ماهو الدعاء عند الركن اليماني
الركن اليماني للكعبة المشرفة هو الركن الذي يشير إلى اليمين ويسمى أيضا الركن الجنوبي، وهو الركن الذي يأتي بعد الركن الغربي من الكعبة، وله فضل كبير، كما أنه مواز للركن الذي يحتوي على الحجر الأسود .
الدعاء عند استلام الحجر الأسود
قال ابن عمر -رضي الله عنهما- عندما يستلم الركن: `باسم الله والله أكبر`، وقال إبراهيم النخعي -رحمه الله- عندما يستلم الحجر: `لا إله إلا الله والله أكبر، اللهم تصديقا بكتابك، وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم` .
الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود
– عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فيما بين ركن بني جُمَحٍ ، والركن الأسود: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ” ، و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : “عَلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ مَلَكٌ يَقُولُ: آمِينَ، فَإِذَا مَرَرْتُمْ بِهِ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ {نسأل الله أن يمن علينا بالخير في الدنيا والآخرة، وأن يحمينا من عذاب النار}” .
الدعاء في الطواف
– عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَهْبَانَ -رحمه الله- أنه رأى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَهُوَ يَقُولُ: “اللهُمَّ نسأل الله أن يمن علينا بالخير في الدنيا والآخرة، وأن يحمينا من عذاب النار” ، و عَنْ أَبِي شُعْبَةَ الْبَكْرِيِّ، قَالَ: رَمَقْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَهُوَ يَقُولُ: “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” ، ثُمَّ قَالَ : “نسأل الله أن يمن علينا بالخير في الدنيا والآخرة، وأن يحمينا من عذاب النار” فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُكَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ سَمِعْتَنِي؟! قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَهُوَ ذَلِكَ، أَثْنَيْتُ عَلَى رَبِّي، وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ حَقٍّ، وَسَأَلْتُهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ” .
قال الشافعي رحمه الله إنه يفضل أن يكبر عند الحجر الأسود ويدعو الله بأن يجعل حجه مبرورا وذنبه مغفورا وسعيه مشكورا، ويدعو الله في الأطواف الأربعة بالمغفرة والرحمة والعفو ويطلب الخير في الدنيا والآخرة ويستجير من عذاب النار.
الدعاء بعد ركعتي الطواف
– عَنْ نَافِعٍ قَالَ: عندما يصل الحاج أو المعتمر، كان ابن عمر رضي الله عنه يطوف حول الكعبة ويصلي ركعتين، وكان يجلس فيهما لفترة أطول من وقت قيامه، ممدحا ومسألا ربه. وعندما ينتهي من صلاته، ويصل إلى بين الصفا والمروة، يقول: “اللهم احفظ ديني وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم، واجنبني حدودك، واجعلني من المحبين لك ولملائكتك ورسلك وعبادك الصالحين، اللهم أحببني إليك وإلى ملائكتك ورسلك وعبادك الصالحين .
– اللهم انعم علي بخير ما أنعمت به على عبادك الصالحين في الدنيا والآخرة، اللهم يسر لي الأمور واجعلها سهلة وابعد عني الصعوبات، واغفر لي في الآخرة والأولى، اللهم أيدني على العهد الذي عاهدتني عليه، واجعلني من الأئمة الذين يتقون الله، واجعلني من ورثة جنة النعيم، واغفر لي ذنوبي يوم الدين.
فضل الدعاء عند الركن اليماني
– قال تعالى : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(غافر: من الآية60)، وقال : إن سألتك عبادي عني، فإني قريبٌ، أُجيب دعوة المدعو إليَّ، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يهتدون (البقرة:186)، وروى الإمام أحمد والحاكم من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تعجل له دعوته ، و إما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السؤال مثلها ، قالوا : إذا نكثر، قال: الله أكثر .
وفيما يتعلق بفضل الدعاء في الركن اليماني، فإنه من السنة القيام به في الطواف والدعاء بينه وبين الحجر الأسود بالدعاء: “ربنا، امنحنا الخير في الدنيا والآخرة واحمنا من عذاب النار”، وروي أن القيام به يكفر الذنوب، وأخرج الإمام أحمد حديثا عن ابن عمر يفيد بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من مسح الركنين اليمانيين والحجر الأسود حطت خطاياه”، ولم يتأكد إن كان الدعاء فيه مستجابا .