تقع ولاية أركنساس في الجزء الجنوبي الشرقي من الولايات المتحدة، غرب نهر المسيسيبي، وتعتبر هذه الولاية واحدة من أجمل الولايات في أمريكا من حيث الطبيعة. تعد ولاية أركنساس التاسعة والعشرين من حيث المساحة، حيث يبلغ مجموع مساحتها 134,856 كيلومتر مربع، والثالثة والثلاثين من حيث عدد السكان. تعتبر مدينة ليتل روك عاصمة وأكبر مدينة في ولاية أركنساس، وتقع في وسط الولاية. تعتبر مركزا للتجارة والثقافة والحكومة. تحدها ولايتي تينيسي وميسيسيبي من الشرق، وولايتي أوكلاهوما وتكساس من الغرب، وولاية ميسوري من الشمال، وولاية لويزيانا من الجنوب. تتكون الولاية من ستة مناطق و 75 محافظة .
تاريخ أركنساس
كان يعيش في أركنساس قبائل الهنود الحمر، وذلك قبل أن يأتي إليها المستعمرين الأوروبيين عام 1541، وأول من اكتشف هذه الأرض كان المستكشف الأسباني هرناندو دي سوتو، إلا أن الفرنسي هنوري دوتونتي هو أول من أسس مستعمرة هناك، والتي أطلق عليها ” أركنساس بوست “، وفي عام 1818 شهدت هذه المنطقة طفرة اقتصادية بسبب اعتمادها على زراعة القطن، وفي عام 1803 اشترت الولايات المتحدة الامريكية مجموعة من الأراضي الفرنسية، ثم أصبحت أراضي أركنساس في عام 1819 تابعة للولايات المتحدة الأمريكية .
ومع مرور القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، اتجه اعتماد أركنساس من زراعة القطن إلى زراعة الأرز وفول الصويا، كما تشتهر الولاية بإنتاج الدواجن، حيث تنتج حوالي 1.2 بليون دجاجة سنويا، و 2 مليون من الماشية، ومنذ بداية القرن العشرين توسعت الصناعة في أركنساس، لتشمل العديد من الصناعات الكيميائية، وصناعة السيارات، والمنتجات الغذائية .
الينابيع الساخنة
الينابيع الساخنة، أو الينابيع الحارة، أو العين الحمئة، هي عين ماء حارة يذهب إليها المرضى للشفاء، وتتواجد هذه العيون في الأماكن البركانية في كلا من : غرب الولايات المتحدة، والجزائر، وشرق روسيا، و نيوزيلندا، وأيسلندا، والتشيلي، وجنوب سيناء بجمهورية مصر العربية، وترتفع درجة حرارة هذه المياه في الكهوف الجوفية، التي تتكون من الصخور البركانية، مما تؤدي إلى ارتفاع حرارتها لدرجة الغليان، ويتحول بعضها إلى بخار، ويؤدي ذلك إلى زيادة الضغط في الكهوف، وتندفع المياه والبخار إلى أعلى عبر الصدوع باتجاه سطح الأرض، مما يؤدي إلى انفجار الماء والبخار من الأرض وارتفاعه في الهواء .
متنزه الينابيع الساخنة الوطني بولاية أركنساس
يقع متنزه الينابيع الساخنة الوطني في ولاية أركنساس في جبال أواشيتا، ويعتبر هذا المتنزه غنيا بعدد كبير من الينابيع الحارة، والتي تجذب آلاف السياح كل عام، خصوصا الذين يرغبون في الاستشفاء والحصول على الراحة والاستجمام، حيث تشتهر مياه الينابيع المعدنية في هذا المتنزه بفوائدها العلاجية والصحية الكبيرة، وظهرت هذه الينابيع عند بناء المتنزه في عام 1832، وبذلك يعتبر أقدم متنزه في العالم، وتتواجد هذه الينابيع على طول الجانب الغربي للمتنزه، وتنحدر من الجبال العالية إلى وسط المدينة التي تبعد مسافة 55 ميل جنوب مدينة ليتل روك، عاصمة أركنساس .
تشمل مساحة ومكونات منتزه الينابيع الساخنة في أركنساس
يبلغ مساحة هذا المتنزه حوالي 6 آلاف هكتار، ويتميز بجمال طبيعته ومناظره الخلابة، ويعتبر هذا المتنزه واحدا من أكبر وأشهر المعالم الوطنية في الولايات المتحدة، وبالإضافة إلى وجود عدد كبير من الينابيع الساخنة التي يقدر عددها بحوالي 43 ينبوعا، يحتوي المتنزه على 24 غرفة تجارية تم تجديدها حديثا وتحتوي على أثاث قديم للحفاظ على طابعها التقليدي، كما يحتوي المتنزه على صالات عرض حديثة تقدم عروضا سينمائية تروي تاريخ المتنزه، وتعتبر هذه الحديقة من أشهر منتجعات العلاج الصحي، خاصة حمام فورديس التاريخي الذي يصور بدقة حياة الناس اليومية في العصور القديمة، وتختلف الينابيع الساخنة في المتنزه من حيث حجمها وانتشارها، ولكن معظمها تتراوح درجة حرارتها بين 30 و 60 درجة مئوية .
يقع مركز زوار فورديس باثهوس في متنزه الينابيع الساخنة
يمكن لزوار متنزه الينابيع الساخنة في أركنساس زيارة مركز فورديس باثهوس، الذي بني في عام 1915، ويشتهر بأرضياته الرخامية التي تحتوي على تشكيلات من الفسيفساء، مع سقوف من الزجاج الملون، وقد تم إغلاق هذا المركز في عام 1962 بسبب تراجع الأعمال، ثم أعيد أفتتاحه كمركز زوار في عام 1989، وهو يتكون من طابقين، مع نافورة خزفية في الردهة، يتدفق منها مياه الينابيع الساخنة، ويقدم هذا المركز أفلام تاريخية يظهر فيها تاريخ الحمامات التقليدية، كما يقوم بتقديم بعض الأفلام التوجيهية .
