ماهي الأرض الميتة
تعريف الأرض الميتة
تعرف الأرض الميتة بأنها الأرض التي لا تعود بالنفع على الناس، إذ تكون مهملة ومهجورة، ويمكن أن يكون سبب ذلك عدة أسباب، مثل نقص إمدادات المياه والتربة الطبيعية أو الرمل، وكذلك عدة أسباب أخرى، وقد تموت هذه الأرض بعد فترة قصيرة من البقاء على قيد الحياة، ويمكن أن تغمرها الناس لسبب ما، أو قد تكون ميتة، مثل الأراضي الصحراوية والأرض الأخرى، ويمكن للإنسان المساعدة في إحياء هذه الأرض.
مصطلح `الأراضي الميتة` هو مصطلح زراعي واقتصادي وبيئي هام اعتمده المسلمون منذ بداية الإسلام، ولا يزال مستخدما حتى اليوم، وذلك لأن التشريعات المتعلقة بهذا النوع من الأراضي لها تأثير كبير على النظام البيئي وعلى الكائنات الحية المعيشة فيها، ولاسيما البشر. وعليه، يلعب إنتاج المحاصيل دورا رئيسيا في استعادة الأراضي القاحلة على جميع المستويات.
حكم الأرض الميتة
علمنا رسولنا الكريم الحكم في إحياء الأرض الميتة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “من أحيا أرضاً ميتةً فهي له”، وقال أيضاً: “من عمّر أرضاً ليست لأحد، فهو أحق بها.
فيجب على الجهة المسؤولة في بلدك أن تحكم بالعدل وأن لا يتعدي أحد على الشريعة الإسلامية ، فيجب علينا إحياء الأرض الميتة وانباتها حتى تكون صالحة الحياه ، ومن يستولي على أرض ميتة ويعمرها ويبث فيها الحياة فهي تحق له ، وفي قول الله تعالى سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا” [النساء:29-30] وقال : وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا [الفرقان].
صلى الله عليه وسلم قال: `يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم حرامًا، فلا تظلموا`. هذا الحديث صحيح وموثوق، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في يوم النحر خلال حجة الوداع: `إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا`.
- وقال عليه الصلاة والسلام، فيما صح عنه، `كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه`.
- وفي الصحيحين عنه ﷺ أنه قال: سيحاسب الله من ظلم شبرًا من الأرض وسيحيط به يوم القيامة من سبعة أرضين.
أهمية إحياء الأرض الميتة
تتطلب الضرورة استعادة المناطق الميتة حيث تواجه الأرض اليوم مشاكل لا حصر لها، وقد تكون من بينها انتشار التصحر ونقص الغذاء وسيطرة القوي على الضعيف والفقر ومشاكل أخرى. إعادة إحياء الأراضي المهجورة يمكن أن يكون حلا مناسبا وفعالا، ويساهم إلى حد ما في تخفيف هذه المشاكل وحلها. لذلك، تتحمل الحكومات في جميع البلدان مسؤولية نشر ثقافة الأرض واستعادة المناطق القاحلة، خاصة في البلدان النامية. يلاحظ بشكل خاص أن المنطقة العربية تعاني من اضطرابات بسبب بعض هذه المشاكل، مثل التصحر، على الرغم من أن موريتانيا والصومال، وكذلك مصر والسودان، تتميز بوجود مناطق مائية. فمن الواضح أن هذه المناطق هي أكثر المناطق غنى بالمياه في المنطقة؛ حيث يمر النيل من خلالها.
حكم أخذ أرضا ليست لأحد
حيث وردت دار الإفتاء المصرية على سؤال قالت فيه: ما هي حكمة الاستيلاء على الأراضي المملوكة للدولة عن طريق وضع اليد، وماذا ينبغي لمن يقتني هذه الأراضي بهذه الطريقة أن يفعل؟.
