السياسة هي مجال هام يتعامل بشكل أساسي مع تنظيم العلاقات بين الدول في العالم، ونظرا لأهميتها في استقرار العالم، فهي تمارس للتأثير على الآخرين، وتدرس كمادة في العديد من الكليات الجامعية في جميع أنحاء العالم كموضوع متخصص. وتشمل اتخاذ قرارات مشتركة من قبل مجموعة من الناس، ويمكن تعريفها أيضا على أنها دراسة أو ممارسة لتوزيع السلطة داخل مجتمع معين ذي تنظيم هرمي.
مفهوم السياسة :- – مصطلح السياسة لغويا مشتق من الفعل المضارع “يسوس” ويعني التعامل مع الأمور، أو مشتق من الفعل الماضي “ساس” ويعني توجيه وتنظيم شؤون ما. ومن الناحية المصطلحية، تعرف السياسة بمفهومها العام على أنها مجموعة من الإجراءات والطرق والأساليب التي تهدف إلى تنظيم الحياة في جميع المجتمعات البشرية، ودراسة آليات خلق التوافق بين التوجهات الإنسانية الدينية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وتشمل أيضا آليات توزيع الموارد والقوى والنفوذ في المجتمع أو الدولة، وتختلف الأنظمة السياسية بين الدول حسب دستورها ونظامها الداخلي وطبيعة الحكم فيها ومدى تطبيق مبادئ الديمقراطية فيها .
وظيفة السياسة : يرى خبراء العلوم السياسية أن عملية صنع القرار تأخذ في الاعتبار القيم الجوهرية المادية والمعنوية، وذلك وفقا لأيديولوجيات محددة على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وتنظم هذه العملية بشكل أساسي العلاقة بين الحاكم والمحكوم، أي السلطة المسئولة والشعب، وكذلك العلاقة بين الحاكم والدولة وبين الدول المجاورة وغير المجاورة. ويأتي ذلك استنادا إلى حقيقة أن الدولة لا تعيش منفصلة عن الآخرين، وأنها جزء لا يتجزأ من البيئة التي تحيط بها .
أنواع السياسة : هناك أنواع عديدة من السياسات التي تختلف من دولة إلى أخرى ومن نظام إلى آخر، بما في ذلك: سياسة الاحتواء :- تتمثل الاستراتيجية في تحقيق ما يسمى بالاكتفاء من خلال ممارسة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية والمخابراتية، وسياسة التكتل :- – وتتمثل السياسة التي يسعى كل طرف عن طريقها إلى الانخراط والتحالف مع الطرف الآخر في تشكيل حزب خاص بهم، والعمل على جذب أكبر عدد ممكن من الحلفاء لتحقيق أقصى قدر من القوة والنفوذ العسكري، وتقديم الدعم اللازم لهذا الجانب للتصدي والانتصار على أي قوة معادية ،
السياسة الاقتصادية والمالية: تتمثل فكرة هذه الاتفاقيات والتحالفات في زيادة حصة الدول في السوق العالمية، وتمكينها من تحقيق ميزة تنافسية خاصة بها، السياسة الأيدلوجية، وبناءا على اختلاف هذه الأنواع في السياسات هناك اختلاف في السلطات تبعاً لهذه السياسات، هناك أيضاً السياسة العامة و السياسة الاحتكارية و التي تحتكر وسائل السيطرة مثال الجيوش و الشرطة وغيرها من وسائل السيطرة وهناك السلطات التي تتمتع بالشرعية .
مفهوم السياسة في الفلسفة :كانت السياسة ولا تزال هي الشغل الشاغل للعديد من الفلاسفة والمؤرخين، ونظرتهم إلى كيفية سريان المبادئ والأنظمة تحت سلطة الدولة، ومدى قدرة سياسة تلك الدولة على تحقيق مقومات المساواة والعدالة بين كل أفراد المجتمع، وعليه، فإن تلك الآراء اختلفت من فيلسوف إلى فيلسوف آخر ومن مذهب إلى مذهب آخر .
مفهوم السياسة عند ابن خلدون :تعني تحمل المسؤولية العامة والخاصة بموجب النظر الشرعي في مصالح الأفراد والمجتمع، حيث إن الأحوال الدنيوية وما يتصل بها يعود كلها إلى الشرع على أساس أنها ترتبط بالمصالح الأخروية، وهي في الحقيقة الخلافة التي يضعها صاحب الشرع في الأرض لحفظ الدين وسياسة الدنيا به.
مفهوم السياسة عند ماكيافيل :تعني المنطقة التي يحدث فيها الصراع بين الأفراد أو الجماعات استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، ويجب على الحاكم أن يكون مستعدا لاستخدام وتوظيف كل الأساليب والطرق المتاحة لحل هذا الصراع .
مفهوم السياسة عند أنجلس :- ينطلق من تصور تاريخيّ ماديّ ليوضح كيف أنّ الدولة هي نتيجة للصراع الطبقيّ، وأنّ وجودها يعني مدى محافظتها على النظام والتقليل من حدة ذلك الصراع، كما أنّها تظل مُجسِدة من أجل مصالح الطبقة السائدة المُسيطِرة التي تملك كل وسائل الإنتاج، وزوالها يكون بزوال الطبقات الاجتماعيّة و تحقيق المساواة ، العدل .
مفهوم السياسة عند فوكو :- أسس فوكو مفهوما جديدا للسياسة، حيث لا تقتصر على مجموعة من الأجهزة التي تخضع الأفراد داخل سياسة دولة محددة، وأن السلطة ليست القوة التي تنبثق من سيادة تلك الدولة وسلطة القانون فيها .