعتقدت إنه شبيهه فقال لها بل هو عرشك فاهتدت به، وذهبت لقومها ترشدهم إلى عبادة الله كما قامت هي بعبادته، وأصبحت هي من تقوم بإذاعة هذا الدين الجديد في قومها حتى صاروا على هديها وعبدوا الله عز وجل كما عبدته ملكتهم بلقيس.
ظهرت مدينة سبأ في العديد من الكتب السماوية الثلاثة، وذكرت في إطار تفاصيل قصة النبي سليمان مع الملكة بلقيس، ووردت بشكل خاص في القرآن الكريم.
لكن تداولت هذه القصة أيضا في الأساطير الأثيوبية والديانة اليهودية، حيث تذكر أن الملك سليمان تزوج الملكة بلقيس وأنجبا العديد من الأبناء الذين كانوا في عرفهم من إمبراطورية أثيوبيا. ولكن لم تتمكن الأدلة العلمية الحديثة ولا الأبحاث التي أجريت حول هذا الموضوع من إثبات صحة هذه المعلومات أو نفيها، لكن الأمر الواضح والذي لا يمكن إنكاره هو أن هذه المرحلة كانت مرحلة تاريخية هامة لا يمكن إنكارها.