ماهي الدولة الصفوية ؟
يترتب على ظهور الدولة الصفوية أو الصفويين أساسا لذلك الرجل المعروف باسم صفي الدين الأردبيلي والذي كان يمتلك طريقة خاصة في الممارسة الدينية. انتشرت أفكاره الدينية الغريبة وبدأ العديد من الأشخاص في دعمه، ولكن نجح ابنه، المعروف باسم صدر الدين، في نشر أفكار والده المنحرفة بشكل كبير في فارس أو ما يعرف الآن بإيران. كانت الظروف السيئة جدا التي يعاني منها معظم الإيرانيين في ذلك الوقت بسبب وجود تيموري في البلاد فرصة مناسبة له لتحقيق ذلك. ومن بين الطرق التي اتبعها صدر الدين لزيادة عدد أتباعه وأنصاره كان اتخاذ قراره بتبني الفكر الشيعي، وبالفعل انتشرت المعتقدات الشيعية الصفوية بشكل كبير في إيران وحظيت بتقبل الغالبية. وهكذا أصبح الفكر الصفوي جزءا أساسيا من هذه القواعد الفكرية والدينية التي يتبناها العديد من أفراد الشعب الإيراني .
كيف كانت نشأة الدولة الصفوية :- بعدما استطاع الصفويون فرض سيطرتهم ونفوذهم على إيران، تحولوا من الدعوة الدينية إلى السعي وراء الحكم والسيطرة السياسية، وحتى باتوا يتفردون بها. وقد حققوا ذلك من خلال إقامتهم لعدد كبير من المناطق ذات الحكم المستقل في إيران، والتي كانوا يحكمونها مباشرة. وكان هذا السبب الرئيسي وراء نشوب الحروب في إيران، وقد ساهم بشكل كبير في توسع النفوذ الصفوي. وفي عام 1501م، قام الشاه إسماعيل الصفوي بإعلان قيام الدولة الصفوية في إيران، ولكن حاكم منطقة شيروان، الذي تمكن بالفعل من الحفاظ على جزء من أراضيه في إيران وتجنب سلطة الصفويين، قام بمحاولة قتل الشاه إسماعيل الصفوي وجميع أفراد عائلته، ولكن محاولاته لم تنجح. وتمكن أتباع إسماعيل الصفوي من توفير الحماية له، وعلى إثر هذه المحاولة للقتل، قام الشاه إسماعيل الصفوي بتجهيز جيش لمواجهة حاكم شيروان، وتمكن من الانتصار عليه وقتله والاستيلاء على أراضيه بالكامل. وقام بتدمير أي شيء يرتبط به. وبهذا، استطاع الشاه إسماعيل الصفوي زيادة شعبيته لدى الإيرانيين، الذين رأوا فيه القائد البطل والشجاع الذي استطاع حماية أفكارهم الشيعية الصفوية .
هناك عدد من الأسباب والعوامل التي أدت إلى انتشار التشيع والفكر الصفوي في إيران. تشمل هذه الأسباب والعوامل زيادة انتشار التشيع والفكر الصفوي في إيران
أولاً :زيادة انتشار الحروب والصراعات الأهلية داخل الأراضي الإيرانية .
ثانياً :الممارسات والجرائم الغير إنسانية التي قام بها الشاه إسماعيل الصفوي في حق المسلمين من المذهب السني من قتل وتنكيل .
ثالثاً :- يسعى الدعاة والمبشرون بالمذهب الشيعي للتأثير على أفكار الناس وتشجيعهم على احترام الشاه إسماعيل الصفوي .
رابعاً :عندما تم دمج شيعة من خارج إيران مع المجتمع الإيراني، ساهم ذلك في زيادة انتشار الفكر الشيعي الصفوي في إيران .
النزاع بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية :في البداية، لم تكن العلاقات بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية متوترة، وذلك بالضبط عند إعلان قيام الدولة الصفوية. وظل الجانبان يتعاملان مع بعضهما بحذر شديد وحرص عال، وذلك لتجنب حدوث أي نزاع بينهما. وبقي الوضع هادئا لفترة طويلة، حتى بدأت أطماع الصفويين في التوسع ونشر الفكر الصفوي الشيعي في مناطق جديدة، وذلك من خلال دعمهم لظهور الفتن والاضطرابات السياسية وغيرها بين الناس في الولايات السنية المجاورة للدولة الصفوية على الحدود الشرقية. وبسبب هذا التدخل الصفوي في أراضيها، قررت الدولة العثمانية مقاومته ومن هنا بدأ التنازع بين الدولتين. ولكن بعد ذلك، نجح السلطان سليم العثماني في هزيمة الصفويين وإلحاق هزيمة قاسية بهم، مما أدى إلى هروب إسماعيل الصفوي من إيران خوفا على حياته، ونجح السلطان سليم العثماني في الدخول إلى إيران منتصرا .
كيف جاء انهيار الدولة الصفوية :حدث انهيار دولة الصفويين بعد وفاة الشاه إسماعيل الصفوي بشكل تدريجي، حيث تولى الحكم عدد من الحكام الصفويين الضعفاء ذوو الخبرة السياسية القليلة، وزادت الأطماع السياسية بين الأمراء الصفويين، مما أدى إلى الصراع بين بعضهم وزاد من ضعف وانهيار الدولة الصفوية، حتى تم عزل آخر حاكميها المدعو (طهمساب)، وانتهى الحكم الصفوي في إيران .