ورد عن دار الإفتاء أن الأراضي المملوكة للدولة هي أراض تعود للدولة ومخصصة للمرافق العامة أو الهيئات الإدارية، وتتبع تلك الأراضي إحدى الجهات الحكومية الملحقة بها. وأوضحت أن الاحتفاظ بها يعني امتلاكها، سواء تم استخدامها بالفعل من خلال البناء عليها، مثل إعادة التدوير أو الزراعة، أو عدم استخدامها. ويعتبر كل ذلك شكلا من أشكال العدوان المحظورة بالشريعة الإسلامية، لأنه من الواضح أنه يتضمن ظلما واعتداء على حقوق الناس ويستنزف حقوقهم بشكل غير قانوني. إذ ورد في آيات الله عز وجل: `يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل` [النساء: 29]. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: `إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا`. رواه الشيخان عن أبي بكرة رضي الله عنه.
يعد عدم إحياء الأرض الموات ممارسة غير قانونية ومخالفة لحقوق الآخرين، وهو نوع من التعدي الظالم الذي يخل بحقوق الأشخاص. الاختلاس يتضمن استيلاء على أرض الغير دون وجه حق، ويجب القضاء على هذا الظلم ومحاربته بشدة وعدم الاستيلاء على أي قطعة من الأرض بدون حق، وفرض عقوبة شديدة على المتعدين. فقد روى سعيد بن زيد رضي الله عنه أن أروى بنت أويس خاصمته في بعض داره، فقال: `دعوها وإياها؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: `من أخذ شبرا من الأرض ظلما، طوقه إلى سبع أرضين`”. وهذا الحديث من روايتي الشيخان البخاري ومسلم.
وأوضحت أن الأرض تمت مصادرتها واحتلالها من خلال ما يسمى بالاستيلاء دون إذن أو بوضع اليد ، بغض النظر عما إذا كانت الأرض مملوكة لفرد أو دولة معينة ، فإن هذا يعتبر اغتصابًا غير قانوني ، وهو محظور وهذا ليس هذا هو الإحياء الذي يريد سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلّم ، لأن الأرض المصادرة تتمتع بهذه الصفة المتقدمة ، إذا لم يتم تجديدها ، يبدو الأمر كما لو أنها مملوكة لشخص له حقوق خاصة له ، أو يتفق علماء القانون في الدولة ، فهذا ليس مفيدًا بطبيعته ولا يجوز أحيائها.
تملك الأرض في الإسلام
القوة هي العنصر الحاسم، فقبل العصر الإسلامي وقبل بعثة النبوة، كان الاستيلاء على الأراضي الزراعية هو العنصر الحاسم. كانت جميع الممتلكات المتبقية تستند إلى تقاسم السلطة. يقول الإمام الشافعي: `كان الرجل العربي النبيل إذا احتجز أرضا زراعية مثمرة، يكرم الكلب على الجبل إذا كان موجودا، أو ينتشر على الأرض إذا لم يكن هناك جبل، ثم يجذب الناس للصلاة بصوته العالي، حتى يصل صوته إلى أقصى حدوده، فيحميه من كل اتجاه. يعتني بالعامة في شؤونهم الأخرى ويمنع الآخرين من التدخل بسبب فقرهم. ويهتم بتوفير ما يحتاجونه إلى جانبهم
في أيام الجاهلية قبل البعثة النبوية، كانت القوة هي المحدد الذي يتم على أساسه الحصول على الأراضي الزراعية، وكانت الأراضي الزراعية الشاسعة تتمركز في أيدي قلة من الناس على أساس السلطة. وهذا أدى إلى حرمان الكثيرين من التملك، حيث لا يمكنهم العمل إلا كأجور لأصحاب هذه الأراضي، وبسبب وفرة العمال وعدم كفاية أجورهم، كان هناك قوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتصحيح هذا الظلم الذي يحدد فئة معينة من سادة القوم بامتلاك الأراضي. وعن سعيد بن زيد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحيا أرضا ميتة فهي له.
و عن ابن عباس: قال الصعب بن جثامة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا حمى إلا لله ورسوله».