ماهي أسباب سقوط الدولة الفاطمية
شهد التاريخ الإسلامي العديد من الصراعات التي نشأت من الطامعين في الحكم، وزادت هذه الصراعات بشكل كبير بعد فترة حكم الخلفاء الراشدين وهؤلاء الصحابة العدول الأخيار الأبرار. نشأت العديد من أشكال الحكم والدول الانفصالية عن الخلافة العباسية نتيجة لهذه الصراعات، حيث كان العهد العباسي الثاني للخلافة الإسلامية عهدا للتفكك والانحلال والحكم المركزي العباسي. وكانت الدولة الفاطمية التي حكمت لمدة تقارب 300 عاما واحدة من هذه الدول الانفصالية .
كيفية نشأة الدولة الفاطمية :- دولة بني عبيد” هو اسم مستمد من “عبيد الله” وهو الرجل الذي ادعى على أهل البيت وزعم أنه يهودي الأصل أو من القرامطة. وقد قامت الدولة الفاطمية بالدعوة للمذهب الشيعي وكانت بداية الدعوة في بلاد المغرب العربي، وخاصة بين قبائل البربر مثل قبيلة “كتامة”. وتأسست الدولة في المغرب العربي وتم تأسيس أول عاصمة لها في المهدية. وبعد ذلك تمكنت من إقامة دولتها في مصر وتأسيس عاصمتها في القاهرة خلال عهد المعز لدين الله الفاطمي، وذلك في عام 358 هــ، وذلك بسبب ضعف الخلافة العباسية وفقدانها لنفوذها السياسي والعسكري.
كيفية سقوط الدولة الفاطمية :- – اعتمد الفاطميون بشكل أساسي على جميع المكونات المجتمعية العرقية والدينية، حيث كان الوزراء وقادة الجنود من الترك والصقالية والأحباش والأرمن. لعبت هذه المزيجة العرقية دورا كبيرا في تأسيس أركان الدولة الفاطمية وزيادة نفوذها وقوتها وازدهارها في فترتها الذهبية، مثل عهد العزيز بالله. وصلت دولة الفاطميين في أوج اتساعها للسيطرة على أجزاء واسعة من بلاد الشام والحجاز، وكانت تشكل تهديدا مباشرا للخلافة العباسية في بغداد قبل أن تضعف وتفقد نفوذها وقوتها العسكرية وتعاني من انتشار الفساد في أركانها وسقوطها .
أسباب وعوامل سقوط الدولة الفاطمية :- – هناك عدة أسباب وعوامل أدت إلى سقوط الدولة الفاطمية، ومن بينها:
أولاً :في فترات متأخرة من حكمها، تم نقل سلطة الحكم الفعلي فيها إلى وزرائها الذين كانوا يشغلون مناصب الحكم الفعلي، وكانوا يمتلكون كل السلطات، وذلك بدءا من العصر الفاطمي القوي بدر الدين الجمالي .
ثانياً :- – انتشار الفساد والانحلال في أركان الدولة، حيث انتشر الترف والبذخ الشديد في قصور الحكام إلى مستوى غير مسبوق، في حين يعاني الشعب من أشد أنواع المعاناة بسبب الضرائب العالية المفروضة عليه ومن الفقر .
ثالثاً :السياسة المذهبية الأساسية لحكم الفاطميين كانت تهدف إلى نشر المذهب الشيعي ومحاربة المذهب السني بكل قوة، على الرغم من شهادة العديد من المؤرخين بتسامح بعض الخلفاء الفاطميين مع جميع المذاهب الإسلامية.
رابعاً :نتيجة التهديد المباشر للدولة الإسلامية بحملات الصليبيين في مصر وبلاد الشام، أصبح من الضروري إعادة توحيد أقاليم الخلافة العباسية لمواجهة الهجمات الصليبية، وقد نجح القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي في تحقيق ذلك وتولي حكم مصر وإنهاء الدولة الفاطمية ونشر المذهب السني والمدارس السنية في مصر وبلاد الشام، وكان قادرا على مواجهة الهجمات الصليبية الخطيرة بنجاح .