ماهي اركان وشروط الزواج
قال الله تعالى في سورة الروم: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة. إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”. يعتبر الزواج نوعا من التشريعات التي أقرها الله سبحانه وتعالى لكل مسلم ومسلمة. إنه نوع من العلاقات التي تجلب السكينة والراحة والحب والمودة في نفوس الأزواج. يؤكد الله عز وجل في آياته أن الزواج هو اتحاد جسدين ينبعان من روح واحدة، مما يؤكد أن الزواج هو شيء مقدس على الأرض ولا يشبه أي نوع آخر من العلاقات. يتضمن الزواج مجموعة من أركان عقد الزواج التي يتم من خلالها إكمال الزواج، فبدونها لا تكتمل شروط الزواج ويصبح باطلا.
هل الإشهار ركن من أركان الزواج
لا يعد الإعلان عن الزواج ركنا من أركان الزواج، بل هو شرط أساسي للنكاح ومن شروطه، حيث تشمل أركان الزواج العديد من النقاط الهامة، بما في ذلك
- أولاً يجب أن يكون الزوجان خاليين من أي عوائق تمنع إتمام الزواج أو النكاح، مثل وجود محرمات مثل النسب أو الرضاعة أو أن يكون الرجل غير مسلم والمرأة مسلمة.
- يجب أن يكون هناك موافقة صريحة من ولي الأمر على زواج الزوجة، سواء كان ذلك باللفظ أو من خلال الوكيل الذي يمثله، حتى يتمكن الزوج من الزواج من زوجته بشكل شرعي وصحيح .
- يجب الحصول على موافقة الزوج من خلال وجود لفظ صريح منه أو من ينوب عنه يقول: `قبلت`، ويجب وجود هذا اللفظ لإثبات القبول .
اركان النكاح
ومع ذلك، هناك جمهور آخر من الفقهاء الذين أكدوا أن النكاح يتألف من خمسة أركان، وهي:
- يعني مصطلح `من ولي الزوجة` موافقة ولي الزوجة، كما في الجملة `زوجتك أو أنكحتك ابنتي`، ويتم الموافقة عليها من قِبَلِ الزوج، مثل في الجملة `تزوجت أو نكحت`.
- يجب أن يتوفر العديد من الشروط الهامة في الزوج، منها أن يكون حلالًا للزوجة وأن لا يكون من المحرمين عليها، وأن يتم تعيين الزوج وألا يتم الزواج بدون تعييين الزوج، وأن يكون الزوج حلالًا، أي لا يكون محرمًا بحج أو عمرة.
- تتطلب الزوجة الكثير من الشروط، بما في ذلك عدم وجود أي مانع للزواج، وتحديد الزوجة بشكل واضح، وعدم كونها محرمة بسبب الحج أو العمرة.
- الشخص الولي هو الشخص الذي ينوب عن المرأة في زواج نفسها، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، بكرًا أو سبق لها الزواج، وهذا ما أفاد به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها” ورواه ابن ماجه.
- يعتبر الشاهدان شكلاً من أشكال الدليل على عقد النكاح، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل”، ورواه ابن حبان في صحيحه.
أهم شروط الزواج
- أولا : تعيين الزوجين باستخدام الإشارات، التسميات أو الوصف وما شابه ذلك .
- ثانيا : رضى كلّ من الزوجين بالآخر لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا تُنْكَحُ الأَيِّمُ ( وهي التي فارقت زوجها بموت أو طلاق ) حَتَّى تُسْتَأْمَرَ ( أي يُطلب الأمر منها فلا بدّ من تصريحها ) وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ ( أي حتى توافق بكلام أو سكوت ) قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ إِذْنُهَا ( أي لأنها تستحيي ) قَالَ أَنْ تَسْكُتَ رواه البخاري 4741
- ثالثا : أن يعقد للمرأة وليّها لأنّ الله خاطب الأولياء بالنكاح فقال : ( وأَنْكِحوا الأيامى منكم ) ولقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ” رواه الترمذي 1021 وغيره وهو حديث صحيح .
- رابعا : تشير الشهادة في عقد النكاح إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا نكاح إلا بولي وشاهدين)، وهي مذكورة في صحيح الجامع 7558 للطبراني
ويتأكّد إعلان النّكاح لقوله صلى الله عليه وسلم : يتم الإعلان عن الزواج عن طريق الوصاية في حال توافر العديد من الشروط التي يجب توفرها في الوالي، ومن بين هذه الشروط:
- العقل
- البلوغ
- الحريّة
- لا يوجد ولاية لكافر على مسلم أو مسلمة، ولا ولاية لمسلم على كافر أو كافرة، ويتم الاعتراف بولاية الكافر على الكافرة حتى لو كانت ديانتهما مختلفة، ولا يوجد ولاية للمرتد على أي شخص
- تعد العدالة شرطًا لدى بعض العلماء وتتضمن المنع من الفساد، ويكفي بعضهم بالعدالة الظاهرة، ويؤكد آخرون على أن الشخص المناسب لتولي أمر التزويج هو الشخص الذي يراعي مصلحة الأطراف المعنية .
- الذّكورة لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يحذر الحديث من زواج المرأة بنفسها أو زواج المرأة من نفسها، لأن الزانية هي التي تقوم بزواج نفسها، وهذا مذكور في رواية ابن ماجة رقم 1782 وهو صحيح الجامع رقم 7298
- الرّشد : وهي القدرة على معرفةأهلية الزواج ومصالح الطرفين .
تختلف شروط الزواج الداخلية عن شروط الزواج الخارجية، حيث يتم تطبيق عادات وتقاليد مختلفة في الزواج حسب كل مجتمع، ولكنها لا تختلف كثيرا إلا في بعض الشروط المحددة. يجب أن ندرك الفرق بين شروط النكاح وشروط الزواج، وهي كما يلي
- الأول: يجب العلم بأن شروط النكاح هي شروط قيد الزواج التي وضعها الشرع لإتمام الزواج، ولا يمكن إبطالها، وتتمثل هذه الشروط في الشروط التي يتم وضعها من قبل العاقدين لعقد الزواج، ولا يمكن لأحد منهما إبطال هذه الشروط.
- الثاني: يجب أن نفهم أن شروط النكاح تتمثل في توفرها، ولكن النكاح لا يعتمد على وجودها بالضرورة. ومع ذلك، يجب على الأطراف المتعاقدة الوفاء بالشروط التي يتم الاتفاق عليها، وذلك وفقًا لقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِنَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ”، والذي يعني أن الأطراف يجب أن تلتزم بالعقود التي تم التوصل إليها في النكاح.
شروط المرأة في عقد الزواج
هناك الكثير من العلماء الذين يختلفون في أحكام وشروط الزواج للمرأة، والتي يتم وضعها من قبل الزوجة على زوجها، والتي يتم كتابة هذه الشروط في العقد، أو قبل أن يتم العقد وليست من مقتضاه ولا تنافيه، فهناك جمهور ذهب إلى عدم اللزوم بوجود هذه الشروط، وذهب الحنابلة إلى وجوبها، فهناك مذهب الجمهور الذي لا يعترف بهذا الشرط، ومذهب الحنابلة يؤكد أن الشرط صحيح ويستحب الوفاء به، وإذا قام الزوج بإخلال هذا الشرط، فلا بد من فسخ النكاح من قبل الزوجة، وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى وجوب الوفاء بالشروط.
قال المرداوي: حيث قلنا بصحة شرط سكنى الدار أو البلد ونحو ذلك لم يجب الوفاء به على الزوج، صرح به الأصحاب؛ لكن يستحب الوفاء به وهو ظاهر كلام الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ في رواية عبد الله، ومال الشيخ تقي الدين ـ رحمه الله ـ إلى وجوب الوفاء بهذه الشروط ويجبره الحاكم على ذلك. الإنصاف، وهنا لابد أن تكون الزوجة أكثر حكمة في وضع شروطها الذي وأن يتغاضى أهلها عن هذه الشروط الذي أحيانًا تأتي بنوع من المشقة والتعب على الزوج، فإذا وضعت الزوجة الشروط ولم يتم تنفيذها فيما بعد، فلابد من التنازل عن هذا الشروط فقد سقط حقّها فيه، قال المرداوي: الصواب أنّها إذا أسقطت حقّها يسقط مطلقا. الإنصاف، أما إذا أصرّت الزوجة على التزامك بالشروط، فمن حقها طلب الطلاق إذا لم يفي الزوج لها بما شرطت.