منوعات

ماهو النظام الرأسمالي ؟

تتنوع الأنظمة الاقتصادية في العالم، وتشمل النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي كأبرزها. يعتبر النظامين نقيضين، حيث يختلفان في الأسلوب والأسس وغيرها. تطبق بعض الدول نظام الاشتراكية مثل الصين وروسيا، بينما تطبق الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا نظام الرأسمال.
مفهوم النِّظام الرأسمالي :- هو نظام يعتمد على إعطاء الأولوية الاقتصادية للمادة، وفصل الدين عن الحياة، وتنمية الملكية الفردية وزيادة رؤوس الأموال بكل الوسائل لتلبية الحاجات الإنسانية الأساسية والكمالية. ويهدف النظام الرأسمالي إلى زيادة الثروة بشكل غير مقيد بتدخل الدولة أو الحد من التوسع، ويستند في ذلك على عمليات الشراء والبيع والتملك والتأجير والاستيراد والتصدير وغيرها من العمليات الاقتصادية الأخرى. ويتيح هذا النظام وضع القوانين والأنظمة لحماية الأموال والممتلكات الفردية حتى لو كان ذلك على حساب حرية الآخرين. وتم فصل الدين عن الحياة في هذا النظام لتحقيق الحرية العظمى في كسب الأموال، حيث ينظم الدين عمليات البيع والشراء لمصلحة المستهلكين ويحرم الاحتكار واستغلال ظروف البيع والشراء للحاجات الأساسية التي يحتاجها الناس. ومع ذلك، يسمح النظام الرأسمالي بتجارة الممنوعات والمخدرات التي يحرمها الدين، ويتمحور حول المنافسة في الأسواق لزيادة الكسب والتملك .

تاريخ النِّظام الرأسمالي  :- ظهر النظام الرأسمالي على أنقاض النظام الإقطاعي بعد ظهور النظام البرجوازي، وانتشر بشكل كبير جدا بسبب الحروب والثورات، مما أدى إلى تراكم الثروات والأموال، وكان في البداية مناداة للحرية وتقليص دور البابا الروحي، ثم ظهر المذهب الطبيعي الذي يؤكد أن الاقتصاد له قوانين طبيعية تنظمه، ولا يحق لأي شخص وضع القوانين والأنظمة التي تحدد مداه، وبالتالي لا يمكن للدولة التدخل في سياسة الاقتصاد، وإنما مهمتها المراقبة وتوفير الحماية للأفراد وللممتلكات، وظهر هذا المذهب في النصف الثاني من القرن الثامن عشر في فرنسا.
نشأة النظام الرأسمالي :- بدأ النظام الرأسمالي في الظهور بعد النظام البرجوازي، وأدى إلى الحروب والثورات في ذلك الوقت، مما أدى إلى انتشاره بشكل كبير جدا. وبدأت ملامحه الأولى بالدعوة إلى عزل تدخل البابا وتقليص دوره، ثم دعا الكثيرون إلى ضرورة وضع قوانين تتعلق بالاقتصاد، وأنه لا يجوز لأي شخص أن يحد من تأثيره أو قوته. ولذلك، كان هؤلاء ينادون بمنع الدولة من التدخل في مجال الاقتصاد بشكل كامل، بل يجب عليها فقط توفير الحماية للأفراد وحماية ممتلكاتهم. وظهرت هذه الأفكار الأخيرة في فرنسا.

مزايا النظام الرأسمالي :يعتمد ذلك على حقوق الملكية الفردية لعناصر الإنتاج، والتي تؤمن حرية تصرف الأفراد في ممتلكاتهم وثرواتهم الشخصية، ويجب على المجتمع حماية حقوق المنتجين وأصحاب رؤوس المال وكبار التجار، ومن مزاياه أيضا أن دافع الربح هو الحافز الوحيد لزيادة الإنتاج، وتحدد رغبات المستهلكين الكميات التي يزود بها المنتجون والتجار سواء كانت سلعا أو خدمات في الأسواق، والطابع التنافسي هو الطابع الأساسي الذي يحكم العملية الإنتاجية في جوانبها الكمية والنوعية .
سلبيات النظام الرأسمالي :- من بين سلبياته الأنانية والرغبة في تحقيق المكاسب الشخصية للتجار والمنتجين، وتركز رؤوس الأموال في يد فئة صغيرة من التجار وأصحاب الأعمال والأموال، مما يؤدي بقوة إلى الفقر الزائد لشرائح المستهلكين، ويعود ذلك إلى طمع التجار والمنتجين وابتزازهم للأيدي العاملة بشكل يتناسب مع مصالحهم الشخصية وأرباحهم، مما يجعل العالم يشبه غابة يستغل فيها القوي المسيطر على الضعيف. ونتيجة لذلك، تنتشر العداوات والحروب والصراعات الداخلية بين أطياف المجتمع المختلفة، بما في ذلك الفقراء والأغنياء، ومن بين سلبياته أيضا أنه يعتمد بشكل كبير على مبدأ الربا واستغلال حاجة المستهلك، ويعزز هذا النظام فصل الدين عن الحياة بهدف تحقيق مصالحه الخاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى