ماهو الصبر ؟
الصبر هو كلمة لا مثيل لها في الحياة بجمالها، حيث لا يمكن للإنسان أن يشعر بالسعادة من دون صبر، بعد أن يتجرب التحمل أولا. الصبر هو الدواء الذي يواسي الإنسان في الأوقات الصعبة ويعزز استقامة النفس البشرية لتصبر على حكم الله وقضائه، وبذلك يعوضها الله عز وجل بأجمل ما تتمنى. كما قال الله تعالى: `إن الصابرين إنهم يؤتون أجرهم بغير حساب`، وهذا يعني أن الصبر هو هدية إلهية أرسلها الله لعباده ليعطيهم الثواب والخير والبشارة. فالصبر هو قدرة الشخص على ضبط نفسه وتحمل ما يشتهيها وتحققها .
أنواع الصبر
:- حيث أن للصبر العديد من الأنواع ومنها :–
أولاً :- الصبر على أشتهاء النفس :- حيث أن النفس البشرية غالباً ما تشتهي أشياء كثيرة ، حيث أنها نفساً أمارة بالسوء و بالأخص فيما يخص الرغبات و الشهوات الإنسانية كالزنا و شرب الخمر و الربا و الظلم و حب المال و غيرها من الشهوات الإنسانية ، حيث أنه عندما ينجح الإنسان من كبح زمام النفس و مسكها من تلك السهوات و الرغبات للبعد عن الخطايا و الذنوب فإن بذلك قد أستخدم و علم نفسه الصبر و علم نفسه الشدة و القوة وجزاه الله خيراً على صبره و عوضه في الخير عن ما تركه في الشر أو في الذنب .
ثانياً :- – صبر الإنسان على ما يبغضه: يوجد الكثير من الأشياء المحيطة بالإنسان والتي يكرهها ولا يحبها، سواء كانت تلك الأشياء في أشخاص أو عمله أو بيته. الصبر في هذه الأمور يعتبر شيء عظيم، حيث يمكن أن يكون لدى هؤلاء الأشخاص العديد من العيوب مثل الكذب أو النفاق أو حب النفس، وعلى الرغم من ذلك يصبر الإنسان عليها وينصحهم ويوجههم للابتعاد عنها والصبر عليهم .
ثالثاً :- الصبر على المصائب هو الحل الوحيد. فكم من الناس يتعرضون لمصائب وآلام متعددة، مثل وفاة الأبوين، أو الفشل في الدراسة، أو الضيق المادي بعد اليسر، أو تراكم الديون، أو تعرضهم للكلام السيء من الآخرين وما إلى ذلك. وتسبب هذه المصائب في الألم والجرح للنفس البشرية، ولكن يجب أن يصبر الإنسان عليها ويتقرب إلى الله تعالى، ويعلم أن الله هو الذي يعطي ويأخذ ويقدر، وإذا صبر فسوف يجازى من الله بالخير والعوض الكريم .
رابعاً :- – الصبر على الطاعات: حيث يجب على الإنسان أن يصبر على أداء الطاعات، حيث أن جميعنا نفعل الخير ونسامح من أساء إلينا ونصل الرحم حتى إلى من لا يقيم بصلاته، حيث أن ذلك هو نوع من أنواع الصبر لله وتنفيذ أوامره، على الرغم من مخالفة البعض من حولنا لا وأمره من ناحيتنا، حيث أن الإنسان لابد وأن يدرك أن إذا لم يجد من يقيم الإحسان إليه من البشر فإنه سيجد الله عز وجل رؤوفا ورحيمابه وسيعوضها بالخير من عنده .
خامساً :- – الصبر على طلب العلم :- يجب على الإنسان والطالب للعلم أن يظهر صبرا في مواجهة الصعوبات التي يواجهها في طريق الدراسة والتعلم، حيث يجب التحمل والصبر في مواجهة التعب والسهر والتحصيل، وعند الإنتهاء يتحصل الشخص على العلم النافع ويحصل على المكانة المستحقة له في مجتمعه .
جزاء الصبر
:- – جزاء الصبر في الآخرة من عند الله، وهو الذي يكافئ العبد الصابر ويضاعف له الحسنات، فكل أعمال المسلم الصابر يثاب عليها من قبل الله. والمسلم الصابر هو الذي يحتمل البلاء والأذى ويصبر ويحمد الله تعالى، مثلما يصوم الصائم ويتحمل الجوع والعطش ابتغاء لوجه الله، ويأمل في جزاء منه. وكثير من الأنبياء والرسل صبروا على الابتلاء والأذى ونالوا درجات عالية عند ربهم، مثل سيدنا أيوب عليه السلام الذي صبر وتحمل البلاء والمصيبة، وشكر الله عليها وأعطاه أفضل مما كان ينتظر. فمن يصبر المؤمنون على الأذى أو الابتلاء أو الهموم يسترجع ربه ويحمده ويجازيه بالثواب والمكانة العظيمة عنده، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: “إنما يوفي الله الصابرين أجرهم بغير حساب”، فجزاء الصبر عند الله هو يجازي به عبده في الآخرة .